قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 21 كانون2/يناير 2016 06:56

كن للرقيب من المخلصين

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الله تعالى هو الرقيب على كل العبيد، و الرقيب في اللغة من صيغ المبالغة، و هو الموصوف بالمراقبة، و الرقابة تأتي بمعنى الحفظ و الحراسة، و الانتظار مع الحذر و الترقب، هو الحارس الحافظ، الموكل بحفظ الشيء، المترصد له، المتحرز عن الغفلة فيه، لا يغيب عنه شيء.

الله عزّ و جل المطلع على ما في القلوب، و ما حوته العوالم من الأسرار و الغيوب، فهو الرقيب على ما دار في الخواطر، و على ما في الضمائر، الشاهد على أكنة السرائر، و لحظة العيون، و ما اختفى في خبايا الصدور. فهو تعالى يعلم و يرى ما دق و ما بدى، و لا يخفى عليه السر و النجوى ما في الأرض و السموات العلا.

فهو تعالى رقيب راصد لأعمال العباد، و كسبهم، يرى كل حركة و سكنة في أبدانهم، عليم بالخواطر التي تدب في  قلوبهم من النيات الطيبة و الإرادات الفاسدة.

فهو سبحانه المراعي أحوال المرقوب، الحافظ له جملة و تفصيلا، المحصي لجميع أحواله، و عدّما يدّق من أقواله و أفعاله و سائر أحواله، الذي حفظ المخلوقات و أجراها على أحسن نظام، و أكمل تدبير، و هو لا يغفل عما خلقه، فلا يلحقه نقص أو يدخل عليه خلل من قبل غفلته  عنه.

فمراقبته على استعلاء و فوقية، و قدرة، و صمدية، و هو مستو على عرشه، بائن على كل الخليقة.

من جلال الرقيب أنه رقيب على الأشياء بعلمه المقدّس عن النسيان، و رقيب للمبصرات ببصره لا تأخذه سنة و لا نوم، و رقيب للمسموعات بسمعه المدرك لكل حركة و كلام، تحت رقباته الكليات و الجزئيات، و جميع الخفيات في الأراضين و السموات.

إن من صح علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه لم يفن عمره في البطالة، و لم ينفق في الغفلات أوقاته،  بل يصل في طاعة ربه ليله و نهاره، فصاحب المراقبة يدع المخالفات استحياء منه و هيبة له( ألم يعلم بأن الله يرى) العلق.

المخلص يعمل العمل لا يريد به إلا وجه الله عزّ و جل، و يتأمل ماهي عاقبةمن عمل للمخلوقين، العمل للمخلوق ضائع هدر، جهد وتعب في الدنيا، و عقوبة في الآخرة، و العمل لله عزّ و جل راحة في الدنيا للنفس لأن المخلص لا يجد أثر التعب، يجد المسلم راحته في عبادته لله عزّ و جل، المخلص مأجور على كل حال إذا اجتهد في تحقيق السنة، حتى و لو قصّر في شيء، فلربما بلغ بنيتهما لم يبلغ بعمله إذا جاهد نفسه على الإخلاص، و من فقد الإخلاص فهو مذموم على كل حال، و لو أصاب، هذا مما يحفز الهمم على الإخلاص لله عز وجل.

لو قيل للرجل اشرب الخمر أو ازني أو كل الربا، فهل يقدم المسلم على هذا؟كثير من المسلمين لاي قدمون على هذا، لكن قد يلبس عليهم الشيطان في الشرك الأصغر، في الرياء و السمعة، و هذه أشد من الزنا و شرب الخمر، و من أكل الميتة لأنها من جنس الشرك، و لهذا قال بعض أهل العلم أن الشرك الأصغر يدخل في قوله تعالى:(إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فهذا مما يدل على أن الشرك الاصغر أكبر من الكبائر، لهذا يراقب المؤمن الله في أعماله، و يجتهد في سؤال الله عز و جل أن يرزقه الإخلاص، كان دعاء عمر رضي الله عنه :" اللهم اجعل عملي كله صالحا و اجعله لوجهك خالصا".

 على المسلم أن يعتني بهذا الأصل، و الإخلاص يتفاوت، و ليس على درجة واحدة لذا قال الله عز و جل (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) سورة الملك، قال الفضيل بن عياض:" أخلصه و أصوبه".

الإخلاص هو تصفية العمل من الشرك صغيره و كبيره هذا هو حقيقة الإخلاص، و تحقيق المقصد الشرعي الذي أراده الله تعالى منه، الإخلاص في الجهاد هو أن تكون النية لله و أن يدحر العدو ، و أن تعلوا كلمة الله في الأرض، الإخلاص في الصلاة أن تكون لله و أن يأتي بها المصلي على وجهها الشرعي الذي جاء به النبي صلى الله عليه و سلم، و كذلك في كل عمل من الأعمال التي يحتاج إليه المسلم، و تحتاج إليه جماعة المسلمين، فالإخلاص  فيها  بتحقيق المقصد الشرعي منها، فالطبيب إخلاصه في عمله بأداء المهمة العظيمة التي أنيطت به من معالجة المرضى ابتغاء الأجر و الثواب من الله عز و جل و اجتهاده في عمله وفق الضابط الشرعي الذي بينه النبي صلى الله عليه و سلم أن يحب المسلم لأخيه ما يحبه لنفسه، هذا ضابط يضبط الأمور، فلو أن كل عامل عامل المسلمين بما يحب أن يعاملوه به لتحقق بذلك الإخلاص في العمل، لأن معلوم أن الإنسان قد جبل على حب الخير لنفسه و أهله، و كذلك ما قيل في الطبيب يقال في المهندس و يقال في المدرس، في شرطي المرور، يقال في حق الطالب، أن يؤدي هؤلاء العمل المناط بهم على وفق ما شرع الله عز و جل و ما حدّده ولي الأمر من ضوابط العمل.

نصر الدين لا عذر لأحد للقعود عنه، ثمة طاقات مبدّدة مبعثرة و الأمة أحوج ما تكون إليها.

المسلمون كم مضى عليهم بعد أن خرج الاستعمار من ديارهم ؟ ماذا أحرزوا من التقدم؟ و ما مدا سرعتهم في هذا التقدم؟ و ما هي الإنجازات التي حققوها على مستوى الأمة؟ القلّة القليلة التي تعمل بإخلاص في تكثير المعروف و تقليل المنكر في سبيل تحقيق مهمة الرسل عليهم الصلاة و السلام و إعزاز المسلمين، القلّة القليلة الذين يبذلون، و الكثيرين يتفرجون، و هذا الأمر أدّى إلى مفاسد لا تخفى، إذ كثرت البطالة و الكسل و القعود عن طاعة الله عزّ و جل، و أرهق آخرون فشغلوا شغلا كثيرا، مما أدّى إلى تأثير ذلك على إنتاجهم، و جودة هذا الإنتاج، في قوة التربية و البرامج التي تقدم للناس، فصار الإنتاج فيه ضعف، و يؤثر في إتقانه، و الله يحب إتقان العمل، و من ثمّ تخرّج نوعيات يظهر عليها الضعف فيؤثر ذلك في مدى الأجيال بالنظر البعيد.

الألمان بعد الحرب العالمية لم يبق لهم إلا التراب، حيث خرّبت ديارهم، و هدّمت على رؤوسهم، و دمرّت البنية التحتية، و قد اعترف زعمائهم أنه لم يبق لهم رصيد سوى الإنسان، فاتفقوا على أن يتبرع كل إنسان بساعتين في اليوم الواحد، فما مضى على ذلك إلا عشر سنوات حتى صاروا يزاحمون الأمم المتقدمة في الصناعة.

 لو أخذنا مثلا مليونا من الناس من الرجال و النساء، و قلنا ليتبرع كل واحد بساعة في اليوم لهذه الأعمال الطيّبة الخيّرة، و لنهضة هذه الأمّة، فكم ساعة ستكون عندنا في اليوم الواحد ؟سيكون عندنا بكل بساطة مليون ساعة، و سيكون عندنا في السنة ثلاثمائة و ستون مليون ساعة و هي تساوي خمسة عشر مليونا من الأيام، و هي تساوي في السنوات قرابة واحد و أربعين ألفا و ستمائة و ستة و ستين سنة (41666)، فنلاحظ كم هناك من الطاقات و الأوقات المهدرة التي يمكن من خلالها أن نبني أمة.

ليست المسؤولية ملقاة على عاتق نفر يعملون و يسهرون من أجل مصلحة الآخرين، إنما هذه المسؤولية يجب أن نشترك فيها جميعا، فهي لا تختص بأحد دون أحد، لأن الجميع ينتسب لهذا الدين  و تعنيه مصلحته، فيجب أن نقوم لله قومة صادقة في العمل بمرضاته، و فيما ينفع به إخوانه، و يتحقق به إعزاز هذا الدين و إنهاض للأمة مما هي فيه من حرج و كبوة، حيث وصلت إلى حال لربما أشفق عليها العدو قبل الصديق.

فالإنسانيملك قدرات هائلة قد تظهر له في حال المصائب ولكنه في حال العافية قد لا يكتشف هذه الطاقات و الإمكانات؛ و المشكلة أن هذه الطاقات إن لم تفرّغ فيما ينفع الإنسان فإنها تتحول إلى ما يضره، و في أقل الأحوال تتحول إلى أمور لا طائل تحتها من الاشتغال بأنواع الفضول، من فضول الكلام، و فضول النظر، و فضول الأكل، و فضول الشرب، و فضول النوم، و فضول المخالطة، فيُضيع أوقاته بما لا يعود عليه بنفع بل قد يضره، فيجلس المجالس الطويلة من غير حاجة من أناس لا ينتفع بمجالستهم، فهو يضيع الأيام و الليالي في أمور من الفضول تعود عليه بضرر محقق في دينه و دنياه، و قد يفرغ هذه الشحنة من الطاقة الهائلة في أمور تعود عليه بالوبال في دنياه و في أخراه، في  إشتغاله بما يضره، و يكون سعيه وتحصيله و كده و جده و اجتهاده، وتفكيره وسهره، و قيامه و قعوده في أمور فيها ضرر محقق.

قراءة 1455 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 08:12

أضف تعليق


كود امني
تحديث