من بضعة شهور عبر لي أحد القوميين الغربيين عن إنشغاله العميق لأفول نجم حضارته، و هذا الإنشغال مؤداه عدة أسباب لكن علي نفسي رأيت سبب رئيسي من المهم تناوله في هذه المقالة :
هم عندما أعملوا عقولهم لم يكن هدفهم عبادة الرب الواحد و إستخلافه في الأرض خير إستخلاف بل إنصب همهم علي الفوز بريادة حضارية تخولهم السيطرة علي الكون و ثرواته البشرية و المادية.
إذن تلك الهيمنة و السيطرة رافقتها أخس الأحاسيس الإنسانية من جشع و سطوة غاشمة و إستعباد و أنانية مفرطة و حب ذات بلغ النرجسية المقيتة و إحتقار و عنصرية ناحية كل من لا يقاسمهم لون البشرة و الإنتماء و القناعات.
كانت طموحاتهم أطماع قاتلة إستغلت كل شيء في الكون من أجل فرض ريادة ظالمة لم تنير الدرب للإنسانية بل عجلت في ضمور و إنهيار الحزام الأمني البيئي للكوكب ككل.
بينما نحن اصحاب الرسالة الخالدة كلفنا من رب العالمين بالتأسيس لحضارة تحترم جميع الكائنات الحية و كوكبنا في المقام الأول، فنحن أمة إن إلتزمت باخلاق دينها، فهي منتصرة علي عدة أصعدة أهمها النهوض بالكون وفق مباديء العدل الإلهي، فلا إفراط و لا تفريط في كل ما نخطط له و ننجزه و هذا متاح لنا و المطلوب منا ليتحول إلي واقع ملموس و جميل التقيد بالنواميس و السنن الإلهية و القيم الروحية و الأخلاقية التي بشر بها رسول الحق عليه الصلاة و السلام.
في اليوم الذي نعيش فيه بمراعاة جيرة الحيوانات الأليفة و الطبيعة من شجر و طير كمثال بسيط نكون قد خطونا خطوة فعالة نحو الإمساك بزمام مصيرنا...