نحن تركنا للصهيونية حرية التغلغل و التوغل في عالمنا و يومياتنا، تاركين لأنظمة حكم حق تقرير مصيرنا بعيدا عن أي إستشارة لنا من طبيعة سلام مسموم.
فهم اليوم من واشنطن إلي لندن إلي بيجنغ و نيو دلهي يتحدثون مطمئنين علي تمكن فكرة السلام و حل الدولتين الوهمي من مخيلة الشعوب المسلمة و هم واثقين بأن النخب و الشعوب المسلمة عاجزة تماما عن مقاومة الثعبان الصهيوني الذي كبدت لدغاته المتكررة جسم الأمة خسائر و أضرار فادحة.
نحن لم نفكر إلي حد الساعة في التكتل كنخب و شعوب لمواجهة خيانة بعض أنظمتنا و كيف فكرة السلام مرفوضة جملة و تفصيلا مع عدو يعمل علي محونا من خارطة الكوكب و ليس فقط من فلسطين...
بل العجيب نجد الأحرار عبر العالم يتحركون عبر مكاتب محاماة لرفع قضايا علي بنو صهيون و نحن جامدون جمود قمم الهيمالايا، كأن مصيرنا ليس علي المحك...كأننا ليس نحن من نعيش في فلسطين و في ربوع عالمنا العربي، نعيش مخنوقين إقتصاديا بمقتضي توغل الإقتصاد الصهيوني في إقتصاداتنا، فهل يعقل هذا ؟
نعم يعقل مع نخب و شعوب كل ما تحسنه التذمر و التباكي علي ظلم لم يردوه كما يتوقع من خير أمة أخرجت للناس بل أصبحنا اسوأ الأمم نبتلع الإهانات و التحقير و نسكت علي الظلم و الظالم...فكيف لا يتجبر علينا الصغار و لا يستأسد علينا من هم في تل أبيب و في واشنطن ؟