كنا نحضر أنفسنا من زمن لمغادرة الجزائر نحو الأرجنتين أو أندونيسيا. فقررت والدتي الكريمة أخذي إلي إحدي مكتبات حي الأبيار في أعالي العاصمة. كان في عمري 9 سنوات.
عند دخولنا تلك المكتبة الضيقة و المظلمة و قد تحولت اليوم إلي متجر فاخر. توجهت مباشرة إلي رف كان يحمل قصص بالفرنسية بعد إختياري لعدة عناوين باللغة العربية، فجذبني عنوان بقوة :
"أليس و الشبح."
فإستدرت نحو أمي :
-ماما، ما رأيك في هذا الكتاب ؟
اخذته و قرأت الموضوع و إسم الكاتب فأدركت فورا أنه أدب أمريكي لفئة المراهقين.
-عفاف إنه موجه لأطفال أكبر منك في العمر.
لكنني أريده ماما، هذه الفتاة أليس، شدتني من أول لحظة.
ماذا فعلت أمي ؟
فتحت الكتاب في صفحاته الأولي و أعطتني إياه :
-إقرئي السطور الأولي.
فقرأت بثقة كاملة في قدرتي في فهم ما اقرأ بالفرنسية.
فهمت أمي حينها أن الكتاب في متناولي، فإشترت ثلاث عناوين من السلسلة و أعطتني العنوان الأول.
-إقرئيه و سأختبر معرفتك بمحتوي القصة كي أعطيك بقية العناوين لتطالعيها.
غادرنا المكتبة و أنا أطير فرحة...هكذا دخلت اليس الأمريكية حياتي و قلبتها رأسا علي عقب بحيث أصبحت عفاف المحققة علي منوال أليس المحققة الأمريكية الشابة.
ذلك الكتاب أثر في للأبد و إلي حد اليوم لا زلت أطالع نسخ إحتفظت بها لنفسي كي أعود إلي طفولتي السعيدة.
تلك الطفولة الحلم.