قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 18 كانون1/ديسمبر 2014 06:56

الشخصية الإنسانية بين السواء والاعوجاج...

كتبه  الأستاذة أمال السائحي .ح
قيم الموضوع
(2 أصوات)

الأخوة في الله أو الصداقات الجميلة، لها دور كبير و مهم في حياة كل فرد منا، و لا يمكن لأي شخص أن يعيش بدون الصداقات في دنيا الحياة هذه، و بحسب المتعارف عليه فإن الإنسان اجتماعي بطبعه، يألف و يؤلف، فالرجل أو المرأة يسعيان دائما إلى تكوين صداقات طيبة، تكون لهما سندا في أمور عدة في حياتهما، و يرجعان إليها طلبا للمشورة فيما يعرض لهما من قضايا و يلم بهما من أحداث، شخصية كانت أو عائلية، أما قيل قديما: " إنما الصديق لوقت الضيق".

و قد ورد عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه قال: "أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان. و أعجز منه من ضيع من ظفر به منهم".

فالإنسان بفطرته التي خلقه الله عليها، يصيب و يخطئ بينه و بين خالقه، بينه و من حوله، بينه و بين من هم أقرب الناس إليه، فهو دائما بين المد و الجزر إن صح هذا التعبير ...و هذه النفوس كما عبَر عنها أهل الاختصاص منها النفس المطمئنة، و النفس الأمارة بالسوء، و النفس اللوامة، فالنفس المطمئنة هي النفس التي ترقى بصاحبها إلى الاطمئنان لأن تفاعلها إيجابي أساسه الإيمان، و الروح التي أراد الله لها أن تكون نقية صافية مؤمنة تتفاعل بالعقل الذي آمن بالله ربا، و بالإسلام دينا، و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا، و أن تكون صادقة مع نفسها، و أن تكون صادقة مع الآخرين، من هؤلاء اللذين من حولها من ذوي الرحم، و أخوة في الله كانت عابرة أم مستقرة، فبرضى الله عن عبده و رضى الإنسان عن نفسه، تكون النقطة الفاصلة بين تلك التعثرات التي بين العقل و الوجدان...

يقول الله تبارك و تعالى: (( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي )) سورة الفجر الآية 27.

أما النفس الأمارة بالسوء: ((  هي النفس التي تأمر صاحبها بفعل الخطايا، و الآثام، و ارتكاب الرذائل، و هى التي توسوس لصاحبها بشتى الو سائل، مستعملة معه التحسين و التيسير، و كل المغريات التي توقعه بلا شك في الإثم و الخطأ، فمثلاً أولئك الذين يعملون السحر و الشعوذة،ليفرقوا به بين المرء و زوجه، أو بين ذوي الأرحام، أو بين الأخوة، أو بين الأصدقاء، أو المنشغلين بالمكائد التي لا تنتهي   فهي دائما تحيا في اضطراب، تتأرجح بين الأنانية و الغرور و التكبر ، ينخر قلبها الغل  و الحسد، و هي نفس لا تعرف الاستقرار و الطمأنينة، تعيش سجينة عالم خاص تربعت على عرشه نسبت فيه إلى نفسها كل الفضائل و نحلت فيه غيرها كل الرذائل، و بهذا يسبب الإنسان لنفسه عقدا نفسية ليس لها أول من آخر....فما عملهم هذا إلا دليل على ضعف نفوسهم و عقولهم و سيطرة الشيطان عليها، و منها كذلك الظروف المعيشية حيث نستطيع القول:أن هناك ظروفا قاسية و مؤلمة مرت بها هذه النفوس، فتسببت لها في هذه المشاكل النفسية التي يصعب على أصحابها التخلص منها إلا باستشارة من حوله ممن ذوي الخبرة، أو الأطباء النفسانيين المتمرسين، إذ لا يمكن لهم التحرر من عقدهم النفسية إلا بمعونتهم...

أما النفس اللوامة فهي تعتبر من النفوس أصحاب الدرجة الوسطى بين المطمئنة و الأمارة بالسوء، فهي دائما بين الكر و الفر، دائما بين الذنب و التوبة، دائما بين الصواب و الخطأ، و هي من أفضل الأنفس عند الله لأنها تعمل كرقيب على الإنسان حتى لا يقع في المعاصي، و حتى إن حدث و وقعت في المعاصي فإنها لا يهنأ لها بال، و لا ترتاح، إلا على عتبات التوبة، قال تعالى في سورة القيامة (( لا أقسم بيوم القيامة، و لا أقسم بالنفس اللوامة)) الآية 1و 2 من سورة القيامة.

و حتى يرتقي الإنسان السوي بنفسه و بمن حوله، عليه أن يحاول جاهدا الاعتراف بذنبه و العودة إلى أخطائه، و إلى خالقه بتوبة نصوح، و الرقيب النفس الأمارة بالسوء، إلى النفس اللوامة، و من اللوامة إلى النفس المطمئنة، فيعود بذلك إلى جادة الصواب، و يكون ذلك تحول نفسي من الأسفل إلى الأعلى، من الشر إلى الخير، و من المرض إلى الصحة. ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))و هذا يعنى أن الله يطالبنا بالنظر في أنفسنا قصد تغييرها، و العمل على إصلاحها، فالتغيير النفسي ضرورة.

لقد كرمنا الله سبحانه و تعالى بالعقل و الحواس، من أجل أن نستخدمهما فيما هو نافع، و نفخ فينا من روحه الخيّرة، و ذلك قمة التكريم، فهذه النفس إذا كانت مبصرة، و إذا كان القلب حيا، فإنها تأتي الأفعال التي توافق حالها من الخير، و إذا كانت عكس ذلك فإنها تأتي من الأفعال ما ينفث سمومها على من حولها، فإذا تحاماها الناس و انفضوا عنها و لم يبق لها من تتوجه إليه بكراهيتها، و تصيبه بشرورها، انقلبت بكراهيتها على ذاتها، كالنار يأكل بعضها بعضا حتى يضعف أوارها و يخمد لهيبها.

و لذا دعانا الله أن ندرك أنفسنا و أن نعي ما بداخلنا لقوله صلى الله عليه و سلم " من عرف نفسه عرف الله " و هذا يعني أن الإنسان عندما يعرف ذاته أي نفسه و يعرف ماذا يريد في الحياة و ما هي أهدافه سوف يستطيع بعد ذلك أن يعرف حق المعرفة خالقه و من حوله، و من عرف خالقه اتقاه و من عرف الناس حق المعرفة أحسن معاشرتهم و من تحقق له هذا و ذاك فقد فاز بخير الدارين ...

قراءة 1549 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 14:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث