قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 23 أيلول/سبتمبر 2015 08:01

لستِ سلعة.. وليست الحياة سوق نخاسة

كتبه  الأستاذة مي عباس
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هل تصدقين أن هذه الفتاة اللطيفة التي حباها الله بالذكاء و الحُسن تغلق باب حجرتها بالساعات و لم تعد تقوى حتى على التعامل مع أفراد أسرتها طويلا ؟.. لا لم يكن السبب مشاحنات بينها و بينهم، و لا خلافات جوهرية.. و لم تكن بينها و بين العالم خصومة حتى تعادي نور الشمس، و تصر على أن تدرس في البيت فلا تقابل الصديقات و لا المعلمات و تعلن وفاة حياتها الاجتماعية.

و لكن السبب لم يكن سوى بضع بقع بيضاء صغيرة انتشرت في جسدها الغض، و لم يسلم منها وجهها الجميل.. ارتاعت عندما رأتها و تحطمت مع أسئلة زميلاتها و تعليقات بعض التافهين.. سعت للعلاج و وقفت محبطة أمام الكريمات و الحبوب التي لم تفعل شيئا.. فكان حكمها القاسي على نفسها بأنها لا تستحق الحياة، أو بالأحرى لا تقوى على مواجهتها.

هل تصدقين أن فتاة رائعة يمكن أن تتلخص في مشكلة جلدية؟!..

كم من فتاة انطوت و تقلصت أحلامها بسبب البدانة رغم ما تملكه من مواهب عديدة و رغم أنها قد لا تكون بدينة أصلا إلا بمنظور عالم تحكمت فيه صناعة التنحيف التي تدهس الإناث حول العالم و لكنها تقيم عروش أباطرة الموضة و جراحي التجميل.

كم من فتاة صادرت على فرصها بسبب إعاقة جسدية، رغم أنها تخطت هذه الإعاقة بالفعل علما و معرفة و عملا.. لكنها مازالت تحبس نفسها في سجن تقييمات الناس.

و كم من أنثى صغيرة و كبيرة أصبحت لا تقوى على الظهور أمام أحد بدون مساحيق الزينة، حتى لا تصدمهم و لا تخسر إعجابهم.

كم من امرأة تجاوزت منذ سنوات ضغوط المراهقة لكنها مازالت أسيرة في سوق النخاسة المنعقد في رأسها.. حيث يقف الدلال ليقيم هذه و يصف تلك، و يُسعر جمهور المشترين أثمانهن.

أسواق النخاسة اليوم تتخذ أشكالا أكثر قهرا.. فمسابقات ملكات الجمال ما هي إلا أسواق نخاسة بشعة تُعرض فيها النساء ليأخذن درجات على أجسامهن و وجوههن و جاذبيتهن!

و هذه البرامج و الفضائيات التي تُمطر نساء متبذلات بلاستيكيات أيضا أسواق نخاسة، تدخل إلى بيوتنا و عقولنا لتجعل من النساء "سلعا" للمتعة الفاسدة.. على حساب أرواحهن و حياتهن، بل على حساب نعمة جمالهن الرباني فلم يعد غريبا أن نجد فتاة عشرينية تلجأ سنويا إلى طبيب التجميل ليحقن وجنتيها و شفتيها و أماكن التجاعيد المحتملة! فقط لتضمن أن تجد مكانا لائقا في سوق النخاسة الكبير.

المواقع الإباحية التي تتعامل مع النساء كسلع.. أحقر من الرقيق، ترزح فيها النساء تحت وطأة الجراحات المتتابعة على أجسامهن، و التعديلات الخطرة و اللامحدودة سواء بالمواد الكيميائية التي تسري في دمائهن أو أجهزة التسمير الخطرة على الجلد و المسببة للسرطان.. أليست صورة شوهاء من أسواق النخاسة، حتى إن بعض النساء اللاتي عملن فيها لسنوات و تعرضن للإذلال و الإدمان جراء المخدرات التي تناولنها لتحمل عذاب هذا العمل الحقير أسسن منظمات تشرح للعالم كيف تحول هذه الصناعة الشيطانية النساء لمجرد سلع ممتهنة و أدوات جنسية.

لكنك يا صديقتي لست سلعة.. و الحياة ليست سوق نخاسة، أنتِ حرّة، أنت إنسانة مكرمة.. و حياتك أكبر بكثير من نظرات الناس، من تقييمات من ينصبون أنفسهم حكاما لعقد نقص تخصهم و لا تعنيك في شيء.

آن الأوان أن تفكي قيد نظراتهم و أحكامهم، و أن تكسبي نفسك.. أن تبدأي في التفكير: ماذا يُسعدك لا ما يُسعدهم.. ماذا تريدين لا ما يريدونك أن تكوني.

آن الأوان أن ترحمي نفسك من تدقيق عينيك، و أحكام عقلك.. أن تضخمي مزاياكِ و تسلطي الضوء دوما على نعم الله عليك و التي لا تعد و لا تُحصى و لكنها مع الأسف تتوه وسط جبال السخط على مشكلة أو مشكلتين.

لا تصدقي..

لا تصدقي أكاذيب شائعة جدا و خاطئة جدا.. أن الحب جسد.. أن الزواج معادلة حسابية و تقييمات مادية.. أن السعادة في إعجاب رجل بك.. لأنها أكاذيب.

هل تصدقين أن ثمة جمال مكتمل في الدنيا.. فضلا عن أن يكون دائما؟.. لا تصدقي.

هل تصدقين أن الحاصلات على تقييمات مرتفعة في سوق النخاسة يعشن حياة أفضل.. يسعدن في زواجهن و يرزقن بأزواج كرام محبين.. بينما الحاصلات على تقييمات أقل لا يذقن طعم الحب و السعادة.. حسنا الحياة من حولنا تكذب ذلك بكل قوة، فكم من امرأة عاشت أغلب حياتها توصف بالجميلة الفاتنة و لكنها مدمرة في حياتها العاطفية، تتعرض للمهانة و الخيانة و الشك في نفسها تحت رجل يستغلها و يحتقرها.

و كم من فتاة لم تنسحق أمام تقييمات الآخرين و عاشت حرة معتزة بنفسها و نعم ربها، عودت نفسها النظر إلى الحلو و الحلو فقط.. فنعمت بالحب و السكن و المودة و الرحمة.

الحياة تحت رحمة الدلّال

إذا لم تكرمي نفسك، و تختاري أن تخرجي حرة آمنة من سوق النخاسة، فلا تكوني تحت رحمة الدلّال لأنك ببساطة إنسانة و لست سلعة.. إذا لم تفعلي فلن تذوقي طعم الراحة مهما ارتفعت التقييمات و اشتدت المزايدات عليك.. لأن الله كتب على بني آدم الصحة و المرض، الشباب و الهرم.. ستعيشين مرتجفة أمام بثرة تظهر في وجهك، أو تهدلات تتبع حملك.. تلك المرآة التي من المفترض أن تكون صديقة خفيفة تبتسمين فيها مرددة الذكر النبوي: اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي.. ستصبح وحشا يطاردك أينما ذهبت، و سجانا يحبس بهجتك و ثقتك.

لا يحتاج الأمر إلا إلى قرار.. مصالحة مع النفس، شكر لنعم الرب.. و تهكم على أسواق النخاسة و المروجين لها و مرتاديها، و إقبال على دينك الذي أكرمك بالحجاب لأنك لست سلعة في أعين المارة، بل فتاة كريمة لها عقل و قلب جديران بالاحترام.

 http://woman.islammessage.com/article.aspx?id=10651

قراءة 1497 مرات آخر تعديل على الجمعة, 25 أيلول/سبتمبر 2015 06:18

أضف تعليق


كود امني
تحديث