في الأسابيع الأخيرة و لأغراض مختلفة وجدت نفسي ارتاد شوراع العاصمة و اماكن معينة و أول شعور إنتابني شعور الغربة عن الناس و عن العمران بشكل عام.
فالتغيير الذي كنا نلمسه و الذي كان يستغرق علي الأقل عمر جيل أي 33 سمة هو الآن يحصل في يوم واحد، لاحظوا وتيرة السرعة الجنونية. هذا و ما يتغير ليس السلوكات الغير المتحضرة و لا يطال قناعات الناس الخاطئة بل الذي تبرز، المفاهيم العرجاء التي تنعكس علي مظاهر الناس و أفعالهم من حولك، فتشعر بغربة تتسلل إليك دفعة واحدة. كم من مرة تساءلت بين نفسي : كل هذا الكم من الآدميين و لا نجد بينهم من يصيح في الجمع ليوقظهم من سباتهم العميق و تيههم ؟
فالطرقات غير الطرقات و الأفراد غير الأفراد و من اسباب العزلة العربية التي وجد فلسطينيوا داخل فلسطين أنفسهم ضمنها هذه اللامبالاة التي نقرأها في الوجوه و المعاملات لمواطنينا في طول و عرض عالمنا العربي الإسلامي ناحية طبيعة صراع الحق و الباطل.
لم لا يأبه لنا صانع القرار الأمريكي و الغربي و ينظر إلي مظاهراتنا بتهكم و سخرية لأن كل مظاهر التضامن قشور ظاهرية لم تنبع من أعماق الأعماق لتصحح خطايانا و أخطاءنا و معاصينا و لم تدفعنا لمراجعة ما نحن فيه من إنحطاط فكري...