في بدايات الثمانينات معهد بيت الحكمة المنزه السادس تونس العاصمة
لم أكن ارتدي بعد الحجاب، كنت قد رأيت فيلم للممثلة الأمريكية ديبورا كير، فلاحظت كيف وضعت خمار علي شعرها و رقبتها. ففعلت نفس الشيء و ذهبت في الغد إلي المعهد. كوني كنت رئيسة قسم، أحضرت سجل الغيابات إلي القسم و حسبت التلاميذ كي أري من هم الغائبين و كان في بالي أمر علي بإثارته في درس التربية الإسلامية حتي و إن لن نتعرض له وفق البرنامج المقرر في ذلك اليوم.
دخل التلاميذ، جاء الأستاذ مر الدرس بسلام ثم جاءت ساعة التربية الإسلامية و كوني كنت تلميذة نجيبة و الحمد لله كان الأستاذ يستمع إلي ملاحظاتي و شيئا فشيئا وجهت حديث الدرس إلي الوجهة التي أردتها...جري نقاش جد مثمر و عند عودتنا إلي مضامين الدرس كانت عودة طبيعية لا أحد إنتبه أنني حرفت الدرس عمدا لأفهم مسألة أقلقتني لأسبوع كامل.
في نهاية الدرس، غادر التلاميذ و الأستاذ بقي يتناقش مع بعض التلاميذ، مررت امامه فناداني :
عفاف ادركت اليوم أن تدخلك المتكرر لم يكن بريء
إبتسمت له و لم اقل شيء...
إحذري ذكاءك سيجلب لك متاعب في دنيا الزوال...