قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 06 نيسان/أبريل 2024 09:36

هوس الشهرة في عصر التواصل الاجتماعي

كتبه  الأستاذ خالد صلاح حنفي محمود
قيم الموضوع
(0 أصوات)

رائعة هي الشهرة المتزنة التي تكسب الفرد المزيد من الثقة و التقدير، و تجعله يمضي لتحقيق المزيد من التطلعات، و لكن الأضواء بحد ذاتها سلاح ذو حدين، فقد تُعزز الجانب الإيجابي في حياة الأفراد المؤثرين بنجاح، و قد تعمل في اتجاه معاكس، خصوصًا عندما تتجرد من مهمتها الحقيقية و تتحول إلى داء يجعل الأفراد أسرى للشهرة الفارغة، فتتحول الأهداف إلى ممارسة هوسية تتجرد من المضمون إلى أن يتلاشى الهدف السامي المنشود في المحتويات، لنستشعر موضوع الهوس بوضوح في سلوكيات الأفراد المؤثرين، الذين يسعون وراء لذة الشهرة و الانغماس في الهوس، مما يفرض عليهم بعض الممارسات غير السوية التي يدركها المتابع العادي. إذن، ما هو الهوس و ما أشكاله؟ و ما أسبابه و كيفية علاجه؟

طبيعة الهوس

الهوس، هي حالة من الانفعال أو ارتفاع المزاج بشكل غير طبيعي، و الإثارة أو مستويات الطاقة. و عامةً فإن الشخص “المهووس” أحادي التفكير و دجماتي متمركز حول ذاته، فهو يرفض كل شيء يتعارض مع معتقده، سواء أكان علميًّا أم ثقافيًّا، حتى إنه يسخر من الرأي الآخر لأنه يطبق قاعدة “لا أُريكم إلا ما أرى”.

و مع الثورة الحادثة اليوم في شبكة الإنترنت، و استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، و ما تفرضه الساحة الإعلامية و الاجتماعية من أطروحات و محتويات متنوعة، و التي باتت تغزو مشاهدتنا اليومية؛ أصبح لا يمكن تغافل الأفراد أو الجماعات التي تعاني من هوس الشهرة.. فلم يعد الموضوع مقتصرًا على أفراد في مرحلة عمرية، أو من مجتمع معين، أو من ثقافة محددة، و ذلك لأن الفضاء الإعلامي رحب و واسع و يتسع للجميع، و يفتح أبوابه لكل فئات المجتمع، و يهيئ لهم الفرصة للدخول في عالم الشهرة و مجاراة ما يحدث بلا قيود. و ما أسهل أن تفتح حسابًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي و تصنع محتوى و تجمع أفرادًا، و قد يكونون وهميين يتم شراؤهم، و تعيش دور المشهور و المهم الذي أصبح لا يتنفس إلا تحت الأضواء. و من هنا ظهرت أنواع مستحدثة من الهوس، كهوس الشهرة، و هوس الصور الذاتية (السيلفي)، و هوس التجميل، و هوس النحافة، و الهوس بالمظاهر، و الهوس بمتابعة و تصدر مواقع التواصل الاجتماعي الذي يطلق عليه “الهوس الإليكتروني”.

و يرى بعض الخبراء انتشار مواقع التواصل و استخدام خواص تصفية الصور (الفلاتر) و صور “السيلفي” قد خلقا هوسًا في المجتمع و خاصة لدى فئة المراهقين و الشباب، قد يؤدي بهم إلى الإصابة باضطراب “ديسمورفوبيا” (Dysmorphobia) و هو عدم رضا الشخص عن نفسه و مظهره. و أظهر استطلاع للأكاديمية الأميركية لجراحي تجميل و ترميم الوجه، أن 42% من الجراحين استقبلوا مرضى يريدون الخضوع لعمليات تحسين صورهم السيلفي و صورهم على وسائل التواصل.

إن تفشي ظاهرة هوس الشهرة لدى الأفراد، شأنه أن يؤجج من ظهور الاضطرابات النفسية لدى هذه الفئة، حيث يرى علم النفس بأن الهوس بصورته العلمية، “شكل من أشكال الأمراض العقلية الرئيسة، و يختلف من مريض إلى آخر في الشدة و الدرجة و الأعراض التي تتضارب في وتيرتها ما بين النشاط الزائد و المرح و عدم التركيز على عمل ما، و التركيز المبالغ فيه، و المطالبة بفعل أشياء مبالغ فيها”. كما أن وقوع الفرد تحت طائلة اضطراب الهوس، شأنه أن يجره إلى الإصابة باضطرابات نفسية أخرى، كاضطراب ثنائي القطب الذي كان يعرف تحت مسمى “الاكتئاب الهوسي أو الهوس الاكتئابي”؛ و هو مرض نفسي يتميز بعدم اتزان المزاج، و قد يكون المرض خطيرًا و يشكل عائقًا جديًّا في الحياة اليومية عندما يشكل التصرف الجنوني المتطرف الهَوَس أحد طرفيّ الاضطراب، بينما يشكل الاكتئاب الشديد طرفه الآخر. و قد تستمر التغيرات المزاجية المتطرفة في مرض الهوس الاكتئابي طيلة أسابيع بل حتى بضعة أشهر كاملة، بحيث تسبب خللاً في التحكم بالأمور الحياتية الطبيعية لدى مَن يعانون منها، و قد يؤثر أيضًا على العائلة و دائرة الأصدقاء القريبين.

أسباب و أعراض الهوس

يمثل الهوس اضطرابًا نفسيًّا غير معروف الأسباب، و لكنه يعود إلى مجموعة من العوامل العضوية و النفسية و الاقتصادية و البيئية و الاجتماعية، كالجانب الوراثي و مدى استعداد الشخص للإصابة بهذا الاضطراب، و كذلك التعرض للإحباط المتكرر كالفشل في تحقيق هدفٍ و من ثم الدخول في صراعات نفسية داخلية، بالإضافة إلى الآثار الجانبية للأدوية النفسية أو الاعتمادية النفسية و الجسمية على المخدرات. و غالبًا ما يعقب حالة الهوس حالة اكتئاب، و هو ما يسمى بـ”الاضطراب الوجداني ثنائي القطب”، و هو عبارة عن حالة نفسية يعاني فيها المصاب من تغيرات و تقلبات مزاجية شديدة و مختلفة سواء أكانت نوبات مزاجية غير طبيعية مرتفعة، أم نوبات مزاجية غير طبيعية منخفضة. و أحيانًا يوجد خليط من أعراض الهوس و الاكتئاب في نفس الوقت، و لذلك يسمى بـ”اضطراب الهوس الاكتئابي”. و هذا النوع من الاضطراب يؤثر على أقل من 1% من أفراد المجتمع، كما أنه نادر الحدوث قبل سن النضج، و يصبح أكثر شيوعًا خلال مراحل الحياة الاجتماعية المختلفة. و بطبيعة الحال، فإن المصاب بالهوس ذو نشاط مرتفع، و حديثه سريع و متواصل بلا توقف، و صوته مرتفع أي إنه ثرثار، و هذا ما يسمى بـ”ضغط الكلام”. كما أنه ينتقل من موضوع إلى آخر بشكل غير مترابط، و هذا ما يسمى بـ”تطاير الأفكار”، و هو بذلك عكس المصاب بالاكتئاب تمامًا، إذ يكون حديثه بطيئًا و بصوت منخفض مع ضعف النشاط.

و قد حدد المختصون في المجال العلمي و البحثي عدة أوصاف لما يسمى بـ”الهوس و المهووسين”، و هي درجات متقدمة للانشغال بشيء ما يقترب من الجنون؛ فمن نشوة الشغف و الجنون إلى الاكتئاب الشديد، و من التهوّر و الاندفاعية إلى اللامبالاة. كما أن المهووس غالبًا ما يكون ذا نقاش بيزنطي و عقيم، أي حوارات غير عقلانية؛ لأنه يخضعها لنرجسيته أولاً و أخيرًا. و قد يكون الشخص مهووسًا بشكل عام في كل اتجاهاته الاجتماعية، و قد يكون مهووسًا في اتجاهات معينة كالمهووس بالسيطرة، أو بالحب، أو بشخص ما، أو بالحيوانات، أو مهووس بالألعاب أو غيرها.

و يقوم عديد من المهووسين بممارسات غريبة أو صعبة و مدهشة قد تصل إلى الوصف بالجنون، نظرًا لتعلق أصحابها بها يعيشون لأجلها، و يمضون الأوقات في ممارستها و الاهتمام بها، و ينفقون الأموال الطائلة عليها.. و تتجاوز درجات العشق و الحب و الهيام منها، الهوس بجمع الأشياء الغريبة و البحث عنها في كل مكان و في أي زمان؛ إذ توجد فئة من الأشخاص يهتمون بجمع الأثاث القديم و المخطوطات و أدوات الزينة القديمة و كل ما له من عبق تاريخي قديم و تراثي، و يستجمعون هذه الأشياء دون كلل أو ملل، و يشترون منها كل ما يجدون أمامهم، كجمع أنواع قديمة بأشكال مختلفة و أنواع عديدة من آلات التصوير و التقاط الصور، مع أعداد أنواع الهواتف القديمة، بالإضافة إلى أدوات مختلفة من الأواني للبيت القديم، و الصور و غيرها.. أما تبرير و تفسير أصحاب هذه الأدوات و الأجهزة و غيرها، فهم يرونها تشكل جزءًا من الماضي الذي تفوح منه رائحة الأجيال القديمة، و عبق التاريخ الممزوج بصفحات من التراث، أو هو فن من الفنون الراقية.. فهم يسخِّرون كل أوقاتهم لجلب أكبر عدد ممكن من هذه الأدوات و الأجهزة و الآلات.

و هناك فئة أخرى مهووسة بالعيش في الصحاري و البراري، فهم يتحيَّنون الفرصة للخروج إلى الصحراء و العيش في الطبيعة، ليس هروبًا من المدينة أو طرق العيش الحضارية، و إنما عشق الصحراء و حب التأمل. و لهذه الفئة نظامها الخاص و أسلوبها المميز بعدد من الطقوس و التقاليد الرسمية؛ من إقامة جلسات طبخ و شواء و صيد و سهر و سمر إلى أوقات متأخرة من الليل، و هو ما يعرف بـ”التخييم”، و لكن ليس هناك وقت محدد لمثل هذه الطقوس، و إنما بشكل مستمر يتجاوز الأمر العادي و الطبيعي، لدرجة أن تصرفاتهم و طبيعتهم تتغير بسبب السعادة التي يصلون إليها أثناء التحضير للخروج إلى الصحراء أو البراري.

علاج الهوس

للهوس عدة أساليب للعلاج و المواجهة، التي تشمل مقاومة الشخص للانجراف وراء اللذة التي يشعر بها من وراء ممارسة سلوك معين كالهوس الإليكتروني، و محاولته تقليل المدد الزمنية التي يجلسها أمام شبكة الإنترنت، و تنظيم وقته، و استخدامه للإنترنت ككل.. و إذا كان المصاب يعاني من الهوس الخفيف أو الحاد و المزمن، فلا بد من العلاج الدوائي لتثبيت الحالة المزاجية حتى لا تتفاقم المشكلة لدى المصاب، على أن يكون العلاج الدوائي متزامنًا مع العلاج النفسي المعرفي السلوكي، لأن العلاج النفسي هو الجزء الأهم في مراحل علاج هذا المرض، حيث يتم فيه تأهيل المريض و علاجه نفسيًا حتى يستطيع التخلص من مرضه. كما قد يحتاج الأمر إلى علاج اجتماعي لتوجيه المريض إلى عمل أشياء مُعينة في حياته و تعديلها حتى يشعر بالراحة و يحد من مرضه. و هو مهم جدًّا لأنه يساعد المصابَ على فهم حالته و التعايش معها، و بخاصة أن بعض الحالات لا يحتاج المصاب فيها للعلاج الدوائي كالهوس الخفيف.

(*) كلية التربية، جامعة الإسكندرية / مصر.

المراجع

(1) الفرق بين الهوس والمهووس، عبد الله بن أحمد الوايلي (2023)، المجلة العربية، العدد: 559.

(2) الهوس بين عبق التاريخ والعيش في البراري، صادق سالم (2023)، المجلة العربية، 559.

(3) هوس السيلفي: ما آثاره النفسية؟ https://1-a1072.azureedge.net/

الرابط : https://hiragate.com/29088/

 
قراءة 130 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 10 نيسان/أبريل 2024 08:40

أضف تعليق


كود امني
تحديث