قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 31 آذار/مارس 2016 07:38

أخـــــلاقنا في دفـــــــتر يومــــياتنا.....!!

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قالت لي في أسى ظاهر: لماذا أخفقت بيوتنا و مدارسنا أن تنجب لنا أناسا متخلقين يحسنون التعامل فيما بين بعضهم البعض و مع الآخرين، و لماذا لا يتعاملون بالحسنى في بيوتهم؟ و مع زبائنهم؟ و أصدقائهم؟ فما السبب في ذلك؟

ثم استرسلت في القول: ذهبت إلى طبيبي المختص، حتى اطلب منه شهادة تثبت أني أعاني من مرض مزمن، حتى أرفعها إلى مؤسسة الضمان الاجتماعي، فلما قصدته و أردت أن اشرح له قضيتي، اتجه إلى سكرتيرة مكتبه و قال لها باستهزاء:" أهذه واحدة من زبائني؟ فردت عليه نعم دكتور...فدلف إلى مكتبه ثم خرج منه بعد حين و دفع الى السكرتيرة الورقة المطلوبة دون أن يوجه لي كلمة واحدة...

و قد كان في ذهني أنه سيستقبلني في مكتبه لأشرح له قضية الضمان الاجتماعي، ليعطيني الملف المطلوب بكل احترام...و ذلك وفقا لتصوري للشخص المثقف...

قلت لها لعل ألمّ به أمر، قالت لست أدري لما أحسست اليوم بإهانته أكثر...ثم أضافت قائلة: في مرة من المرات كنت جالسة مع صديقات لي و كانت معنا محامية، و إذا بها تتلفظ ببعض  الكلمات و الله لو كانت امرأة غير متعلمة و لا مثقفة لعذرناها، و لقلنا عنها مسكينة إنها أمية لا تدري ما تقول...

قالت لي:" إن الظاهرة عامة، و لكني صدقا ما انتبهت لها إلا اليوم فقط، و علمت بأن المتعلم صاحب الشهادات العليا، الذي لم أتصوره ابدا عديم الأخلاق ...يمكن أن يكون كذلك ...فقلت لها: الظاهرة كبيرة و لكن لا تعممي...و استرسلنا في الحديث، فقلت لها إن الأخلاق في الإسلام ليست مقصورة على هؤلاء المثقفين و المتعلمين، و لا يتجرد منها البسطاء من الناس، و لا حتى الأمي الذي لا يعرف من الكلمة حرفا، و لا تقوم على مصالح فردية، و لا عوامل بيئية تتبدل و تتلون تبعا لتقلبات الأيام، و إنما هي فيض من ينبوع الإيمان، يشع نورها داخل النفس و خارجها، فليست الأخلاق فضائل منفصلة، و إنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة، عقيدة المسلم، أخلاقه، ما يحثه عليه إسلامه و شريعته، بل هو جوهر الإسلام و لبه و هي التي تضبط لنا أساليب التعامل فيما بين بعضنا البعض...

بل إن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية على الإطلاق. فالرسول صلى الله و سلم يقول:" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " [ رواه أحمد في مسنده ] .
و سئل صلى الله عليه و سلم
: أيكذب المؤمن ؟ قال: (لا) ثم تلا قوله تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105).
فالأخلاق دليل الإسلام و ترجمته العملية، و كلما كان الإيمان قوياً أثمر خلقا كريما.

إذن الأمر كله يعود إلى البيئة الاجتماعية و مدى تشبعها بالروح الديني و القيم الأخلاقية الفاضلة، التي نشأ فيها هذا الطبيب، أو ذاك المهندس، أو تلك المحامية أو ذلك الأمي، فالإسلام أعطى مبادئه و أسسه و قيمه...

فقيمنا و أخلاقنا المستمدة من شريعتنا، إذا حرصنا على توظيفها في البيت و المدرسة و المؤسسة الثقافية كانت كالشجرة المثمرة التي تعهدها صاحبها بالرعاية و العناية و الاهتمام، فأتت أكلها و أنتجت له أزكى الثمار و أطيبها ...

 أما السلوكيات السيئة، و التصرفات غير اللائقة، التي نصادفها عند هذا أو ذاك، فهي و إن آذتنا إلا أنها تنبهنا إلى أهمية حسن التعامل، و كريم الأخلاق...

و رحم الله سلفنا الصالح من رجال و نساء الذين كانوا يحرصون على اكتساب أولادهم للخلق الجميل أكثر من حرصهم على اكتسابهم المعارف و العلوم، و هذه العالية بنت شريك أم الإمام مالك، حينما وجهت ولدها الإمام مالك رحمه الله إلى الإمام ربيعة الرأي، قالت له:

يا بني سر إلى ربيعة الرأي و خذ عنه أدبه قبل علمه ...لأنهم أدركوا أن التعامل بين الناس في الحياة تضبطه الأخلاق قبل المعارف و العلوم... و رحم الله الشاعر الذي قال:

لا تحسبن العلم ينفع وحده

                             ما لم يتوج ربه بخــــــلاق

قراءة 1820 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 08:06

أضف تعليق


كود امني
تحديث