نعيش و نكبر في محيط إنهزامي و يا للأسف. و السبب في ذلك اليأس المبكر الذي ينتاب الفرد، في مجتمعاتنا. باكرا يعتاد الطفل علي سماع نبرة التبرم و التذمر و "لا حياة كريمة في بلادنا"و" مهما نفعل، الله غالب الظلم أكبر منا". فيا تري هل لأننا فعلا غير قادرين علي التميز و النجاح تأخر الحراك الوطني أكثر من خمسين سنة ؟
في كل مقابلة مع تلاميذ الثانويات أحاول حثهم علي العطاء بإعتبار أن إجتهادهم لا محالة سيثمر :"أنتم في كل الأحوال و الأوضاع أمامكم فرص عليكم بإقتناصها، فرص لم يعرفها من سبقوكم علي مقاعد الدراسة، فلا تستسلموا و حاولوا الكرة تلو الكرة و بإذنه تعالي ستفوزون."
إرسال رسائل أمل، هذا ما نفتقده في واقع فيه الكثير من الإيجابيات، لكننا نغفل و نظل نجتر فشلنا. كيف نحصل علي جيل مقدام و نحن لا نقوي حتي علي القول له "حاول" ثم كيف نفسر هذه الحالة المرضية التي طال مداها ؟
في مرة من المرات كنت أستمع لصاحب شركة خاصة يقول ما يلي :
" النجاح وليد إصرار ثبات عزيمة و إنضباط و إيمان، و علينا مواجهة المشاكل بروح إيجابية، فالعبد مبتلي و من يفعل قيمه واثقا من نفسه و من الله عز و جل، سيبلغ آجلا أم عاجلا هدفه".
إذن لماذا تسود الدنيا في أعين البعض و سريعا نراهم ينسحبون ؟ لماذا يورث البعض أبناءهم تشاؤمهم مثبطين إياهم ؟ كأن تجربة شخص تنطبق علي الجميع، ليست الحياة كلها بشعة، بل البشاعة سوء الظن بالله العلي القدير. و كما يقول المثل "هناك شرخ في كل شيء، فهكذا يدخل النور."
يتوجب علينا هزم وساوس الشيطان و التوكل علي الله و العمل بجد و طرق كل الأبواب و في لحظة ما بإذنه تعالي ينفتح باب.