يا خيل الله اركبي
أرى جيوش الباطل قد حشدت، و صوت المنكر قد علا .. و الصادقين المخلصين في غفلة أو في عجز أو في فرقة .. و أرى معاركنا مع النفس العصية قد اشتد أوارها و نادي منادي الحق يا خيل الله اركبي .. فمن يلبي ؟
الجولة الأولى : مناكر الأعراس
أحيانا كثيرة أتساءل : كيف يبارك الله في زواج تكون أولى لبناته على باطل ألا و هي الأعراس التي غدت معظمها وكرا لشتى المناكر و المعاصي .. ابتداء بالتكاليف الباهظة التي أثقلت كاهل الأسرة المسلمة من مفاخر و كماليات و أشياء تافهة في غالب الأحيان ليس لها معنى غير التفاخر و التباهي و التكبر في مرات كثيرة على خلق الله .. ثمّ التبذير المرعب الذي تشهد عليه مزابلنا من مأكولات و مشروبات و حلويات، و يحرم منها مئات الفقراء لتأكلها أكياس القاذورات و نشرب حد الثمالة كأس التغاضي عن آيات الرحمن : " إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين و كان الشيطان لربه كفورا ". زد على ذلك ما ابتدع في أعراسنا من عادات و تقاليد لا تمت لأصولنا الإسلامية بصلة و كل ما فيها محاكاة صريحة للغرب و تقليد أعمى للأفلام العربية. و المؤلم في الموضوع هو هذا الاختلاط الذي غدى أمرا مباحا في أعراسنا و أمام مرأى رجالنا و يرضاهم للأسف .. شيء آخر أكثر مرارة، هو هذا الغناء الفاحش الذي نبارك به أعراسنا !!! .. غناء كله فحش و مياعة .. موسيقى صاخبة و كلمات هابطة لا قيمة لها .. رقص العذارى على نغماته الساحرة حتى وقت متأخر من الليل .. و لا حول و لا قوة إلا بالله.
باختصار .. نريد جيشا من المخلصين الصادقين يباركون أعراسهم بطاعة الله و تجنب معصيته بترك كلّ المعاصي التي ذكرناها و ما خفي كان أعظم .. أن يكونوا قدوة لغيرهم بأعراس متواضعة خالية من المناكر، و أن يجاهدوا أنفسهم و أهليهم في ذلك فلا يغلبهم أهل و لا مجتمع في عناء يضعونه أو اختلاط يفرضونه و ما شابه ذلك .. و لا يستسلمون لضغط الواقع مهما كان صعبا، فما عند الله خير و أبقى و ما بني على باطل فهو باطل و لا خير في زواج تكون فاتحته على تلك الصورة الشوهاء .. ثمّ يجب أن نعين إخواننا و أخواتنا في جهادهم هذا وأن نكثر سواد الملتزمين بطاعة الله في أعراسهم و نعزز موقفهم و ندافع معهم على مبادئهم أمام تيارات التقليد الجارفة .. و أن لا نقبل بأن تصير المناكر أمرا مستباحا و لا مستساغا مهما كلفنا الأمر من سخرية و استهزاء و إيذاء .. فلكل جهاد ثمنه و ثمن جهاد النفس الجنة إن شاء الله.