عبر التاريخ منذ سيدنا آدم عليه السلام لم نسمع إلا صوت القادة و الحكماء و الرسل عليهم السلام فإذا بثورة الإتصالات أعطت لكل أحد حق التعبير عن رأيه و إسماعه عبر قناته علي اليوتوب و هكذا ساد رأي السفهاء فلا خطوط حمراء و لا آداب الحديث و لا ضوابط في التعبير و غدت حرية التعبير رخصة في السب و الشتم و التفوه بكل قبيح و كل سيء و كل كريه...
ماذا غنمنا من مثل هذه الثورة الإتصالات ؟
سوي هبوط المستوي، فبات الإنسان المؤدب يغلق علي نفسه في بيته و يتحاشي الناس عبر مختلف أنواع الشاشات...
فهل تقدمنا ؟ هل تطورنا مع هذه الفوضي الكلامية و التعبيرية ؟
أبدا...بل ما جنينا إلا العلقم..صداع رأس متواصل...و وقاحة في تحدي الآداب و إنتهاك المقدسات و التطاول علي المحترمين...
ماذا كسبنا من غابة من الأصوات الغير المتجانسة و التي تنفث سموم الحقد و الجحود و الغيرة و الحسد القاتل، فيا تري ماذا تبقي من أمة الأدب الرفيع و أخلاق الفروسية و أيننا من الرأي المتزن الموزون الذي لا يأتي إلا بعد إلحاح في طلبه و أما ديدن الحكماء الصمت ؟
إلهي ما هذا الإنحدار الذي نعرفه منذ إجتياح شبكة الأنترنت عالمنا ؟
في حدود علمنا، تمنح حرية التعبير للعقلاء فقط و ليس كل أحد مخول بالتعبير عن رأيه في أي مجال، فنحن نريد غابة من الأفعال المفيدة النافعة و ليس إلي أنهار من الكلمات و الصور التي تجعلنا نندم عن زمن كان يجتمع الناس في بيوتهم حول موقد من الحطب المشتعل ....
في الحقيقة، كل هذه الرقمنة من إختراع قوم غير مؤمنين و نحن في زمن الإنحطاط نتلقف اي شيء يأتينا من هؤلاء و النتيجة تغني عن أي تعليق إضافي.