قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Tuesday, 26 August 2014 06:55

يجب على المسلم أن يتكبر...

Written by  الأستاذ محمد سبرطعي
Rate this item
(0 votes)

التكبر صفة ذات وجهين و تتجه للمعنيين المحمود منه و المذموم، و المسلم أمره الله تعالى أن يتحلى بكل جيد من الأخلاق و الخصال، و أن يتجنب كل مذموم من الصفات و الخلال.

و من هذا فإن التكبر الذي يحمل معنى الاستعلاء عن الخلق و عدم قبول الحق مذموم ورد فيه العقاب الأليم الشديد الوارد في الآيات و الأحاديث الظاهرة.

ألم يقل الله - تبارك وتعالى -: ﴿( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾﴾، و عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( قال الله عزَّ وجلَّ -: الكبرياء رِدَائي، والعَظَمة إزاري، فمَن نازَعَني واحدًا منهما، قذفْتُه في النار﴾.

أما التكبر الذي يحمل معنى الترفع و رؤية النفس أكبر من مقارفة بعض الصفات و التدني إلا سفاسف الأمور و حضيضها، فهو أمر محمود وجب تعزيزه و إنماؤه.

ألا يتكبر المسلم و يستعلي عن ارتكاب الآثام و السعي وراءها فلا يكذب و لا يزني ولا يسرق و ذلك من باب أنه يرى نفسه أكبر و أرفع من الإتيان على مثل هذه المشينات.

ألا يتكبر المسلم و يستعلي عن التلون في المواقف و تغيير المبادئ و بيع الآخرة بالدنيا و ذلك من باب أن الثبات على الحق صفة المؤمنين الرجال " و لكن وطّنوا أنفسكم ".

ألا يتكبر المسلم و يستعلي عن أن يكون ذو الوجوه الكثيرة و الآراء العديدة و الشخصيات المختلفة و ذلك كلما لاحت له مصلحة من هنا أو منفعة رخيصة من هناك و ذلك من باب أن ما أصاب المسلم لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه.

ألا يتكبر المسلم و يستعلي عن الخداع و المكر و الاحتيال و ذلك من باب أن الناس لا تحترم إلا ذو الكلمة الناصعة و الحق المبين.

ألا يتكبر المسلم و يستعلي عن إخلاف الوعد و تضييع العهد و الفجور في الخصام لأنه يعلم أنها صفات المنافق التي حذرنا الله و رسوله منهما و أن المنافق مذموم في الدنيا و الآخرة و عند كل الناس.

ألا يتكبر المسلم و يستعلي عن معنى التكبر السلبيّ الذي ذكرناه سابقا و بهذا يكون حسن الخلق دمث الطباع عزيز عند الله و عند الخلق.

بهذا الخلق الخفي الذي حاولنا شرحه و تبيينه يبني المسلم رؤية أخلاقية يسير عليها في حياته و يعلمها غيره بالقدوة و الإتباع.

بهذا الخلق كذلك يقف المسلم شامخا أمام إغراءات نفسه الأمارة بالسوء للولوغ في وحل المعصية و ظلمة الذنب، فإذا وسوست له بذلك وقف وقفة الأسد الهصور و الجبل الأشم و قال بكل عزة و فخر و شمم " إني أخاف الله رب العالمين " و أنا أكبر من هذا التدني، و مهمتي في الحياة أجلّ و أعظم من تضييعها في مثل هذه التوافه، و طاقتي التي منحني الله إياها تأبى أن أفرغها في ما يغضب الرب سبحانه و يسخطه عليّ، و شعاري في الحياة " يا يحيى خذ الكتاب بقوة ".

فالنفس – أيها القارئ الكريم – كالطفل الوليد، إن عودتها على التدني نحو التوافه لا تبغي براحا، و إن فطمتها عن الانحطاط انفطمت.

   و النفس كالطفل إن تتركه شـبّ               على حب الرضاع ، و إن تفطمه ينفطم

   فلا تَرُمْ بالمعاصي كسر شهوتها             إن الطــعــــام يقــــوّي شهـــوة النـهـم

   صلاح أمرك للأخــلاق مرجـعـــه               فقـوّم النـــفــس بالأخـــــلاق تستــقــم

 

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

 

 

Read 1971 times Last modified on Sunday, 18 November 2018 14:47

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab