(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 04 أيلول/سبتمبر 2014 09:21

بؤس الصحافة من أهلها ..

كتبه  الأستاذ بلخير بن جدو
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا ينبغي أن توصف الصحافة بالبؤس إلا مجازًا ، فهي عمل مُجرد لا توصف بذلك ، كما لا توصف بالجادة , و إنما الموصوف بذلك حقًّا هم أهلها , و هم من يملكون أهلية وصفها بأي شيء ، فإن كانوا ذوي أقلام حرة كانت صحافة جادة تؤدي ما عليها , و إن كانوا أقلاما مستأجرة كانت صحافة بائسة تؤدي نقيض ما عليها..!

اتَّخذ الصحافةَ أقوامٌ مطيةً للشهرة و تمسّحوا بكل ذي منصب و لعقوا كل نعل , و تتبعوا كل قذر , حتى المعارضة التي ألبسوها لَبوس الشرف أبوا إلا أن يدنسوها ، فجعلوها ورقة ضغط يسترحمون بها أهل الباطل ليُعطوا فإن رُميَ إليهم بعظم رضوا ، و إن لم يُعطوا عادوا إلى نباح المعارضة .

و قوم كان لهم من اسم الصحافة نصيب كقدر الأنملة ، يتتبعون ما يفعل أهل السلطة، لا ليبصّروا الناس، و إنما ليرفعوا من خسيسة أنفسهم .

و قوم جعلوا من ظهورهم على صفحات الجرائد منصبًا، به يحكمون على الناس ! و يظنون بأنفسهم خيرا، و أنهم خَلفٌ لسلف الصحافة المجيدة.

كانت الصحافة فكانت الاقلام الحرة, و الأسلوب الأدبي الفذّ, و معاركُ ما معارك ؛ يشتعل فتيل حربها بين أهل الفكر، فيتنافسون فيما بينهم ؛ فلا ترى إلا علما جمّا و فكرا نيّرا و أسلوبا أخاذا.

هذا رَبْعُ العقاد و الرافعي و الزيّات و المنفلوطي و محمود شاكر و ليس بيننا و بينهم أمدٌ بعيد، و ما كانت كتاباتهم إلا مقالات تُنشر في صحيفة، تباع بثمن بخس، فلما عفَى عليها الزمن جُمِع تراث كل أحد منهم فكان شيئا بديعا يشرق جماله حتى يحار عقلك ما تأخذ منه و ما تذر، و سُمِّيَ بعصر النهضة، فكانت كذلك فعلا ؛ نهضوا باللسان العربي خير نهوض, و لأن المرء يأنس بابن بلده فهذا سيدي و مولاي الإمام محمد البشير الإبراهيمي ؛ قَلِّبِ النظرَ في آثاره أو عيون بصائره هل كانت إلا مقالات تنشر في صحيفة .. !

دار الزمن دورته ؛ و لكنه لم يستدر على ما كان عليه، بل أخرج لنا فئاما من الناس حملوا القلم و بئس ما فعلوا ، و كتبوا فكان حبرهم دنسًا بعد أن كان فيمن ذكرتُ عطرًا يفوح مسكًا أذفرًا ؛ يسطّرون به زخرفًا من القول و طيبا.

و لست أدري -و أنا أعتصر ألما- و أطرح على نفسي سؤالا لعله يُشفي ما بي : مَن المَلوم فيمن ذهب بالصحافة إلى هذا المنحدر ؟ أو كلما اغتنى رجل فتح لنفسه صحيفة و استأجر أقلاما تتجارى بهم أهواؤهم فأفسدوا اللغة و الناس معا ؟

أم الملوم ذلك الصحفي الذي خسّت نفسه فدنت و ظن بنفسه أنه يشق طريقا إلى الشهرة ؟ و الحق أن الهوى دلّاه إلى قعر اللعن !

أم المَلوم هؤلاء الناس سقمت منهم عقولهم فساءت أذواقهم فحسبوا كل كاتب أديب، و كل ذي قلم عاقلو الناس مولعة ببريق الأسماء، لا يجهدون أنفسهم مع المغمور.

أم الملوم هذه الدنيا التي عقدت على نفسها العزم أن ترفع كل خسيس، و تطيح بكل نفيس، و تجعل كل صُفْرٍ ذهبَا.

و بعد :

فهذا موقع الأستاذة الكريمة – عفاف عنيبة – أراد الله بها الخير – قد جمع طيفا من أقلام بارعة ، و هم يريدون لهذه اللغة أن تنهض بهم، و وجدوا باب الموقع مفتوحا دونهم لم يُغلق، و يد الأستاذة مبسوطة لم تُقبض، و حبلها ممدودًا متصلا بهم لم يُقطع، و حريٌّ- بعد هذا – أن يسيل حبركم و ينثال، و قد أدركتِ الأستاذة بَغْيَ لسان العدو على لساننا، فكان منها هذا الموقعْ .

و السّلامْ .

قراءة 1489 مرات آخر تعديل على الأحد, 09 آب/أغسطس 2015 15:42