(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 21 تشرين1/أكتوير 2015 08:16

الإعلام الإسلامي ومعركة التشويه والإقصاء

كتبه  إسلام ويب
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الإعلام الإسلامي المعاصر ضرورة حياتية منبثقة من أمانة التبليغ و إيصال رسالة الإسلام إلى الناس كافة، فالتقنيات الحديثة من فضائيات و إنترنت و غيرها جعلت من وسائل التبليغ أكثر تمددا في المعمورة، و أقدر على اختراق كل الحواجز الجغرافية و الزمانية، و أيسر في مخاطبة ملايين البشر، مخاطبة آنية، مقارنة بما كان عليه التبليغ و نشر الدعوة الربانية من قبل.

كما أن ضرورة تفعيل الإعلام الإسلامي صارت حتمية في مواجهة الطوفان الإعلامي الهادر الذي يأتينا من هنا و هناك و يحمل الكثير من المجون و الشرور و الانفلات مع إعادة صياغة التقاليد و الأعراف فضلا عن العقول و الأفكار و الثقافات بما يتوافق مع صيغ الحرية المطلقة و التفلت من قيم الدين و الانحلال الأخلاقي.

يقول الأستاذ حميد بن حيبش: "إن نافذة التغريب التي ظلت مُشرعة بعد أفول العهد الاستعماري مكنت من تغذية الشعور بالاستعلاء لدى فئة عريضة راهنت على التجرد من أي شيء، بل و من كل شيء، لقاء الحفاظ على وضع اعتباري أو امتيازات سابقة، و كان من تبعات الاستعلاء أن راهنت هذه الفئة على إرساء خطاب إعلامي و سياسي و ثقافي ينحاز لمرجعية «الغالب» و حضارته، و يدعم كل أشكال الاستلاب و وأد محاولات النهوض الذاتي".

هجمة شرسة:
بل لا يقف الأمر عند هذا الحد و يتجاوزه إلى الهجمة الشرسة على الإسلام خاصة، و الضرب في العمق الديني لشريعة الله تعالى الغراء، و التي تتمثل في:
-
افتعال التخوف من المد الإسلامي و أجواء التشدد، و كبت الحريات، و الرجعية التي سوف تحل بنا نتيجة هذا التعميم و الانتشار.
-
محاولة الظهور في هيئة «القديس الليبرالي» المطارد من «أعداء الحرية» و يقصد بهم هنا الإسلاميين.
-
اختلاق صورة للإسلامي المتجهم القاسي باعتباره رمزًا للديكتاتورية و التحجر، مقابل صورة الليبرالي عاشق الفنون و الجمال و الانطلاق.
-
تعويض الهزيمة الجماهيرية على أرض الواقع، بمحاولة تحقيق انتصار شعبي متوهم في الفضائيات.
-
إظهار الإسلاميين بوجه عام على أنهم متطرفون ينتهجون العنف لتطبيق مبادئهم، و العزف على نبرة محاربة الإرهاب التي يقصد منها واقعيا محاربة المظاهر الإسلامية على تنوعها و تميزها.
-
تأجيج التخوُّف القبطي من حكم الإسلاميين، و تضخيم قضية اضطهاد الأقليات، و تصعيد نبرة التوترات الطائفية.

عداء موغل في القدم
في الماضي كانت هناك حملات إعلامية ضروسة ضد هذا الدين الحنيف، و كانت تعمل على نفس الأغراض و الأهداف ذاتها التي يمارسها الإعلام المعاصر المعادي، و إلى الغاية ذاتها التي يتغاياها، لكن الاختلاف فقط في الآليات و الأدوات و الأمور التقنية الفنية، فلا شك أنها كانت بسيطة ببساطة الحياة آنذاك، فها هو مثلا الإعلام الجاهليّ القرشيّ، تتنوع صور ضلاله و منها – مثلا- تلك الحادثة التي نزل فيها -على أحد وجوه التفسير- قول الله تعالى: {كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر:90-91].

هؤلاء المقتسمون تقاسموا الأدوار لممارسة الضغط الإعلامي على الدعوة الإسلامية و صاحبها – صلى الله عليه و سلم-، فقد روى المفسرون في سبب نزول هذه الآية أن الوليد بن المغيرة وزَّع ستة عشر رجلاً على أعقاب مكة و أنقابها و فجاجها ليستقبلوا الوافدين عليها في موسم الحج من شتى جهات الجزيرة العربية، و تقاسموا القول في القرآن و جعلوه عِضِين، فهؤلاء يقولون: سحر، و هؤلاء يقولون: كهانة، و هؤلاء يقولون: شعر يؤثَر، و هؤلاء يقولون: أساطير الأولين، كلٌّ حسب مزاج الوافدين من جهته من قبائل العرب و بطونها، فإذا ما انتهى الناس إلى الكعبة وجدوا على بابها شيخاً كبيراً هو الوليد بن المغيرة، فسألوه عما يقول هؤلاء فيجيب بالطبع قائلاً: صدق هؤلاء.

و من الأمثلة الصارخة أيضا على تأثير الحملات الإعلامية في تثبيت المفتريات و غرسها في المجتمعات، أن فرية «الغرانيق» تسللت إلى كتب التفسير، و وصلت إلينا، و راجت عند بعضهم حتى راحوا يلتمسون التأويلات لها، و ما كان هذا ليحدث لولا أن الإعلام الجاهلي نجح في إدخالها و تثبيتها في عقليات لم تستطع أن تتخلص من سلطانها، مع أنها فرية لا أساس لها، فالذي حدث و رواه الثقات أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- لما نزلت عليه سورة النجم تلاها على مسامع الملأ من قريش بالمسجد الحرام، و سورة النجم لها سلطان على القلوب و المشاعر، فلم يستطع القوم لهذا السلطان دفعاً، و لم يتمالكوا أنفسهم لدى ختمها بآية السجدة أن خروا ساجدين، فلما أفاقوا أُسقط في أيديهم و خافوا أن يكون هذا الصنيع فتنة للسفهاء منهم، فاختلقوا هذه الفرية، و أذاعوا عبر وسائل إعلامهم التي بلغ بثها المهاجرين إلى الحبشة؛ أن محمداً ذكر آلهتهم بخير، لتقع مصالحة بذلك بين الإسلام و الجاهلية، فقرأ: {أفرأيتم اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى} و زادوا فيها: "تلك الغرانيق العلا و إن شفاعتهن لترتجى".

إعلام إسلامي حضاري
الأعلام الإسلامي -كما يجمع المختصون- هو إعلام تكويني دعوي، يهدف إلى تبليغ الناس بحقيقة الدين الإسلامي، و يهدف إلى تكوين رأي عام صائب يعبد الله على حق, بقصد تنشئة أفراد و جماعات تكون لديهم القدرة و الكفاءة على قيادة الأمم و المجتمعات لاحقا.. إعلاما يقودهم نحو الأسمى و الأفضل، يزكيهم بالفضائل، و يحصنهم من كل ألوان الرذائل، و يحميهم من كل مظاهر الانحرافات الفكرية و العقدية.

كما يجب أن نُركِّزَ في طرحنا الإعلامي على أنَّ رؤية الحزب أو الجماعة لا تمثِّل الإسلام بالضرورة، و إنما تجتهد في تطبيق فهمها للإسلام في ضوء الممكنات، و قد تُخطئ و قد تُصيب بقدر قربها من التأصيل الصحيح، و بقدر نقلها هذا التأصيل إلى واقع الممارسة، و المنهج حاكم على الأفراد، و الأفراد لا يحكمون على المنهج.

إننا اليوم في أمس الحاجة لمشروع إعلامي إسلامي رصين يُقدم قضايا و هموم المسلمين بخطاب ملائم و عصري، و يعالج القضايا برؤية علمية تستشف حاجات الواقع، و تمتلك مساحات واسعة من الإبداع لتلبية متطلبات المسلم المعاصر و تقدمه إلى العالم من بوابة الحضور و الإثراء، و تتبنى تطوير الوعي العام و تقريب المسافات بين الأمم و الشعوب و الثقافات، و تُكثف عناصر الخير مقابل عناصر الشر.

http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=207139

قراءة 1545 مرات آخر تعديل على الجمعة, 23 تشرين1/أكتوير 2015 05:55