نظرات مشرقةيهمكم

سؤال قريبة حول قصة الزواج قضاء الله و قدره*

بقلم عفاف عنيبة

سألتني كتابيا قريبة حول قصة الزواج قضاء الله و قدره :

“سبحان الله، عفاف كيف تفسرين غياب أبعاد هذه القصة في الجزائر و عالمنا الإسلامي ؟ فالرجل الإيرلندي صدق هاتف ربنا تعالي و بحث عن الشابة و خطبها علي الفور و تزوجها، فلقاءهما لم ينتهي إلي معصية أو كبيرة من الكبائر بل إلي ما يرضي الله و رسوله و هذا لا يحصل أبدا في بلادنا، كيف بلغ بنا الزيغ عن الصراط المستقيم إلي هذا الحد ؟”

و أجيبها عبر هذا النص :

اولا لازالت عند بعض شباب الغرب الفطرة سليمة و لا بد من مراجعة تربية الشاب الإيرلندي و كيف تشرب مباديء و قواعد الإرتباط العاطفي السليمة. فأي رجل في الغرب يعلم أن وجود إمرأة في حياته توفر له الإستقرار النفسي و العاطفي بينما في الجزائر فلن ينظر الرجل إلي الأمر من هذه الزاوية السليمة بل أول ما يفكر فيه  : جيبه و هذا موقف المرأة و عائلتها أيضا.

هم يفكرون في الجيب و ما يحويه من مال، في حين  وصية رسول الحق عليه الصلاة و السلام “تزوجوهم فقراء، يغنيكم الله”

فنحن لا نعطي أي أهمية للبعد الخاص بالعلاقة بين الرجل و المرأة و هو بعد غاية في الجمال و الرقة و إحتياجهما إلي بعضهما البعض فطري، فهكذا خلقهما الله و لا مبدل لفطرته و خلقه.

المسلم يفضل ولوج المعصية للحفاظ علي مظهر زائف عوض أن يصدق مع الله و مع المرأة التي يختارها. في القصة الشاب الإيرلندي لم يفكر كثيرا في نتائج قراره بالزواج، هو وجد المرأة الحلم وضعها ربنا تعالي علي طريقه، فلم يتردد لحظة واحدة تزوجها مدنيا و هكذا بدأ حياته الزوجية بالخطوة الصحيحة و شهر بعد زواجه المدني تزوج دينيا و إمكانياته متواضعة، فهو يعمل أستاذ بعقد مؤقت و يقيم في غرفة و مطبخ و حمام بإيجار مرتفع في عاصمة إيرلندية العقار فيها غالي.

هل فكر في الماديات التي يؤمن بها الجزائري ؟

لا

سأختم بما قاله أحد الشعراء الإيرلنديين : المرأة الكون كله بجماله و رقته و نعومته و هشاشته و ليس أجمل من تزويجها بمن يحميها و يحبها لذاتها.

*https://natharatmouchrika.net/home/?p=7985

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى