قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Monday, 27 May 2024 07:28

القدر2

Written by  الأستاذة كريمة عمراوي
Rate this item
(0 votes)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه و بعد:

يقول الشيخ الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي حفظه الله:" إذا خلق العبد للجنة، وفقه الله لعمل أهل الجنة، و استعمله لعمل أهل الجنة، و هذا لا يتعارض مع حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( أن العبد ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه و بين الجنة ألاّ ذراع...) كما هو حال الخوارج، قال النبي صلى الله عليه و سلم و هو يصفهم:( تحقرون صلاتكم أمام صلاتهم، و صيامكم أمام صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)، يهلك الناس اليوم الكبر، و هو داء الجهلة، و قد يكون في قلبه حقد و حسد للمسلمين، على المسلم أن يصلح سريرته، إن وجد في قلبه شيء من الأمراض المهلكة، فليراجع نفسه، المرء يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، و ما يكرهه لنفسه يكرهه لإخوانه، فيحصل الخير و ينتشر بين المسلمين، على الإنسان أن يلتزم الأعمال الصالحة، لأن الموت يأتي في ساعة من هذه الساعات، إمّا أن يكون صائما، أو قائما، أو ذاكرا، و الذين داوموا على المعاصي، يختم لهم في ساعة معصية، و العلماء يقولون:" من أحب أن يموت على شيء فليلزمه." و الإنسان يسأل الله دائما حسن الخاتمة، لأن مهما اجتهد فهو مخذول إلاّ بتوفيق الله تعالى،" إنّ الدنيا كالخمرة لا يفيق منها إلاّ عند الموت".

تجمع صفات المولود الوراثية في بطن أمه (كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه) أربعين يوما نطفة،( ثم يكون علقة مثل ذلك)، و العلقة هو الدّم المتجمد، و هي مرحلة بين مرحلة التجمد و مرحلة السيولة، ( مثل ذلك) أي أربعين يوما، ثم يكون مضغة مثل ذلك، هذه ثلاث مراحل، ثمّ يأتي الملك في الشهر الرابع، فيكتب عمله و أجله، و شقي أو سعيد، الله عزّ و جل يبيّن له ذلك، هناك التقدير في اللوح المحفوظ، و هناك التقدير السنوي، و هناك تقدير عند أخذ الميثاق في ظهر آدم عليه السلام، هناك تقدير في الرحم، ما من شيء يعمله يكتب، و يحاسب على الخير و الشر، إذا استوفى أجله، قبضت روحه، و رزقه، أي ما ينتفع به؛ من المشروب، و المأكول، و الملبوس.

كل ما يحصل من الناس مقدّر و مكتوب، هذا الرزق مقدّر لا يزيده حرص الحريص، الرزق سيأتي لكن الاعتدال في هذا أن يطلب الرزق باعتدال، فلا يطلب الرزق بالحرام، و لا يتكاسل، فيبذل الإنسان السبب المباح في طلب الرزق.

و شقي أو سعيد، كل ذلك مكتوب، ثم ينفخ فيه الروح، و هذا النفخ بعد وجود البدن، بعد أربعة أشهر، ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم:( و الذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى لا يكون بينه و بينها إلاّ ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.) الكتاب المقدّر بناءا على علمه السابق لهذا المخلوق، فيكون هذا الذي قدّر عليه دخول النار، تتغيّر حاله، و ربنا علم ذلك في الأزل، خاطبه ربنا بالوحي، و جعل له عقلا مميزا، و هو الذي اختار هذا الطريق، و الواقع يدل على ذلك، لا يجد المرء نفسه مكره على معصية، صحيح هناك التوفيق من الله تعالى، و لهذا العاقل المنصف لا يلوم أحدا على عمل يعمله بإرادته، في رواية( فيما يظهر للناس) أي غير مخلص، هذا توجيه ضعيف،

لأنه كان يعمل بعمل أهل الجنة، و لو فقد الإخلاص لم يقرّبه عمله إلى الجنة، لكن في باطنه خلل، قد يكون في نفسه كبر، قد يعمل الصالحات و عنده سوء ضن بربه و العياذ بالله، أو في قلبه حسد و بغض للمسلمين، هذا دليل أن الصالح تقرب إلى الله بالفرائض، ثمّ النوافل، ثمّ حصل له حب الله، و عصمة الله تعالى.

هذه الأزمنة الأخيرة كثرت فيها الفتن، فينتكس الإنسان، خاصة في الإعلام و المواقع، فترسخ الفتن بعد الفتن، و لهذا كان السلف لا يمكنون أنفسهم و أسماعهم، و قلوبهم لأيّ كان، كما قالوا:" لا يأمن النفاق إلاّ منافق، و لا يخافه إلاّ مؤمن"، و قال ابن قيم الجوزية في إغاثة اللهفان:" إنّ هذه القلوب تمرض و قد تموت، و لا يشعر بها الإنسان".

( و إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه و بينها إلاّ ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.) لا توجد فتنة ألاّ ولها سبب من عمل العبد، و الله عليم حكيم، و هذا التقرير له فائدة منهجية، لا يقطع لرجل، بالجنة أو النار." هذا و الله أعلم، و صلي اللهم على محمد و على آله و سلم.

Read 266 times Last modified on Wednesday, 29 May 2024 08:40

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab