تقتضي منا الأوضاع الراهنة عالميا إعادة النظر في تحالفاتنا و البحث عن علاقات مفيدة لكلا الطرفين.
قلبت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الطاولة علي العديد من الأطراف، أولها الإتحاد الأوروبي و الأطلسي.
أبدي دونالد ترامب في عهدته الرئاسية تذمره الكبير جدا ناحية الحلف الأطلسي و كيف أن قوة أمريكا أستنزفت إستنزاف من أعضاء الحلف بإعتمادهم الشبه الكلي علي البنتاغون ؟
مديونية الإدارة الأمريكية لا تتيح لأي رئيس كان جمهوري او ديمقراطي حرية التحرك في ملفات الطاقة و التغيرات المناخية و التحديات المطروحة من جانب منافسي ما يسمي بالعالم الحر كالصين و روسيا و الجميع علي علم بالسباق الإقتصادي المحموم بين واشنطن و بيجين.
نحن كدول تعمل علي التطور وفق نسقها الخاص نواجه العديد من التحديات و المخاطر و نريد نسبة نمو تقينا شر الإستدانة و إستقرار إجتماعي و إقتصادي طبعا و كل هذا لن يتم بمعزل عن التغيرات الجيو الإستراتيجية التي يشهدها العالم و منطقتنا علي وجه الخصوص.
الشراكة بين الجزائر و تركيا أهم بكثير من الشراكة بيننا و بين الصين أو روسيا، فتركيا أقرب لنا تاريخيا و عقائديا و بيننا و بينها قواسم مشتركة. مطلوب منا حسن إستغلال الظرف الدولي و أخذ كل ما من شأنه يزيدنا قوة و مناعة و العلاقات الدولية مبنية علي تبادل المصلحة و ما يهمنا أن يتبع خياراتنا الإستراتيجية عمل جاد في الميدان. فدول مثل الصين لم ينبعثوا من فراغ و دولة مثل تركيا ضحت بالكثير لتضمن إستقلالية في إتخاذ القرار و من يحسن التفاوض لن يخسر الكثير بل يكسب سمعة طيبة، مصالح و إنعكاسات إيجابية في المدي القصير و المتوسط.
إذن علينا بتوخي الحذر و حساب ألف حساب للمزاج الدولي و وضع مصالحنا فوق كل إعتبار، لا تصلح السذاجة السياسية في هذا الزمن.