من أعوام كنت في تعامل مهني مع سيدة امريكية و قد كشفت لي أن نصوصها تترجم لعدة لغات من طرف أناس متطوعين :"نحن هنا في مساشوستس لدينا متطوعين نظموا أنفسهم في منظمة غير ربحية و يقومون بترجمة كل النصوص التي تصلهم إلي اللغات التي نشاء و هذا نشرا للمعرفة و تسهيلا لبعض الإجراءات الوثائقية و القانونية."
فتذكرت إحدي معالم الجامعات الجزائرية و كيف أنها هي البروفيسور مكلفة بتحرير و تصفيف المجلة الإلكترونية للجامعة و لمخبرها دون مساعدة أو تطوع من طلبتها:"أول ما تستعينين بهم يقابلونك هكذا كم ستدفعين لي بروفيسور لأتطوع ؟"
هذا هو حالنا الكئيب في الجزائر، لا المواطن و لا الطالب لديهم إستعداد للعمل للصالح العام إلا من رحم ربك طبعا.
كل شيء له مقابل مادي حتي الوطنية يتعين علينا دفع لهم أموال ليحبوا وطنهم و يخدمونه.
فعل الخير، مد يد العون، التخفيف من الأعباء و الأعمال، كل هذا يدخل في خانة التطوع، من يحب الله و يحب لأخيه ما يحب لنفسه يهمه خدمة الآخر هكذا لوجه الله، فما الذي اصاب الجزائري ؟
لوثة المادية شوهت كل شيء في عالمنا، هل فكر المجاهدين و الشهداء الأبرار بهذه الصفة القبيحة؟
أبدا و إلا ما كنا اليوم أحرارا في أرضنا. تقدم أمة و تطورها قائم أولا و أخيرا علي مبدأ فعل الخير و إلا يعتل مفهوم المواطنة.