قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Wednesday, 02 September 2015 09:15

أبقوهم في إسلامهم... وأخرجونا من كفرنا!

Written by  الشيخ حسن فرحان المالكي
Rate this item
(0 votes)


عندما تدعو ضيفاً لزيارتك، لا بد أن تعرف بيتك أولاً حتى تدعوه إليه..
أما أن تدعوه لزيارتك و أنت لا تعرف بيتك أين هو؟، و ليس معك مفتاحه؟ و لا تعرف المجلس من غرف المطبخ.. فالأفضل أن تؤجل دعوته لزيارتك حتى تحدد مكان البيت و تعرفه يقيناً لا شكاً.. و حتى تجد المفتاح و تميز بين المجلس و المطبخ وغرف النوم.. الخ.

أذكر قبل سنوات، أن إحدى الفضائيات طلبت مني التعليق على «تخريج دفعة جديدة من الدعاة»، فقلت: أول طلب لي لجهات الدعوة في العالم الإسلامي أن تتوقف عن الدعوة فوراً، فأبلغ الدعوة هو الدعوة للتوقف عن الكذب على الله و رسوله، (هذا بلا تعميم، فلكل قاعدة شواذ)، و أن يدخل الدعاة المتخرجون في دورات فلسفية للبحث الجاد عن «الإسلام»، حتى يستطيعوا بعد ذلك دعوة الناس لذلك الإسلام الذي وجدوه.. أما أن يدعوا الناس إلى دين لا يعرفونه إلا منكوساً، و لا يلبسونه إلا لبس الفرو مقلوباً، فهنا تكون الدعوة دعوة لغير الله، دعوة لذلك التشويه أن يزداد في هذا العالم.

بالطبع شرحت الموضوع و فرقت بين الإسلام الواقعي (البشري = التاريخي = السلطاني = المذهبي)، الذي فيه تعطيل محوريات الدين الكبرى من إهدار العقل و محاربة الحرية و ضياع الحقوق و التنكر للمعرفة.. و بين الإسلام الإلهي الذي يدور على عكس هذا كله.
لا يظن عاقل أن الاتحاد في اللفظ ينهي المشكلة..
لا يكفي أننا نقول نحن ننصر الصدق و العدل و الحرية و الكرامة.. إلخ.

الألفاظ لا تكفي.. واقعنا المذهبي و السياسي و الاجتماعي يكذب ذلك.. إلا عند خواص من فئات و أفراد.. أما الواقع العام للشعوب العربية و الإسلامية و حكوماتهم و شيوخهم و دعاتهم و مراكز بحوثهم و تعليمهم و مؤلفاتهم.. فالواقع ضد هذا كله.
لا تغتروا بالتوافق في الألفاظ، فالشرطة عندما تبحث عن مجرم اسمه «توفيق» مثلاً، فلا يصلح أن تأتي بأي رجل اسمه «توفيق» فقد يكون هذا الـ «توفيق» الجديد من أفضل عباد الله.

فاللفظ لا يكفي و إن تطابق اسم «توفيق» المجرم مع «توفيق» البريء.
و الذي يعتذر عن الشرطة بأنها قد أحضرت «توفيق» و حبسته و ستحاكمه، يكون غبياً، لأن الاسم مشترك لأكثر من شخص، و هي أمسكت بتوفيق البريء لا المجرم.
فنحن عندما نقول نحن مع «الصدق و العدل و الحرية و الكرامة»، فلا يكفي هذه الألفاظ الحسنة، و لا بد من حقائقها..
تصوروا لو أننا نقدم الإسلام للعالم بصدق على أنه دين نصرة «الصدق و الحقيقة و العدل، و محاربة الفقر، و منع كنز الأموال، و حماية حرية الاعتقاد، و السلم، و التعاون على البر والتقوى بين بني البشر بكافة أديانهم.. إلخ» هل سيوجد في هذا العالم من يقول : لا أريد هذا الدين؟!
إذن، فهذا هو الدين الأول، إسلام الله، و السلام. و هو موجود عندهم أكثر من وجوده عندنا، فلأي شيء ندعوهم؟! هم قبضوا على «توفيق المجرم» بعدل و نريد أن يقبضوا على «توفيق البريء» بظلم.

أما لو أن الدعاة - من حيث الجملة - يصدقون في عرض «إسلامهم الذي هم عليه» بأنه ذلك الدين الموجود في الدول العربية و الإسلامية، صلاة و صوم مع ظلم و كذب، مع اضطهاد و فساد، مع تكفير و تفجير، سوء ظن، تحزب في الباطل، أجندات مصالح،.. إلخ فمن سيقبله؟!
لن يقبله أحد.. و لكن سبب دخول بعضهم في الإسلام أنهم يصدقون الخدعة الدعوية بأن المسلمين مع المبادئ السابقة، و أنهم لا يخضعون إلا للبرهان و العلم و المعرفة.. و أنهم ينشرون الصدق و العدل و يعملون على تحقيق ذلك.. فيصدق هؤلاء المساكين و يسلمون.. ثم نعلمهم الكفر بهذه المبادئ شيئاً فشيئاً، حتى تجد هولندياً أصفر أو بريطانياً أحمر أطلق لحيته و يكبّر و هو يقتل الأبرياء.
لا يجوز العبث بالناس إلى هذا الحد..
سيقول قائل: عرضك الأخير فيه ظلم.. فالدعاة الإسلاميون في القارات الخمس ينكرون الظلم و الكذب و التكفير و التفجير و كنز الأموال و يأمرون بالعدل و المعرفة و الإنصاف... إلخ.
نقول: ألم أقل لكم إننا مصرون على الكذب؟! حتى في ما بيننا نكذب.. و نحن نعرف الطاولة و ما تحت الطاولة، فكيف سيكون كذبنا على الآخرين؟!

إذن، فلا يجوز أن ندعو إلى الإسلام حتى نكون صادقين حقاً، فالصدق عليه يدور الثواب و العقاب «هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم».
فالذين يخادعون الله و الذين آمنوا إنما يخدعون أنفسهم.
أيها الأبناء و الأخوة الحريصون على (إسلام الكفار):
جلُّ دينكم «الإلهي» هو العدل و العقل و المعرفة و الأمانة و الصدق و الإنسانية.. إلخ، و جله موجود أصلاً عند من تأمرونهم بالدخول في الإسلام، فدعوهم في إسلامهم، و لا تخدعوهم و تنقلوهم لكفرنا الخفي و شركنا الأخفى و كذبنا الصادق و عدلنا الظالم و حقوقنا المهدرة و سلامنا الدموي و حبنا الحاقد.. الخ.
رجاءً اتركوهم في دينهم الفطري الإنساني التلقائي، فالإسلام دين الفطرة، دين النظر و التفكر و الضمير و العقل و الإنسانية و الشفافية و الحرية و العدالة.. إلخ، و هذه الأمور عند هؤلاء «الكفار» بحق و ليس مجرد كلام.. هي عندهم لا عندنا، أو على الأقل مخزونهم منها أكثر بكثير من قيعاننا السرابية.

أبعدوهم عن تلك النسخة البشرية اللفظية الخداعة التي أهلكت الحرث و النسل و المعرفة و المبادئ كلها، بسبب كذبها على الله و رسوله و شرعه و مخادعتها لله و للذين آمنوا.
رجاء... ثم رجاء!
أبقوهم في إسلامهم..
ولا تدخلوهم في كفرنا.

http://almaliky.org/news.php?action=view&id=281

Read 1516 times Last modified on Friday, 04 September 2015 06:37

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab