قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 21 آب/أغسطس 2014 08:13

أماه بك أقتدي....1/2

كتبه  الأستاذة أمال السائحي .ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هذه القصة ليست من الخيال، و لكن ضرب من الواقع، و بعض ما تعيشه بناتنا في كنف الأسرة العربية و الإسلامية على حد سواء، أو بالأحرى مع تلك الأم التي مازالت و مازلنا نعتبرها منبع الدفء، و منبع المشاعر و الحنان، إلى غير ذلك من الخصال الطيبة ...

ببعض الكلمات الممزوجة ألما و حزنا، قالت لي، تمنيت لو كانت والدتي مثل التي أراهن في الشاشة، أو اللواتي أراهن مع بناتهن و معاملتهن الجد حسنة، الأم بمعناها: هي طيبة قلب، و فيض من الحنان، و رعاية إيمانية لله و رسوله، و استقرار عائلي، و كل ما تحمله هذه الكلمة من مشاعر طيبة، بعدها بنبرة ممزوجة ببكاء خافت أضافت تقول:" إن والدتي لم تحسن معي سوى شيء واحد، هو الغيبة و النميمة على كل من هب و دب، و لم أعد بوسعي السماع اليوم لكل هذا... لأنني بكل بساطة أريد أن أرضي ربي، و أن  أبوح لأمي بمشاكلي، و تعينني عليها بخبرتها التي اكتسبتها طوال هذه السنين، أريد أن أستشريها في ما أريد القيام به، أريد النصيحة، أريدها أن تملأ هذا القلب بحب كبير، لكل من أحسن أو العكس، لأن في آخر المطاف لا يوجد إلا جنة أو نار، و لا بد من الكيس أن يقلل من أخطاءه بقدر ما استطاع إليه سبيلا...

فأجبتها قائلة: أنظري أختي، باستطاعتي أن أقول لك شيئا واحدا لا غير، و هو أن تحاولي كسب والدتك بقدر المستطاع، و أن تحاولي دائما في غضون حديثكما أن تضيفي كلمات طيبة لطيفة تفهميها عن طريقهما الشيء الذي يؤلمك، و الذي لا تحبذينه، و أن تحاولا معا دائما الابتعاد على ما يغضب الله عز و جل، و رسوله صلى الله عليه و سلم، إلى أن تصلي إلى مبتغاك..

ثم استرسلت الأفكار في ذهني و قلت إن التربية الأسرية تلعب دورا كبيرا في تنشئة من سيصبحون غدا أمهات و أباء في المستقبل، و ما يحملونه معهم من أخلاق عقائدية دينية، و من أخلاق تقليدية بحتة ...نعم إن الأم تعتبر الركيزة الأساسية في أسرتها، من خلالها يتعرف ذاك الطفل الذي ما زال لم يعرف عن الحياة شيئا، على العالم و ما فيه، من ضوابط أخلاقية، و ضوابط تربوية، و ضوابط اجتماعية، و ضوابط نفسية، إزاء المسائل و الوقائع التي يواجهونها مستقبلا...  إن حضن الأم يعتبر بمثابة مدرسة هامة، ينهل منها الطفل الأصول و الضوابط الأولية التي يحتاجها في حياته الاجتماعية ككل، بحيث تبقى آثارها إلى آخر العمر.

و قد ثبت أن الذين نالوا تربية دينية تربوية لائقة في أحضان أمهاتهم،  يتّصفون بالصلاح و اللياقة، لأنهم استطاعوا أن يتعلموا دروساً عدة، ساعدتهم على أن يصبحوا هداة مهتدين، و هذا الأمر يصدق على الذين تربّوا في أحضان أمهات لم يحصلن على تربية اجتماعية أخلاقية لائقة، فانحرفن   فاتصف الأولاد و البنات بصفة أمهاتهم.

و في هذا الصدد نقول أن شخصية البنت تتأثر إلى حد كبير بأمها أكثر من أبيها، و خاصة عندما تصل إلى سن المراهقة و البلوغ، و ذلك بسبب قربها و مرافقتها للأم، فتتأثر بها و تتعلم منها، و لها دور كبير جدا في صقل أخلاقها و سلوكها الحالي و المستقبلي، و حضن الأم يعتبر بمثابة المدرسة المثلى التي تتعلم منها البنت أخلاقها، تستطيع أن تربي ابنتها أخلاقيا و عقائديا، و تجعل سلوكها و أخلاقها شبيهةً بسلوكها هي، و هذا شيء لا مفر منه.

فإذا ما جلست الأم مع صاحباتها، و أخذت تغتاب الآخرين و تتكلم بلسان بذيء مملوء بالسب و الشتم و الألفاظ السيئة، أو كان سلوكها مضطربا و أخلاقها سيئة، فلتعلم أن ابنتها إلى جانبها، و لتفكر مليا في مستقبل ابنتها، لأنها و إن لم تتأثر كثيرا، فالأكيد أنها ستتأثر و لو بالقليل، و ما قصة صاحبتنا التي ذكرناها في أول المقال ببعيدة.

نستطيع القول هنا أن سعادة البنت و شقاءها لها علاقة - إلى حد كبير- بعمل و سلوك الأم، و مستوى تأثيرها على أبنائها، يجب أن تعلم أن أقل عمل تعمله يكون بمثابة بذر تزرعه في أذهانهم، و كل أعمالها تؤثر على أوضاع أبنائها، و بالأخص منهم البنات.

إن أعمال الأم الحسنة و السيئة، و حبها للخير أو الشر، حفظ لسانها من الغيبة و البهتان و الافتراء و الكذب، و كلّ ذلك يؤثر تأثيراً بالغاً على أبنائها، و بالأخص البنت التي تكون دائماً بالقرب من أمها، حتى في المجالس النسوية فهي ملازمة لأمها، حيث نرى بعد ذلك أن كل ما تعلمته حتى صارت أما، قد تعلمته من أمها، فتمار ذلك في مواقفها العائلية، و في معاملتها مع زوجها، و أولادها، فيكون سلوك و عمل أمها، بمثابة قدوة لها، و تعتقده اعتقاداً راسخاً و على هذا الأساس تكون مسؤولية الأم أمام الله مسؤولية عظيمة، تحاسب عليها يوم لا ينفع مال و لا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

قراءة 1596 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 30 أيار 2017 08:31

أضف تعليق


كود امني
تحديث