قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 19 شباط/فبراير 2015 07:53

متى نفقه ثلاثية ... السكن، و المودة، و الرحمة...؟؟

كتبه  الأستاذة أمال السائحي.ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كثير ما نرى اليوم أو نسمع في حياتنا اليومية مرارا و تكرارا عن تلك المشاكل التي ليس لها أول من آخر في الكثير و الكثير من البيوت، التي تؤدي بها و العياذ بالله إلى الانفصال اللا رجعي، و يذهب ضحيتها المرأة أولا و الرجل ثانيا، و طبعا إذا كان هناك أطفالا فهم الخاسر الأكبر...

مما يجعل المرء يحاول أن يفهم ما سبب هذه المشاكل التي تؤدي إلى تدهور الأسرة بهذه السرعة، و بهذه الطريقة، و تهدر الميثاق الغليظ بين الزوجين، الذين كانوا يوما ما يتصفان بالحب و الطمأنينة لبعضهم بعضا...و هل هي مشاكل طفيفة، أم مشاكل عويصة، أم مشاكل ليس لها حل..

لا نجزم اليوم بأن الأقرباء هم وحدهم من جعلوا هذا البيت جحيما، و لكن قد يكون ذلك لكون الزوجين يجهلان هذا الميثاق الغليظ الذي حباهم به الله سبحانه و تعالى، و لعلهما يفتقران لأدنى القيم في المعاملة الزوجية، فالكل يحتكم إلى نفسه و أنانيته التي تجعله يرى بأنه على حق تام فيما يرى، و قد ترى الزوجة أنها لا تخطئ و هي صاحبة الرأي السديد، و يرى الزوج بدوره بأنه صاحب السلطة و القرار، في حين لو تتبعنا التشريع الإسلامي و ما جاء به في هذه النقطة بالذات، لزالت تلكم الخلافات التافهة في معناها، و التي حطمت الكثير من الأسر، و لعل المسؤول الأول الخاطئ إنما هي التربية الخاطئة ...

يصوِّر القرآن الكريم ارتباط الغريزة و العاطفة بين الزوجين، و يشير إلى أنه آية من آيات الله، و نعمة من نعمه التي لا تُعد و لا تُحصى، يقول - تعالى - : ((وَ مِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) (الروم: 21).

يقول السيد قطب رحمه الله في "الظلال:" التعبير القرآني اللطيف الرفيق يصوّر هذه العلاقة تصويراً موحيا و كأنّما يلتقط الصورة من أعماق القلب و أغوار الحسّ: " لِتَسْكُنُوا إِلَيْها " .. " .. وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً .. " .. " إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون " فيدركون حكمة الخالق في خلق كلّ من الجنسين على نحو يجعله موافقاً للآخر، ملبياً لحاجته الفطريّة: نفسيّا و عقليّا و جسديّا، بحيث يجد عنده الراحة و الطمأنينة و الاستقرار، و يجدان في اجتماعهما السكن و الاكتفاء، و المودّة و الرحمة، لأنّ تركيبهما النفسيّ و العصبيّ و العضويّ ملحوظ فيه تلبية رغائب كلّ منهما في الآخر، و ائتلافهما و امتزاجهما في النهاية لإنشاء حياة جديدة تتمثّل في جيل جديد (في ظلال القرآن ( (5) (2763).

و نذهب إلى ما يقوله الشيخ الشعراوي رحمه الله في تحليله للآية الكريمة، بأن القرآن الكريم دقيق غاية الدقّة في تعبيره، إذ هو يفصل بين حاجة الرجل خاصّة، و بين أمرين مشتركين بين كلا الزوجين؛ فالسكن خصّه القرآن بالرجل، فقال تعالى: " لِتَسْكُنُوا إِلَيْها "، و أمّا المَوَدَّةُ وَ الرَّحْمَةُ فقد جعلهما أمراً مشتركاً بينهما، و ذلك لحاجة كلّ منهما الفطريّة إلى ذلك، فقال تعالى: " وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً" .

و هنا يأتي دور الأم المربية لطفل اليوم، و أب المستقبل في تحضيره نفسيا و عقليا و جسديا لهذه المهمة، التي إن نجحت فيها، تكون قد نجحت في تكوين أسرة متشبعة بتلك الثلاثية القرآنية العظيمة، السكن، و المودة و الرحمة، و نركز على كلمة المودة و الرحمة التي تخص كلا من الزوجين معا، فإن التعاون النفسي و الجسدي بينهما، يكون كمثل تلك الخلية التي تزداد يوما بعد يوما انتعاشا.

فعلى سبيل المثال و ليس الحصر، بإمكان الأم المربية أن تربي الأنثى و الذكر لكل له مسؤوليته، و كل له واجباته و له حقوقه، و لا تجعل من الأنثى خادمة، و لا تجعل من الرجل السيد، فالاحترام واجب، و الطاعة واجبة، فالرجل الكيس لا يستطيع أن يرى نفسه أحسن من خير البشرية الرسول الكريم صلوات ربي و سلامه عليه، الذي كان رحيما بزوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، يساعد، و يرأف، و يسامح...

أما إذا كانت نظرة كل واحد منهما محصورة في الحدود الضيقة لما يسمى بالحقوق و الواجبات، فهنا يعرضان نفسيهما للكثير من الاصطدامات، التي تأخذ بعدا أكثر حدة في كل مرة، إلى أن يجدا نفسيهما قد اتسع بينهما الخرق و تعسر على الإصلاح...

على الزوجة أن تسعى جاهدة؛ لكسب ودِّ زوجها، و على الزوج التحبب إلى زوجته بحسن المعاملة، و طيب المعاشرة، فالمرأة المحبوبة، هي التي تعطي الرجل ما نقص من معاني الحياة، و الرجل الكيس هو الذي يصنع المسرات لعائلته ككل...

قراءة 1816 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 14:21

أضف تعليق


كود امني
تحديث