كلما أتذكر زيارتي لمعهد الحقوق المدنية في مدينة برمنغهام الشهيرة عبر التاريخ الحديث لأمريكا تنهمر دموعي عفويا.
أظل ابكي و قلبي يعتصر إعتصار...ما رأيته في ذلك المتحف من مشاهد العنصرية الحية ناحية إخواننا الأفارقة لا يتقبله عقل بشر و حمدت الله علي نعمة الإسلام.
و أنا أتجول في ردهات المتحف، سألت مرشدي شاب أمريكي أبيض مع زميلته الأمريكية الإفريقية :
-هنا سجل إخواننا الأفارقة ملاحم خالدة ضد العنصرية البيضاء، أليس كذلك ؟
-نعم سيدتي.
-هل هنا إنتهت رحلة Freedom Riders و قد كانوا قادمين في حافلة و آخرون في ترايلواي متجهين من أتلاتنا نحو برمنغهام أليس كذلك ؟
أومأ الشاب مندهش :
-نعم سيدتي أنت مطلعة جيدا عن تلك الملحمة ؟
-قرأتها في سيرة السيد روبرت فرنسيس كنيدي وزير العدل السابق شرحت له، ثم أضفت و علي 8 كيلومترات من أنيستون وقعوا في كمين نصبه لهم رجال الكلو كلكس كلان كانوا مسلحين بهراوات و سلاسل ليقيدوهم ثانية غير معترفين بأنهم ولدوا أحرار ...
تنهدت المرشدة الأمريكية الإفريقية :
-نحفظ للسيد روبرت فرنسيس كنيدي شجاعته الأسطورية لم يفكر في منصب و لا في أي شيء، وقف معنا وقفة رجل حر.
أذكر ان عيناي إمتلأت دموع و حمدت الله أن لا أحد رآها فنظراتي السوداء أخفتها...وقفته تلك كلفته غاليا ...غاليا...جدا هو الذي كان علي علم بحركة الماسونية العنصرية...
لا أستطيع نسيان تلك الزيارة ما حييت، إقشعر لها بدني. عامل البيض إخواننا الأفارقة كأنهم لا شيء... لا شيء... لا شيء... لاشيء....لا كيان لهم و لا روح آدمية لهم