العقيدة من أخطر الأمور، ماذا تعتقد في ربك، في نبيك ؟ ماذا تعتقد في الناس الذين تخالطهم؟
المسلمون ليسوا على درجة واحدة، فيهم العلماء، فيهم العوام، فيهم العاصي فيهم المبتدع أن تعتقد في كل رجل ما أحب الله أن تعتقد فيه و أن تقوم بدين الله عزّ و جل علما بما تعتقد في الناس، و عملا امتثالا لذلك العلم، ثم ما يعتقد الإنسان في نفسه، من أنا ؟هذا لا يمكن أن يعرفه الإنسان إلاّ بمعرفة الإيمان و شعب الإيمان، و ما يزيد الإيمان و ما ينقصه، و يعرف السنّة و البدعة، هنا فقط يستطيع أن يقيم دين الله و يستطيع أن يعرف الناس، أمّا إذا كان جاهلا بالسنة، و جاهلا بالبدعة، و جاهلا بشعب الإيمان لا يمكنه الاستقامة على دين الله و معرفة الأشياء على حقيقتها، و لا يقدر على وزن الرجال بالميزان الصحيح، ثم إياك من مخادعة النفس، إن كنت على زيغ و ضلال أعيذك بالله أن تكون كذلك فلن ينفعك تزكية الناس لك، و نسبتهم لك إلى الصلاح و الاستقامة، و ثناءهم عليك و تمديدهم لك بالألقاب الزائفة، و قد علم الله من حالك ما تعرف من نفسك إحذر من مخادعة نفسك.
نحن في زمن ساد فيه الهوى و عمّت فيه الفتن و فشي فيه الجهل في الناس إلاّ من رحم الله و هداه.
الإنسان كل يوم يعظم فيما هو فيه، هذه سنة الله في خلقه، من كان في السنّة كل يوم يعظم فيها، و من كان في البدعة كل يوم يعظم فيها، فاختر لنفسك العمل كما دلّت على ذلك الأدلّة حتى يأتي على الناس زمان لا يشك في إمامة هذا في السنّة و إمامة هذا في الضلال.
و يأبى الله عزّ و جل أن تكون الرفعة و التمكين في الأرض، و إقبال الناس إلاّ لأهل السنة و الاستقامة، أمّا أن تكون في فترة من الفترات فنعم، فإنّ للباطل جولة و لكن العاقبة للمتقين، العاقل يحسب لهذه الأمور حسابها.
هذا الدين لم يبنى على الرئاسة و مكانة الرجل، و لكن يبنى على الدليل، إذا جاء الدليل قُبل و لو من صغير في السن، و من جاء بالباطل يردّ و لو كان كبيرا و لو كان عظيما و لو كان شيخا كبيرا.
إنما يزكي الإنسان عمله، إذن لماذا نداهن الناس، أقرب الناس إليك محبة اليوم، غدا يعاديك، الناس ليس لهم طريقة واحدة، و ليس لهم ثبات، الذي ينظر إليهم يتعب و يعيش في اضطراب نفسي، لكن إذا أعرضت عنهم و أقبلت على الله و نصرت السنّة و ترفقت بالمسلمين، و لم تهتم بكلام الناس فيك ستكون مرتاح النفس، و ستكون على استقامة في دينك و عقيدتك، و أنظر إلى حديث الثلاثة الذين تسّعر بهم النار يوم القيامة، قارئ و عالم و مجاهد ، كانوا يراقبون الناس، و للناس عملوا و هذه موعظة عظيمة.
في الأمة خير كثير و فهم و قوّة على الحفظ، لكن يحتاجون التوجيه التوجه الصحيح، ينبغي هذه الجهود و هذا الخير الكثير أن يسخر في طاعة الله عزّ و جل.