قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 26 آذار/مارس 2015 16:03

المهيمن وآيات الربيع

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الهيمنة هي الحفظ و الارتقاب، و الهيمنة على الشيء السيطرة عليه و حفظه و التمكن منه، و يأتي بمعنى الشهيد و بمعني الأمين و هو من آمن غيره من الخوف، و بمعنى المصدّق، و العالي على الشيء، فالهيمنة شهادة خبرة و إحاطة، و إبصار لكلية ظاهر الأمر و باطنه، و كل هذه المعاني يتصّف بها ربنا تبارك و تعالى في أسمى معانيها، فالله سبحانه و تعالى هو المهيمن على كل شيء، الشاهد على خلقه بما يصدر منهم من قول أو فعل، لا يغيب عنه من أفعالهم شيء، المطلع على خفايا

الأمور و خبايا الصدور. و هو تعالى الرقيب، الحفيظ القائم على كل الخلائق بالرعاية و العناية و الإصلاح لأحوالهم و شؤونهم و أرزاقهم و آجالهم، المستولي عليهم بقدرته، و هو مستو فوقهم على عرشه.

و في موسم الربيع، و هو موسم نضج الثمار و انتعاش النبات تدعونا آيات الله تعالى المهيمن إلى التأمل و هي آيات كونية توجب شكر الله تعالى عليها، و لذا ذكرها عزّ و جل في كتابه العظيم، و هذه الآيات مشتملة على توجيهات عظيمة ملخصها في النقاط التالية:

1- أنّ الله سبحانه و تعالى امتنّ على عباده بهذه النعم العظيمة، و هي نعمة إنزال المطر من السماء الذي به ينبت الله الزرع و يخرج به الثمار، فيقتات منه الناس و الأنعام، وتقوم به الحياة.

2- أنّ الله تعالى أرشد للنظر و التأمل في حسن خلقه للثمار، مما هو دليل على عظيم حكمته و بديع صنعه كما قال تعالى:( و نظروا إلى ثمره إذا أثمر و ينعه)99 الأنعام.

3- أنّ الله تعالى أخبر أنّ الانتفاع بالتأمل في هذه الآيات العظيمة هي لأهل الإيمان و التفكر في آياته الكونية كما في قوله تعالى( إنّ في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون) 99 الأنعام. و قوله تعالى :( إنّ في ذلك لآية لقوم يتفكرون)11 النحل .

4- التنبيه على عظيم حكمة الله و قدرته في خلقه بالماء المنزّل من السماء و هو عنصر واحد لثمار متنوعة في أجناسها و ألوانها و طعومها كما قال تعالى: (و هو الذي أنزل من السماء ماءا فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا و من النخل من طلعها قنوان دانية و جنات من أعناب و الزيتون و الرمان)99 الأنعام. و قال تعالى :( و هو الذي أنشأ جنات معروشات و غير معروشات و النخل و الزرع مختلفا أكله و الزيتون و الرمان)141 الأنعام.

5- التنبيه على عظم قدرة الله عزّ و جل في خلق هذه الثمار و تشابهها من وجه و عدم تشابهها من وجه آخر كما في قوله تعالى:(متشابه و غير متشابه)141 الأنعام، قال ابن جريج :" متشابها في المنظر ، و غير متشابه في الطعم" تفسير الطبري(12/157)و انظر تفسير البغوي(3/195).

و قال السعدي:" متشابها في شجره ، و غير متشابه في ثمره و طعمه، تفسير السعدي (1/276) .

6- التذكير بإحياء الله للأرض بعد موتها بالزروع و الثمار على قدرته تعالى على إحياء الأموات و بعث الأجساد من الأرض( و آية لهم الأرض الميتة أحييناها و أخرجنا منها حبا فمنه تأكلون) 33 يس، و في سورة فصلت آية 39( و من آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و ربت. إنّ الذي أحياها لمحيي الموتى إنّه على كل شيء قدير ).

7- التنبيه اللطيف في أنّ نزول المطر و إن كان سببا لوجود الزروع و الثمار إلاّ أنه لا يستقل بإيجاده، و إنما يكون بتقدير الله و خلقه له، و لذا أضاف ( الإنبات) إلى نفسه (ينبت لكم به الزرع و الزيتون و النخيل و الأعناب و من كل الثمرات )10 النحل ، و جعل الماء سببا كما في قوله (به) في الآية الأخرى قال تعالى (فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج به حبا متراكبا )99 الأنعام فأضاف الإخراج إلى نفسه كما هو الشأن في الإنبات في الآية الأولى و في هذا تأكيد على أنّ الأسباب لا تكون مؤثرة بنفسها، و إنما بتوفيق الله.

و بهذا يتذكّر العبد أنّ الله هو المنعم وحده فلا يعمى بالنظر للسبب عن خالق السبب و مسدي النعم و هو الله تعالى، و لذا قال تعالى :( أفلا يشكرون)

8- إثبات فعل العبد و أنّه متسبب بالغرس و بذل من السبب، كما قال تعالى :(و ما عملته أيديهم) و في هذا رد على الجبرية المنكرين لفعل العبد، و دعوى أنّه مجبور ليس له فعل و لا كسب.

9- نهى الله تعالى عن الإسراف في هذه النعم كما في قوله:( و لا تسرفوا إنّه لا يحب المسرفين).

10- أمر الله عزّو جل بأداء الزكاة فيه عند حصاده وذلك في قوله:( و آتوا حقّه يوم حصاده).

هذه الآيات تدل على جلال المهيمن عزّ و جل، الذي يحيط بغيره بكمال الاستعلاء، و لا يخرج عن قدرته مقدور، و لا ينفك عن حكمته مفطور، له الملك و الفضل على جميع الخلائق في سائر الأمور.

و من جلاله أنّه المبالغ في حفظ أوليائه الأبرار الذين يشكرونه على جميع نعمه، فيصونهم عن الأضرار و يدفع عنهم الأخطار في السر و الجهار.

ينبغي للمؤمن أن يكون له حظ من ذلك الاسم العظيم " المهيمن" و ذلك في هيمنته على نفسه و على أهله، و مراقبته لأعماله و أقواله، فيحجمها عن كل ما يسخط الله و يبغضه من الأعمال الظاهرة و الباطنة.

قراءة 1313 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 تموز/يوليو 2015 11:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث