قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 17 September 2015 09:06

يا قدس يا محراب يا مسجد

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(1 Vote)

طال مدى الظلم و امتدت سنوات الأسر، و ظلت جحافل الظلام تلفك لسنين طوال، و أنت ما زلت انت، محرابا و مسجدا، و قنديل هداية، و معراج شهادة، و وردا لكل ظامىء للمجد ساع إليه، و ماذاك إلّا لأنّك أنت القدس، معراج الانبياء، و منارة الاديان، و مهد الحضارة، و إئتلاق السماحة، و عهدة عمر الفاروق، و أمانة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و بشارته بعودة العدل و الندى و الرحمة و الخلافة الراشدة إلى الأرض على ترابك، و في اكنافك، لتملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

و أي جور يا قدس فوق مانحن فيه؟ و أية هزيمة أكبر من أن تظلي أسيرة شرذمة من شرار الناس، دينهم البوائق، و نهجهم القتل، و حصنهم أعداء الأمة المحمدية في كل بقاع الارض؟ و أية ذلة ترهق كاهل الأمة أعظم مما ابتلينا به من الرهق و الخنوع و المسالمة مع اليهود الذين استباحوا حماكي و شردوا بنيكي و سيّروا التاريخ في مدارهم بالتزوير و السرقة و البهتان؟ {أليسوا قوم بهت}؟ من غضب الله عليهم و لعنهم، و نحن مازلنا نتساءل هل أنت في صميم تاريخنا، و هل القدس بندا في عقيدتنا، و هل تحريرك فرض في أعناق أبناء الأمة الإسلامية؟ بلى و الله لأنت في القلوب عقيدة، و لمسجدك في كتاب الله قبلة و مسرى، ول أرضك في كتاب الله مهبط البركة إلى يوم القيامة>>.

يا قدس أعيانا الرحيل و الانهزام، هلّا قبلت الإعتذار؟ هلّا نظرت إلى الجموع على حدود النهر تهتف بإسمك و بإسم مسجدك المبارك؟ بالروح بالدم بالأحباب بالمهج العزيزة نفتديك، يا أول القبلتين يا ثالث الحرمين، يا منبر صلاح الدين بعد الحرق جددناك، بعد سنين غربتنا و سهوتنا رجعنا، قرآن ربنا يهيب بنا و يبشرنا بخزي يهود، و تتبير ما صنعوا {و ليتبروا ماعلو تتبيرا} نحن و الوعد الرباني على موعد مع الفجر، مع التكبير، مع العودة إلى الله، مع استلهام دروس التاريخ العصي على الزوال، باستقراء السنن الربانية، بمراجعة توجيهات علماءنا الابرار، و لنصغ إلى محمد إقبال و هو يقف في المؤتمر الإسلامي الأول، و قد أحس علماء الأمة المجاهدون بخطر اليهود، و توطئة الانجليز لهم، و تخوفوا قبل عقود مما يحدث اليوم، فعقدوا هذا المؤتمر الذي ضم كبار دعاة الامة و بركتها، من أهل الجهاد و الأدب و الفقه، فيقول: {على كل مسلم عندما يولد و يسمع كلمة لا إله إلا الله أن يقطع على نفسه العهد أن ينقذ الاقصى}، لقد أدرك المخلصون من رجال الأمة و مفكريها بالخطر اليهودي مبكرا، و لفتوا أنظار العالم إليه، و سعوا إلى إجهاض المخطط الصهيوني في مهده، و لكن الإستعمار المتغلغل في جسد الأمة في تلك الفترة، و ماتبعها من مراحل حروب التحرر، و خروج الامة من معاركها منهكة متشرذمة، مبتلاة بالضعف و التقسيم، جعل الأحداث و المحن تتوالى على الامة عامة، و على فلسطين و القدس بصفة خاصّة، فحلت بنا مصيبة الإحتلال الصهيوني، دون أن نعي درس المؤتمر الأول، و دون أن نأخذحذرنا من عدونا، فأمسينا و قد ضعنا و ضيّعنا الأقصى، منبر عزتنا، و ملهم نهضتنا، و مسرى نبينا صلى الله عليه و سلم و محرابه الذي أمّ به الأنبياء عليهم صلوات الله، و بدأنا رحلة البحث عن سبيل التحرير و العودة، و التطهير لهذه البقعة المباركة من أهل الرجس، و غدونا نركض خلف كل صوت، و نسري وراء كل سراب، و تخبطنا ما فيه الكفاية، و تنكبنا جادة الصواب مرات و مرات، و لكن هيهات هيهات، لأمة رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تموت فيها روح الجهاد ما دامت سورة الإسراء تتلى آناء الليل و اطراف النهار.

و ها نحن ننهض من جديد، في كل يوم في رباك على ثراك لنا شهيد، علماؤنا شهداءنا خطباءنا أطفالنا و نساؤنا يستنطقون المجد و التاريخ، يذكّرون بني يهود بيوم خيبر أو قريظة، و ما قريظة بالبعيد.

يا قدس يا محراب يا مسجد، ظلّ شاعر الأقصى يناديك حتى لقي ربه مرضيا إن شاء الله، و مازال صدى صوته يدوي شعرا، يؤكد أنك عقيدة في القلوب و قصيدة في المحافل و خطبة عصماء على المنابر، و غدا تسير إليك الجموع الصامدة الآملة بقرب الفرج الرباني لتقول للطاغوت لا، لن يهدم الأقصى، و لن يحرق المنبر مرة أخرى، و لن تهزم الأمة مرة أخرى، بإذن الله، فغزة دفعت ثمن العزة، و كتاب الله وعدنا بالنصر، و رسولنا الصادق المصدوق بشرنا بالفتح و التمكين، و أمته ماضية للأخد بشروط النصر، و لن يخذلها ربها بإذن الله

يا قدس موعدنا قريب، فالنصر يؤذن فجره بالإنبلاج، حتى و إن ألقت عليك قرون ضعفنا بظلالها، فلم تغب شمسنا بعد، و أمة الإسلام في أجيالها القادمة ألف صلاح، و خالد، و أسامة، و في صفوفها آلاف الأ مناء مثل أبي عبيدة، و قصائد الامل المرجو مازالت تناديكي، أيا قدس موعدنا ضفاف النهر، فارتقبي مسار النهر، حين تخضرّ المواسم، و تصير كل صخوره و غصونه جندا تنادي يا مسلم يا عبدالله، حينها يا قدس نهرع نحو مسجدك المبارك، نحو منبرك المبارك، نصغي إلى العهدة العمرية، و تتردد في اسماعنا خطبة القاضي الفاضل، يوم حررك صلاح الدين، تعبق في سماءك رائحة ماء الورد الذي غسلك به الناصر الميمون، و نطوف في أرجاءك الطاهرة نوصل إليك باقات النشيد التي طرّز بها شاعر الاقصى دواوينه و صارت نشيدا في أفواه الأجيال،

يا قدس يا محراب يا مسجد

و لأجل اقصانا الحزين، تهون كل الغاليات، فداء أول قبلة في الإسلام، كيف يبيع المرء قبلته و مسجده الذي إليه يؤمر أن يشد إليه رحاله و أن يضيء قناديله، و ان يتلوا ما نزل من كتاب الله في افضليته و بركته، {فإن لم تستطيعوا الصلاة فيه فأبعثوا بزيت يضاء في قناديله}

الرابط: http://www.arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/43450-%D9%8A%D8%A7-%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF.html

Read 1674 times Last modified on Friday, 18 September 2015 07:36

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab