قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Sunday, 20 January 2013 09:30

قصتنا مع فرنسا

Written by  عفاف عنيبة

 

قصتنا مع فرنسا الاستدمارية لم تنتهي في  3 جويلية 1962، أو يوم جلاء القوات العسكرية الفرنسية عن المرسى الكبير. لا يعقل أن تختفي آثار الاحتلال الفرنسي البشع هكذا بمجرد ما علت راية الجزائر في سمائنا الزرقاء.

الرئيس الفرنسي، السيد هولاند، في أول زيارة له للجزائر من أسابيع خلت، وهو كله ثقة بأن عقدة النقص لدى الجزائريين ناحية فرنسا لازالت قائمة إن لم تتغلغل أكثر في النفوس و العقول. فهو حيثما قلب نظره، واجهته الأحرف اللاتينية، وقد كان بإمكانه أن يعلل عدم اعتذاره عن جرائم بلده حيال الجزائر وشعبها ب:

"كيف أعتذر لكم و أنتم  تهينون أنفسكم يوميا عند عتبات قنصلياتنا و في أراضينا؟؟"

لست ممن يشطب على الماضي، و لست ممن يتناسى ما نحن فيه من هوان، كيف يقدّر لعلاقة متوترة و مشحونة بكم هائل من الفظائع و الجرائم أن تصبح علاقة متوازنة، يستمد منها الطرفان الثقة، و يتبادلان في إطارها المصالح؟

يصعب عليّ كابنة مجاهد أن أنظر إلى فرنسا بغير انفعال، وقد أثرت دهشة تلاميذ  قسم نهائي حينما قلت لهم بأن كرامتنا كجزائريين تقضي بأن لا نتكلم الفرنسية، و أن نستبدلها بلغتنا الجميلة العربية أو اللغة الإنجليزية في كل كتاباتنا.

-كيف ذلك أستاذة؟ اللغة الفرنسية لغتنا الثانية و هي ضرورية جدا. صرحت مغتاضة إحدى التلميذات.

هكذا أقنعنا أبناءنا جيل بعد جيل، الفرنسية هي كل شيء و أنه يصعب التخلي عنها، فهي محرك الثقافة و الاقتصاد، كم من مرة سمعت كلاما صارما حول الأهمية القصوى لفرنسا. يا إلهي كم نحن نناقض أنفسنا و تاريخنا!!

كل تلك التضحيات طيلة  قرن و اثنتان و ثلاثون سنة لا تشفع في أعين بعض أشباه المتنورين من أبناء جلدتنا، فبزعمهم نحن لا نستطيع الاستغناء عن حليب فرنسا؛ وعن استثماراتها، من المؤكد أن الرئيس الفرنسي يكون على علم بذلك، و بالغ في استغلاله كعادة الأوصياء المتكبرين.

 فأي استقلال ننعم به، و أي وطنية يتبجح بها بعض المسؤولين السياسيين الذين يتلاعبون بمشاعر المواطنين؟ من ثماني سنوات لمسنا رغبة غير مفصوح عنها رسميا لدى الدوائر العليا في الدولة لشد العلاقات على مستوى المطالب المشروعة من اعتذار، و تعويض، و استرداد الأرشيف المسروق، لكن هذه الرغبة كانت تتعامل بمزاجية مع ملف خطير و غاية في الحساسية، و النتيجة أننا عمليا و في أرض الميدان هناك تضييق على أصحاب المبادرات الجدية، نحرم من العمل المباشر، و من يسمح له عليه بتقديم الولاء، و هذا ما لا أوافقه شخصيا.

فرنسا باقية في الجزائر إلى ما شاء الله،  باقية؛ لأن عقل الجزائري لم يتحرر من الوصاية الفرنسية عليه في كل شيء، من التأشيرة إلى فواتير الماء و الكهرباء المحررة بالفرنسية. نعيش الاستقلال الحقيقي حينما يغالب العادة المواطن البسيط ليفرض واقعا قاهرا على من هم أعلى منه. في اليوم الذي لن نشتري فيه السيارة الفرنسية، ولا نحتفل فيه بأعياد رأس السنة في باريس، وهذا اليوم ليس غدا. فالطريق ما زال طويلا، خاصة أن أجيال اليوم تكره الحديث عن التاريخ وتتفنن في تقليد تقليعات فرنسا. فهؤلاء الشباب لا يريدون حديثا عن جرائم فرنسا بل كما قال لي أحدهم:

"أليست جرائم بني جلدتنا أبشع من فظائع العدو الفرنسي، فهذه الطبقة الحاكمة ألم تغتصب أمال و طموحات الشعب في المهد في 1962، و لازالت تتعامل معه اليوم بمنطق ما أريكم  إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد!!!"[1]

في هذه الأجواء جاءت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وستظل هذه الأجواء مخيمة لأمد طويل على البلاد و العباد، و هذا ببساطة ما نسميه بالصناعة الجزائرية : "إدمان الهوان".


 الآية 29 من سورة غافر.[1]

Read 2708 times Last modified on Monday, 12 November 2018 15:01

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab