في تعاملي مع تلاميذ الثانوية، كثيرا ما ألح علي مسألة غاية في الأهمية : لا تحتقروا أي مهنة، طوروا مواهبكم و حرروا من الآن قائمة الأهداف. لدينا اليوم فئة في الأربعين من العمر تتوقف و تختار لنفسها مسيرة أخري، لهذا يبدو ضروري التعامل مع الممكنات و الإحتمالات و الإستعداد لها.
شخصيا و بالرجوع إلي الخلف، وضعت لنفسي أهداف و خيارات و حسمت بينها. العمر قصير و ليس بوسعنا التردد كثيرا، لنقوم بعملية غربلة، ماذا نريد بالضبط و الموازنة بين رغباتنا و ما هو معروض في الواقع. فلا نبالغ و لا نضيق علي أنفسنا.
في كل الأحوال، أنصح بدراسة إحتياجات الواقع، ما هي الدراسات العليا التي تعود بالفائدة الفكرية و العلمية و المهنية علي الطالب ؟
و عدم بلوغ الجامعة ليس كارثة، هناك أعمال و مهارات بإمكان كل أحد تطويرها خارج نسق الدراسة الجامعية. و من يحتل منصب لا يروق له، إشتغل بشيء تحبه بالموازاة، فلا نغلق الأبواب بحجة الحاجة القاهرة. أي عمل نقوم به يكسبنا مهارة ما و معرفة ما، فلا نستهين بذلك و الفرص متاحة. علي نفسي عرضت علي فرص نادرة و قمت بتوظيفها خير توظيف و لم أندم علي رفضي أحيانا أخري عروض عمل، كوني إخترت السير في درب، علي بتحمل مسؤولية إختياري إلي النهاية.
لا يجب ان نغتر، فنحن في بداية المسيرة، و دوما ما تتسم الإنطلاقة بالإندفاع و التسرع و هذا بالذات ما يتوجب تجنبه. فعلي الطالب الإحاطة بإمكانياته و ما هو معروض و تقبل مسألة ليس كل ما نتمناه ندركه و البداية علي تواضعها واعدة علي المدي المتوسط و البعيد و في مقدورك الإختيار بوضع خيار رقم واحد و إثنين و ثلاثة، في المحصلة حتي و إن وجدت نفسك في تخصص أو مهنة لم تتصور ابدا خوضها، فهي إضافة و أحسن الظن بنفسك أولا، أنت قادر بقدرة الله عز و جل و لا مبرر لليأس...