كنت أستمع إلي محامية متمرسة :
"ثلاث ارباع حالات الطلاق التي تعرض علي علاجها ممكن، المشكلة في تدخل أطراف خارجية أو عناد أحد الطرفين."
بقيت ساهمة، إرتفاع نسبة الطلاق و الخلع مقلقة، الإنفصال صعب و ليس حل لمشاكل قابلة للحل كما يتوهم الزوج و الزوجة. في حالات معينة، الزوجان في حاجة إلي الإبتعاد عن بعضهما البعض لمدة معينة، هكذا تهدأ الأعصاب و ينجلي الغضب و بإمكانهما مراجعة نفسيهما و لم لا إمهال زواجهما فرصة جديدة ؟
التسرع في إتخاذ قرار الطلاق مشكلة و عدم التريث للنظر مليا في طبيعة العلاقة المتوترة مشكلة ثانية و للأسف قلما يفكر الزوجان منح بعضهما البعض فرص في لم الشمل و علاج التراكمات و نادرا ما يتوجهون إلي مستشارين أخصائيين في ميدان دقيق مثل العشرة الزوجية. يستغرق وقت إعداد الشباب لمسؤوليات الزواج و تحمل تبعاته و نهج سياسة التوافق و التشاور و تجاوز كل ما من شأنه يكدر العلاقة. هناك من الخلافات ما لا تستحق هذا الكم من المشاحنة و السخط... الزوج ليس الزوجة و العكس صحيح أيضا، عوض الإنفعال لنأخذ مسافة حيال بعض المواقف و لنفكر مليا في كل النقاط الإيجابية و نقلل من شأن المساويء، هكذا يمضي القارب في مجراه.
من المستحيل بناء عش زوجية بدون إختلاف وجهات نظر و تباعد و عدم الرضا، فكل هذه الأمزجة تتخلل الحياة العادية و تقبلها كما هي ضروري، هذا و من يكترث لكل صغيرة و كبيرة بينه و بين زوجه سيحول حياتهما إلي قطعة جحيم، لم كل ذلك ؟
ليس هناك أفضل من التغاضي عن بعض الجوانب و تجاهل بعض الآخر و العمل سويا من أجل حياة اسرية سعيدة، السعادة ليست بعيدة المنال، و بمقدور الأزواج بلوغها، فقط عليهم بتذكر هذه الحقيقة : لا نشترط الكثير كي لا نسقط من عل و لا نيأس سريعا لئلا نندم بعد ذلك.