ما لم ننجزه يكون دوما مادة ندم و عتب و ننسي في غمار الحياة أن نيل كل شيء غير ممكن. هناك من الأعمال و من الواجبات التقصير فيها مضر و أخري لا نكملها لأسباب عدة و نشعر بوخز الضمير من حين إلي آخر، و تظل نقاط سوداء تطاردنا. يقضي الموقف السليم صرف النظر عنها، و الزمن كفيل بمحوها.
تستحق بعض الأعمال مراجعة و إعادة تقييم و أخري لا، فليس كل ما نخطط له ندركه و هناك من الأفكار و الأفعال ترد هكذا عفويا و تجسيدها تلقائي لا يحتاج إلي تدبير و تحضير. أحيانا، أسمع مثل هذا البوح "كان الأفضل ان افعل كذا، عوض كذا." لم التحسر في موضوع محسوم و لا يملك الإنسان التراجع إلي الخلف ؟ هذا و قد أراد الله لنا هذا الدرب و هذه المسيرة، لا غير، فالندم حيث لا يفيد مدعاة للسخط ثم نحن بذلنا ما في وسعنا، فالذي لم يتحقق لم يكتب لنا هكذا بكل بساطة.
تغيير مجري الأحداث ممكن في حالة واحدة : أن تكون قد قدرت بداية و نهاية العمل و أنجزت منه أكثر من 75 % و لا سبيل لإلغاء عمل قد تقدمت فيه بأطوار كبيرة و في مقدورك البناء و ليس هدم ما شيدت، فالماء الذي يسكب غير قابل للإحتواء مرة ثانية. إن خلصنا إلي هذه النتائج، نكون قد خففنا حدة الخيبة و إجترار المر و الأجدر بدأ صفحة جديدة و إعتبار ما مضي خارج عن إرادتنا و الحكم الله عز و جل. وحده تعالي المطلع علي النوايا و من إستوعب الدرس، لن يقع مرة أخري في فخ المؤاخذة.