مرات و مرات بلغني سخط بعض المهاجرين المسلمين إلي بلاد الغرب، آخر ما سمعت "أدفع نفس الضرائب و علي ما عليهم، لم لا يكفوا عني عنصريتهم ؟"
"لستم منهم" هذا هو جوابي، مهما عمل المهاجر المسلم أو اللاجيء علي الإندماج و التكيف و الأجواء الجديدة و البلد المضيف فهو يبقي شاء أم أبي جسم أجنبي، غير معترف به و إنتماءه محط شك و تساؤل دائم، فلا نكذب علي أنفسنا و نذهب إلي حيث نحن غير مرحب بنا. سيبقي المهاجر يحن إلي أصوله و عطاءه لن يكسب به قلوب و عقول مواطنيه الجدد.
ما نتجاهله و نحن نعد أنفسنا للهجرة، أننا نترك مكانا في بلادنا لغير الأكفاء و لن نساهم في نهضة و تطور بلدنا الأصلي و سنفقد الكثير من أجل مكانة غير مستحقة. من الصعب علي بعض المهاجرين فهم ذهنية الشعوب المضيفة، فهم يعتقدون خطأ أن صفة المهاجر الشرعي تضمن له كل حقوق و واجبات السكان الأصليين و ينسي في خضم ذلك ان كل شيء فيه يختلف عن المحيط الجديد و إن تبنته الدولة الجديدة علي الوثائق، فوسطه المهني و الإجتماعي ليس كذلك.
فلا ينبغي إستعمال تهمة العنصرية في كل مرة نشعر بنظرة الآخر المرتابة، ليست جريمة أن يرغب المواطن في الحفاظ علي التجانس الثقافي و الروحي و الحضاري بين افراد مجتمعه و البحث عن أسباب العيش الكريم لم تعد كافية لإقناع مواطنيك الجدد و لا مواطني بلدك الأصلي. فأي كان عملك و سعيك و جهدك في البلد المضيف سيذهب كل ذلك لغير صالح بلدك الأصلي و الحضارة التي تنتمي إليها بالمولد و المنشأ و العقيدة.