قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 23 نيسان/أبريل 2015 12:06

لنساعدهم لألا يهربوا من المنزل إلى الشارع ...

كتبه  الأستاذة أمال السائحي.ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقول الدكتور الثويني في كتابه "أفتخر بأني مراهق" الموجه للفتيان فقط، حول مفهوم المراهقة:" بأنها مرحلة إنسانية طبيعية فيها تغييرا واضحا في شكل الجسم، و أسلوب التفكير، و كذلك التعامل مع الانفعالات و تكوين العلاقات، و انتقاء الكلمات و العبارات...نعم هي عملية حساسة و دقيقة، فيها يتم التأكيد على المفاهيم التي تعلّمها المراهق، و تجريب القيم المثبتة، و تصميم القواعد المتأملة، و فيها البحث عن الاستقلالية المنمقة، و أحيانا المقنعة.

و يضيف:" بأن فترة المراهقة لا تخلو من عثرات بسبب حدة الانفعالات و عدم النجاح أحيانا، إما في التعريف الفكري و القيمي، أو التجريب الانفعالي و السلوكي، أعني الفهم الصحيح لمعنى الحياة و المسؤولية تجاه الذات...

و هنا يظهر أساس التربية عند الوالدين، فهي لبِنات توضع الواحدة تلوى الأخرى منذ الصغر إلى أن يصير شابا أو شابة، و لكن هنا يطرح سؤال كيف هي تلك اللبنات التي وضعت مصدرها، قيمتها، نوعيتها...هذه كلها تدخل في شخصية هذا المراهق الذي نريد أن يحظى بحياة هادئة مفعمة بالحيوية و النجاح، و الأهم أن ينفع نفسه أولا و من حوله ثانيا و بلده ثالثا....

الكثير من الوالدين في خضم هذه الحياة ككل، و متاعبها قد تفوته الفرصة أن يعي هذه النقاط الهامة في حياة أبنائه، إنهم يكبرون و ينضجون و مصيرهم أن يكونوا أسرا على أساس قوي و متين، و لكن هيهات ما نراه اليوم في الساحة من تزايد مستمر لهروب القاصرات من بيوت والديهم خوفا من عقاب، أو خوفا من عذاب، أم أنها أفلام هوليودية، و مسلسلات تركية، تركت بصمتها الواضحة في سلوك الفتى و الفتاة...حتى عمّت هذه الظاهرة الدخيلة المجتمع الجزائري، و أخذت كما قلنا منحى تصاعديا فائقا...

زهرات يحملن أمتعتهن و يودعن البيوت التي ترعرعن فيها هروبا إلى أحضان الشارع.......هذا هو الواقع المر.

ترى الأخصائية الاجتماعية الأستاذة صايفي نادية بجامعة بوزريعة، أن المجتمع الجزائري تعرض لعدة تغيرات منها الاجتماعية و الاقتصادية، و قد كانت الأسرة في القديم أسرة كبيرة، متكونة من الاب الام الجد الجدة، أما الآن فقد تقلصت و أصبحت زوجية، أي أسرة نواة، تتكون من الأب و الأم فقط، و هذا التغيير أثر على المرأة فأصبحت تتمتع بحرية تامة، خاصة في اختيار العمل، و أصبح لها مستوى عال في التعليم، و باتت تنافس الرجل في عدة مناصب .و بخصوص ظاهرة هروب الفتيات القاصرات من المنازل، فذلك راجع إلى عدة أسباب منها التفكك الأسري، سن المراهقة،  الطلاق، هجر أحد الأولياء، عدم الاستقرار النفسي و المعنوي، فقدان الرعاية من طرف الوالدين، الخلافات الاسرية في المنزل. نمط المعاملة الأسرية، كالشتم و الضرب عنف لفظي و عنف مادي، و عدم تلقي الرعاية اللازمة كتعرض الفتاة إلى اعتداءات جنسية مثل زنا المحارم، فالخوف من مقابلة الاهل يدفع بالفتاة إلى الهروب، ضف إلى قوة التقاليد و العادات، و خروج الفتاة مع شاب خصوصا إذا كانت العائلة غير موافقة فهذا من بين الأسباب التي تدفعها إلى الهروب، سن المراهقة و عدم تمييز الصواب من الخطأ، مستوى دخل الأسرة الضعيف (احتياجات أكثر من الأزمة ( إغراءات وسائل الإعلام بكل الطرق و الأساليب، و كذا الممارسة اللاخلاقية أمام الأطفال، فيكتسبون سلوكا لا أخلاقيا. و كذا الطرد المباشر من طرف الأسرة، ضعف و قلة الوازع الديني الذي يؤدي إلى تراكم المعاصي و الشهوات.

لا بد للأب و الأم أن يكونا صاحبي رسالة فلا يفتران عن الدعاء لأبنائهم، ضف إلى ذلك التوعية الدينية، و هي الأهم و الأساس، و كذلك القيام بتوعيتهم من طرف الآباء حتى يتشربوا التربية الحسنة، و تتوثق الصلة الجيدة بين كل أفراد الأسرة، و فرز ما يرى في وسائل الإعلام، و مراعاة التركيبة النفسية و الهرمونية للفتاة.

إن السبب الرئيس لظاهرة الهروب من المنزل تكمن في العجز عن توافق المراهق مع نفسه و مع غيره و هذا العجز يرجع إلى تقصير المؤسسة الأسرية و المؤسسات الاجتماعية من مدرسة و مسجد و ثقافة و إعلام في تمكين المراهق من امتلاك آليات التوافق مما جعله يعجز عن التكيف وضعه الاجتماعي الخاص و يفكر بالهروب منه، و من هنا يغدو من الضروري قيام الجمعيات و المدارس و المساجد و المؤسسات التعليمية و الثقافية و التربوية، بحملات تحسيسية تركز على المشكلات التي تواجه الفتى و الفتاة، لتساعدهما على امتلاك آليات التوافق مع الذات و مع الآخر، و التكيف مع الواقع و التعلق بالمستقبل، فهل يا ترى يجد أبناؤنا و بناتنا في سن المراهقة في المجتمع من يلتفت إليهم و يقدم لهم المساعدة التي هم في حاجة ماسة إليها ليتسنى لهم التوافق مع أنفسهم و مع مجتمعهم، فلا يضطرون إلى الهروب من المنازل إلى الشارع الذي لايرحم؟

قراءة 1697 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 12:14

أضف تعليق


كود امني
تحديث