لكل فتاة حلم و لكل حلم مميزاته تختلف الطبائع و تتنوع الشخصيات و يبقى حلم واحد مشترك لكل الفتيات (الزواج) أحيانا يكون حلمها الوحيد لهذا هي تتعب لو تأخر. و أحيانا تكون هي على قدر من الذكاء فترتب أحلامها و تنجز و ترتفع إلى مكانة تحقق فيها ذاتها فلا تشعر أنه تأخر. و لأن لحياتنا ظروف مختلفة تتقلب من مجتمع لآخر و تتفاوت من طبقة الى أخرى تغير سن الزواج فهناك مجتمعات تتزوج فيها الفتيات مبكرا و لهذا أصبح سن العنوسة قبل العشرين و هناك مجتمعات و خاصة المجتمعات المثقفة يرتفع فيها سن الزواج بسبب اصرار الفتاة أو أهلها على اتمام الدراسة و لهذا أصبح سن العنوسة التي يزعمونها عند الثلاثين. حكموا على مستقبلها بالإعدام شنقا إن تخطتها بعام أو اثنين هددوها و دفعوها لتقبل الزواج من أي شخص يطرق باب قصرها كسروا تاجها و تبعثرت اللآليء أزاحوها من فوق كرسي العرش سرقوا منها ابتسامتها و أطفأوا بريق عينيها في محكمة شهودها أفراد مجتمع لا يعرف عن عالمها الخاص أي شيء لا يعرفون أنها مثقفة أحيانا، قوية كثيرا، نشيطة و ناجحة عندما تحدد من البداية أن الزواج ليس حلمها الوحيد و لكنه ضمن مجموعة من الأحلام الجميلة تلك هي الأميرة. سيأتي بإذن الله رزقك في موعده زوج صالح تقر له عينك فلا تؤخريه و خذي بالأسباب أحيانا قد تكونين أنت جزء من السبب في تأخر زواجك يا أميرتي عندما تتعللين بعيوب تافهة لرفض شخص على دين و خلق أكثر من مره لمجرد أن مواصفات فتى الأحلام لم تتوفر بعد و أحيانا عندما لا تكونين على قدر كاف من النضج و الإتزان ليلاحظ الآخرون أنك أصبحت الآن(عروس)تصلح للزواج. كثيرا ما أتألم و أنا أرى فتيات تتصرفن بطريقة بعيدة عن الرزانة أمام الناس رغم أنهن في سن لا يتناسب مع تلك التصرفات. الهدوء و العقل و التسلح بالحجاب و الدين هم جنودك حتى ييسر لك الله زوجا صالحا يليق بك. نعم لابد أن يليق بك لأنك أميرة. أحيانا يتسبب أهلك في تأخر زواجك بالطلبات الكثيرة و المبالغ فيها لماذا لا يتوقف العم و الخال و زوجتاهما عن التدخل في الأمور المادية التي لا تعنيهم لماذا تعطين أذنك لابنة عمك و جارتك و زميلتك فتعكرين صفو زيجة يسيرة سهلة اقترب موعد ميلادها لماذا لا يتوقفون مع كلمات الله إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه [النور:32]، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً [الطلاق:7]. و لا تتعللي أبدا بمستوى جمالك أنت جميلة لأنك من صنع الله ان الجمال متفاوت و يختلف من شخص لآخر و ما يعجبك لا يعجبني و ما يعجبني ربما لا يعجبك بتاتا و ربما نتفق على جمال فتاة و تأتي ثالثة تراها قبيحه و العكس صحيح كما أن الجمال داخلي و ينبع من الروح المستقرة التي تتمتع بسلام داخلي و رضا و قناعة بما قسمه الله تعالى لها فلتفتشي في ذاتك و تفتحي قلبك و صدرك الجمال نبته رائعة تحتاج للري و العناية المستمرة أنت جميله...صدقيني و عندما تثقين في نفسك ستتغير هيئتك و تتبدل تصرفاتك و سيثق بك الآخرون و سيرى الناس جمال وجهك و نفسك و احترسي لأنهم ينظرون اليك نعم كل الناس و لأنك منبر متحرك يعلن عن الاسلام لابد أن تنتبهي الأخت والأم و الخالة و العمة تبحث دوما عن عروس. لقريبها الشاب لابد من الوقوف مع النفس..و اصلاح الهيئة و الاهتمام بالمنظر و الشكل رتبي نفسك حياتك و نظمي وجباتك و إياك والاهمال من يحب أن ينظر لفتاة يداها غير نظيفة؟ من يحب أن يقترب من فتاة رائحة عرقها نفاذة؟ من يحب أن يتعامل مع فتاة ثيابها غير مرتبة بل و منفرة؟ و من يحب أن يلقي السلام على فتاة عابثة الوجه ليلا و نهارا أنا لا أقول تبرجي و لا أقول اخضعي في القول لا أقول تعطري بالعطر و مري بالقوم لا أقول تنمصي و تلوني و لكن كوني نظيفه و محترمه و بشوشه و قبل أن تكوني جميلة المظهر احرصي على جمال الجوهر و صفاء النفس فالكل يكره الحقد و الحقوده و الكل ينبذ ذات اللسان اللاذع و تذكري أنك بتعففك عن الجدال و الرد أنك تفعلين هذا لله تعالى و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و أخيرا الزواج ليس النهاية بل هو البداية الزواج مسئولية و شركة تبدأ بقبولك له و قبوله لك الزواج طاعة و ما يأتي بعده باذن الله تعالى لابد أن يكون طاعة لا تجعليه فقط هدفا رمزيا بل أجعليه هدفا متفرعا و متشعبا لتبني مع زوجك بيتا مسلما تقيا لا تظني أنه صندوق ممتليء بالأحلام الوردية و لا أقول لك أنه ليس ورديا و لكن تأكدي أن لكل مرحلة جمالها و لكل خطوة نجاحاتها اسألي الله في سجودك أن يرزقك زوجا صالحا تقيا يقربك الى الله و عندما يتأخر وقتيا يا مليكتي فأنت في (مهمة) ربما يسرك الله لشيء آخر ربما هيأك الله و فرغك لمهمة ما بر بوالدة ربما ستبقى وحيدة ان تزوجت الآن و ستتعذب و برك بها سيدخلك الجنه وقت إضافي لتحفظي القرآن و ترتلينه و تجودينه بل و تحفظينه لأخريات عمل أنت ناجحة فيه وتحققين شيئا جديدا نافعا للإسلام مجهودا عمليا لمساعدة الأيتام و الفقراء و المحتاجين بل و عيادة المرضى لو تزوجت ما تفرغت له كم من فتاة تأخر زواجها حتى نبت الشيب في رأسها و إذا بالزوج الصالح يسعي إليها دون جهد منها! كم من فتاة تزوجت بفارس أحلام لامع وسيم و أرتدت أبهى الحلل و أغلى و أثمن الحلي و الذهب ثم انتهى بها الحال مطلقة مذبوحة حزينة! كم من فتاة هي أمامنا متزوجة و سعيدة و هي في الحقيقة مسجونة و ربما تتمنى ما أنت فيه و لا أقصد هنا الا كلمة واحدة (لطف الله الخفي) فربما تأخر زواجك أو حتى عدم حدوثه نعمة كبيرة أنت مغمورة فيها و لو اطلعنا على الغيب لاخترنا الواقع فلنرضى بما قسمه الله تعالى لنا... و لا نتأفف تعلمي الصبر و تذكري أن الدنيا فانية و الجنة باقية أسأل الله أن يسعدكن في الدنيا و في الآخرة |