قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 23 كانون1/ديسمبر 2015 08:07

إياك و جلد الذات

كتبه  إسلام ويب
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في عام 1974م لاحظ المحلل النفسي (هيربرت فرويد نبيرجر)، و هو أمريكي من أصل ألماني، كان يعيش في نيويورك .. لاحظ أن العاملين في مكتب مساعدة مدمني المخدرات، يأتون في البداية بحماس و تفان لا مثيل لهما، و بعد فترة تظهر عليهم أعراض اللامبالاة و الاستهتار، بل و ربما السخرية و الاستهزاء بمن حولهم، و يجدهم في الوقت ذاته يعانون بشدة من ألم بدني و نفسي، يتزايد يوما بعد يوم، فكان أول من استخدم مصطلح "الاحتراق النفسي"، و توصل إلى أن أكثر المصابين بذلك المرض، هم الأطباء و المعلمون و العاملون في خدمة المسنين و المدمنين و المرضى .. أي المهن التي تتطلب المثالية، و الجهد النفسي و البدني الكبيرين.
و كما يقول المختصون أن الاحتراق النفسي ظاهرة لا تصيب إلا ذوي الحماس الزائد الذين يفرطون في تحميل أنفسهم فوق طاقتها من أمور الدراسة أو الوظيفة أو المهنة، مع تجاهل تام لطبيعتهم البشرية و تقلبها بين النشاط و الفتور، و الحماس و الخمول، مع حاجتها دوما للاسترخاء بين الفينة و الأخرى.
و لذلك فليس بمستغربا أن نجد هذا الاحتراق النفسي يتمثل في انقلاب تام للموازين من سلبية بعد إيجابية، و كسل بعد نشاط، و استهتار بعد جدية، و ربما تتعقد الأمور و تصل إلى الانعزالية و الاكتئاب و الإدمان.

منارات تفاعلية
-
نفسك ليست آلة صماء فترفق بها، فإن (المنبت) الذي انقطع به في السفر و عطلت راحلته و لم يقض وطره (لا أرضاً قطع، و لا ظهراً أبقى) .. فلا هو قطع الأرض التي يممها، و لا هو أبقى ظهر راحلته لينفعه في المسير، فكذا من تكلف في أعماله، فيوشك أن تنهار نفسه و يدع الأمر بالكلية.
-
كتب الدكتور (بيتر ستاينكرون) يقول: "أعتقد أنه لا سعادة حقيقية للإنسان إلا بالكسل!! ..
قد يبدو هذا القول تهكماً, و لكن ما أكثر ما فيه من الحقيقة, فإن الإنسان الذي يقضي حياته في عمل متواصل, لا يتوقف عن ذلك إلا ريثما يزدرد لقيمات تقيم أوده, أو لأن سلطان النعاس غلبه على أمره, لا يمكن أن يكون إنساناً سعيداً في حقيقة الأمر و إذا كان لا يشعر بالتعاسة, فلأنه لم يتسع له الوقت ليسأل نفسه, أو ليعرف طعم الحياة. و لتعلم أنه إذا لم يتسع أمامك الوقت ساعات كل يوم تشعر فيها أنك غير مطالب بشيء على الإطلاق, فتستطيع أن تستلقي, أو تتمشى, أو تقرأ .. إذا لم يتسع الوقت ساعات كل يوم لتفعل هذا كما تشاء،فأنت إنسان غير سعيد".

-
الابتسامة تخص الإنسان فقط، فكل المخلوقات الحية لا قدرة لديها على الابتسام، فالبسمة من الظواهر التي ميز الله بها الإنسان وحده. و هي تبعث الراحة في النفس و تحفز إفراز هرمونات الاسترخاء.
-
أفرغ جهدك مع الأسباب و لا تجلد ذاتك في تحصيل النتائج لأن التوفيق بيد الله وحده، و أرض بما قسم الله لك تكن «أغنى الناس» ..
(ماك ميتكالف) عامل صيانة فقير ربح 65 مليون دولار في إحدى مسابقات اليانصيب، فانتقل فجأةً من فقرٍ مدقع، إلى ثراءٍ فاحش، بعد هذا التحوُّل المفاجئ، تَرَكَ ميتكالف عمله للأبد، و قضى وقتَه في شراء السيارات باهظة الثمن، و الحيوانات الغريبة كالعناكب الأمريكيَّة و الثعابين، لكن المتاعب لم تمهلْه كثيرًا، فقد وجـد نفسه مضطرًّا لسداد نصف مليون دولار لتسوية نزاع يتعلَّق بزواجٍ قديـم، كما سُرِقَ منه نصف مليون دولار آخر بينما كان مخمورًا، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تطور ليجد ميتكالف نفسه غارقًا في الإدمان، و تجتاحه الشكوك في أن كل من حوله يريدون قتله، و قد أتى التهاب كبده و تَليُّفه ليقضي على بقايا حلمٍ لم يبدأ بعد، و هكذا توفي ميتكالف، عن عمرٍ يناهز 45 عامًا، بعد 3 سنوات فقط من تحقُّق حلمه بالفوز في مسابقة اليانصيب .. صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن زوجته السابقة قولها: "لو لم يربحْ ميتكالف في هذه المسابقة، كان سيستمر في عمله كالمعتاد، و ربما كان سيتمكن من العيش عشرين سنة أخرى، لكن حينما تُعطى هذه الأموال لشخص مثقل بالمشكلات، فإنها فقط تساعده على قتل نفسه".

-
تذوق الجمال من حولك، و استشعر روعة الطبيعة و عظمة الخالق، يقول (ألبرت أينشتين): "إن الإنسان جزء من كل ما نطلق عليه نحن اسم «الكون»، و هو جزء محدود من حيث الوقت و المساحة. و رغم ذلك، فإن الإنسان يستشعر وجوده و أفكاره و مشاعره كشيء منفصل عن الكل، و هذا نوع من الخداع البصري الذي يفرضه عليه وعيه .. مهمتنا يجب أن تكون إطلاق سراح أنفسنا من هذا السجن عن طريق توسيع دائرة مشاركتنا الوجدانية بحيث تستوعب كافة الكائنات الحية و الطبيعة بأكملها بجمالها".
و من البؤس النفسي أن ترضي لنفسك أن تكون علاقتك بجمال الطبيعة محصورة في جعل رنات هاتفك عبارة عن أصوات الطيور، أو شراء زهور صناعية لا تحتاج للري تضعها في ركن غرفتك، أو افتراش نجيلة صناعية صلبة لا تستدعي التقليم في ممرات شقتك.
إن لنفسيتك حقا عليك في أن تهب لها بعض الوقت تُمتع النظر بالخضرة في حديقة عامة أو تستنشق عبق الورود أو تهيم في ضوء القمر أو تداعب الحيوانات الأليفة أو تزرع بعض الرياحين في شرفة غرفتك .. أو على الأقل السير على الأقدام في ذهابك أو إيابك من عملك اليومي.
-
اجعل من البساطة منهج حياة، فما خير رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما .. قال أهل العلم: "فيه دليل على أن المرء ينبغي له ترك ما عسر عليه من أمور الدنيا و الآخرة، و ترك الإلحاح فيه إذا لم يضطر إليه، و الميل إلى اليسر أبدا، فإن اليسر في الأمور كلها أحب إلى الله و إلى رسوله، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185] و في معنى هذا الأخذ برخص الله تعالى و رخص رسوله صلى الله عليه و سلم و الأخذ برخص العلماء ما لم يكن القول خطأ بينا".

و كان -صلى الله عليه و سلم- يقول حين يبعث البعوث:(يسروا و لا تعسروا، و بشروا و لا تنفروا) و يقول -صلى الله عليه و سلم-):إنما بعثتم ميسرين و لم تبعثوا معسرين) (بعثت بالحنفية السمحة) (إن الدين يسر و لن يشاد الدين أحد إلا غلبه)
و عن الأزرق بن قيس قال: كنا على شاطئ نهر بالأهواز قد نضب عنه الماء، فجاء أبو برزة الأسلمي على فرس، فصلى و خلى فرسه، فانطلقت الفرس، فخلى صلاته، و تبعها حتى أدركها، فأخذها ثم جاء فقضى صلاته، و فينا رجل له رأي، فأقبل يقول: انظروا إلى هذا الشيخ، ترك صلاته من أجل فرس، فأقبل فقال: ما عنفني أحد منذ فارقت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و قال: إن منزلي متراخ، فلو صليت و تركته، لم آت أهلي إلى الليل، و ذكر أنه قد صحب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فرأى من تيسيره.
-
تعب الأرواح مغاير تماما لتعب الأبدان، فتعب الأبدان لا علاج له إلا بالراحة و الحمية المناسبة، أما تعب الأرواح فغالبا إما يكون تعب البداية، أو تعب الأداء.
فتعب البداية يجعل المرء مسوفا لا يجرؤ على اقتحام مشروعه المنوط به، إما بسبب طبيعة العمل المملة، أو بسبب صعوبته، فيميل إلى التهرب منه. و كلما طالت مدة التأجيل تزايد شعور المرء بتعب الضغط النفسي و الشعور بالتقصير .. و لهذا النوع من التعب، علاج جلي واضح، يتمحور في أحد حلّين:
إمّا أن تبدأ من الأسهل فالأصعب، و تلك طريقة أغلب الناس الذين يبحثون عما يريحهم. و قد لا تكون تلك طريقة ناجحة، حيث يبقى التعب كما هو مصدر إزعاج في مكانه و يضغط على الأعصاب.
و إمّا أن تبدأ بالأصعب، فتفكّ مشكلته. و هذا ما يوصي به رئيس تحرير دائرة المعارف البريطانية (مورتيمر آدلر)، من خلال تجربته الشخصية، فيقول: "عندما أشعر بأنني أتأبّى القيام فوراً بعمل معين، و أحاول أن أتنصل منه، فأدسه تحت كومة من الملفات الأخرى التي يتعين عليّ أداؤها، فسرعان ما أبادر إلى إخلاء مكتبي من كل الملفات، ما عدا ملف هذه المهمة بالذات، و أتصدى لإنجازها قبل سواها على الإطلاق".

أما تعب الأداء فهو أمر تتطلب معالجته مزيداً من الصعوبة بحيث أن المرء في هذه الحال لا يتقاعس عن الشروع في العمل، و إنما يبدو قاصراً عن إنجاز المهمة التي يقوم بها لأسباب لا يمكنه التغلب عليها مهما بذل من الجهد، فينتابه الإحباط و ربما الفشل، و تتراكم صدماته عليه و يتفاقم لديه من جراء ذلك عبء الشعور بالإجهاد العقلي.
و تعب الأداء يحتاج لمزيد من الحنكة في التعامل معه مثل تقسيم المهمة الصعبة إلى مجموعة مهمات أصغر يسهل التعامل معها في ترتيب مرحلي مناسب، أو الاستعانة بذوي الخبرات السابقة، أو مجاراة زملاء العمل و رفقاء الدرب من ذوي الكفاءات لتحفيز الهمة على تجاوز الصعوبة، أو تلمح النجاح و استشعار لذة الفوز مما يجعل النفس تستعذب المشاق و تعتصم بالصبر حتى تمرر الأزمة بسلام، كما ينبغي عند استحكام الشعور بالفشل أن نأخذ هدنة قصيرة نتيح فيها للعقل الباطن ترتيب أفكاره و نمكن النفسية من تهيئة جديدة لبداية أكثر حماسا، و لا ننسى سؤال الله التوفيق، فما خاب من لجأ إليه و اعتصم بجنابه سبحانه و تعالى.

http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=207622

قراءة 2011 مرات آخر تعديل على الجمعة, 25 كانون1/ديسمبر 2015 06:32

أضف تعليق


كود امني
تحديث