قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 11 آب/أغسطس 2014 08:15

عزل مرسي...أو حصاد الغرور!

كتبه  الأستاذ عماد سعد
قيم الموضوع
(1 تصويت)

حتى تؤدي هذه السطور الغرض المؤمّل منها يحسُن أن أصوغها في فِقَر متدرّجة فأقول :

لقد أخطأ مرسي و معه الأخوان بعد الثورة مرتين : مرة لأنهم قبلوا أن يتصدوا لقيادة مصر في مرحلة انتقالية حرجة، و مرة لأنهم لم يشركوا غيرهم في قيادتها، و لقد برهنت الفترة القصيرة لحكمهم أن مرسي أصغر من أن يقود مصر الكبيرة، وأنها أكبر من أن يقودها أو يستحوذ عليها حزب لوحده، وأريد بمرسي الرئيس لا مرسي " الرجل المتجرد العفيف البطل ".

إن ما حصل في مصر تأكيد لقاعدة " أن الديمقراطية جيدة ما لم توصل الإسلاميين إلى السلطة " فقد طبقت في الجزائر و تكررت في فلسطين و هاهي ذي في أرض الكنانة....

ولئن قصّر الرئيس مرسي فإن المجلس العسكري بفعلته قد أجرم جريمة بكل المقاييس القانونية و الأخلاقية و الشرعية إلا في العرف العربي الذي تعودها، لذلك لم يرحب بقرار العزل إلا عرب "الثلث الخالي"؛ حتى خصوم مصر كانت ردود فعلهم غامضة لكنهم لم يفرحوا ! و لأمر ما أقرضت الإمارات والسعودية مصر 5 مليارات بعد إعلان العزل! فيما ارتفعت أسهم البورصة دقائق فقط بعده ! و لا تظنوا أن للأمر علاقة يا مسلمين !

لقد كان " من المتوقع و الطبيعي" عزله و قد بُيت ذلك منذ استلامه السلطة ؛ لكن لأن القوم من الدهاء ([1] ) بمكان فقد هيئوا الظروف لذلك و كسبوا الفئة المحايدة، و بقي اختيار الوقت فقط ؟ فراحوا يدفعون الأمور إلى التأزم و يتصيدوا الأخطاء أو يفتعلوها أو يلبسوا بها، و أعانهم الرئيس -بسلامته- بقراراته المتسرعة و خرجاته الارتجالية، فيما الأزمات تتوالي و تشتد وطأتها على الشعب؛ الذي صار يترحم على أيام الاستقرار زمن النظام البائد ويردد قول القائل :

رُبّ يوم بكيت فيه فلما      صرت في غيره بكيت عليه.

ما جعل أمر عزله مسألة وقت لا غير، و لم يكن عزله لأنه " الرئيس الوحيد الذي اختاره شعبه، و لا لأنه عفا عن خصومه و لا لأنه قدم و شاور العلماء و لا ...." لقد عزلوه لأنه "قام بتصرفات تنمّ عن تذبذب و ارتباك و عدم رزانة و رويّة " بالمصري الفصيح " لأنه عبيط "! و كان الظن بأن الإخوان بما لهم من سابق نضال و خصومة مع النظام قد أخذوا للأمر عدته و هم يتصدون لقيادة دولة بحجم مصر، لكن خاب الظن و رأينا من الجهل بالسياسة و أساليب الرأي الأشكال و الألوان !

ففي الخمسة أشهر الأولى قام بأخطاء متوالية بدءا بإقالة النائب العام ثم تراجعه عنه، ثم إعلانه  الدستوري المثير للجدل ثم إلغائه، ثم قرار التوجه إلى انتخابات تشريعية دون المعارضة ثم رجوعه، و لم يكتف بذلك بل أعلن الثورة على المؤسسة الحاكمة بتغيير رؤوسها، كما فتح جبهة أخرى مع القضاة...

ما جعل المحكمة الدستورية كالممحاة خلف قراراته بالبطلان و لم يفهم، و لا ندري كيف لرئيس يتمتع بالشرعية أن يصدر قرارات غير دستورية و غير قانونية ليقوم القضاء بتصحيحها! لينتهي كل ذلك بأن قامت المؤسسة العسكرية - وعلى رأسها من عينه مرسي بنفسه قبل أشهر- بالإطاحة به والمجيء برئيس مؤقت من بين القضاة ؟؟ و هو يعلم أنه يقود في مرحلة حرجة لا تقبل الخطأ الواحد، فكيف و في كل خطوة أخطاء ؟ حتى وصل به الأمر أنه إذا تكلم أخطأ منطقه وإذا سكت أخطأ سكوته، و من يقوم بأخطاء كهذه و في فترة كتلك لا يمكن أن يحمل مشروعا حضاريا ...و"من قتل الناقة فلينتظر الدمدمة !."

ألم يفطن إلى أنها حرب بين حق و باطل، فهل رأيتم رجلا يتوجه إلى عدوه متوعدا إياه بأشد العقاب و أليم العذاب ثم يكشف له أسلحته و نقاط ضعفه، غافلا أو ناسيا أو متناسيا أن الأمر جدّ كله، و أنها حرب ضروس تختلف ميادينها و شخوصها و تتفق غايتها كما قال تعالى:[ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ]، و ليست صراعا في حلبة رياضية تضبطه القواعد و القوانين و ينتهي بتصافح الخصمين! فلئن كان التدافع  من سنن الله التي لا تحابي فإن المداراة من قواعـد التعايش مع الخصوم، فإذا كان قد نوى أو حتى شن حربا على الفساد و المفسدين, وصار تهديدا لإسرائيل وعملائها، فقد كشف أوراقه لخصومه و لمّا يبدأ بعد.

لم يكن مبارك المخلوع إلا واجهة للحكم، بينما الحاكم على الحقيقة هو المجلس العسكري سليل الضباط الأحرار، لذلك لما خلع مبارك وجد الشعب نفسه  يتحاور مع الحاكم الفعلي، و الذي كانت كل الخيوط تنتهي إليه، و الانتخابات في نظام كهذا في أحسن الأحوال لا تكون للتداول على تمثيل الشعب بل للتداول على تغيير الواجهة و حسب، فإن كان مرسي يعلم هذا وراح يجاهر بعدائه لهم فقد أخطأ، و إن كان لا يعلم فقد أجرم. و كان الأولى أن يعمل على تفتيت مصادر قوتهم شيئا فشيئا و ليس بتغيير الأشخاص فقط، و التجربة الأردوغانية خير مثال .

فكان الأولى له أن يداري حتى إذا اشتد عوده و واتته الفرصة عمل بنصيحة مصعب بن الزبير القائل: "إذا رأيت يد الدهر قد لطمتْ عدوك فبادره برجلك، فإنْ سلم من الدهر لم يسلم منك" و ها هي التجربة الأردوغانية تضرب أروع الأمثلة في ذلك، فقد أجهز - بعدما قوي بإنجازاته لا بالشعارات- على خصومه غلاة العلمانيين و العسكريين و سلبهم كل سلاح وجهوه ضده، و ألّب عليهم حتى مواليهم، إلى أن عراهم أمام المحاكم التي كانوا يحاربوه بها.

و لئن كانت الديمقراطية أقل الأنظمة البشرية شرا، فإن الانتخابات ليست هي الديمقراطية، و إن أوصلته إلى سدة الحكم فهو لم يملك من أدوات السلطة شيئا، و العسكر كان و لا زال في البلدان العربية كافّة هو الذي يشرّع و ينفّذ و هو الذي يقضي، و الرئيس المصري حتى و إن أمسك أضعف هذه الثلاث و هو البرلمان ـ السلطة التشريعية ـ فهي لا تسمن و لا تغني دون قوة تنفيذية و لا قضاء حارس.

و الأمر نفسه الذي حصل مع الإسلاميين عندنا، و قد غمرتهم نشوة الفوز فراحوا يتوعدون الجنرالات الفاسدين بالإعدام في ساحة الشهداء، و عن رش المتبرجات بماء روح الملح.. و عن دعوة الجزائريين إلى تغيير نوعية حياتهم.!

فكانت النتيجة أن تغدى هؤلاء بأولئك قبل أن يتعشوا بهم بعد أن حاكموهم على النوايا. و اللهم لا شماتة.

و لأنه " أتى ليجهز على الخزعبلات و يقود مصر إلى مصافّ الكبار " ما كان ينبغي له أن يختار المواجهة، حتى ولو فُرضت عليه، كان الأولى له أن يعمل  بقول شبيب بن شيبة : إذا رأيت الشرَّ قد أقبل إليك فتطامنْ له حتى يتخطَّاك، و لا تهجْه ولا تبحثْ عنه " أو بنصيحة ابن فضّال المجاشعي:

                                                                                                                          إن  تُلقِكَ الغُربةُ في معشرٍ ... قد  أجمعوا فيكَ  على بُغضهم

                                                                                                                           فدارِهم ما دُمتَ في دارِهم ... وأرضِهِمْ ما دُمْتَ في أرضِهمْ

و هم في دارهم التي شيدوها منذ 50 سنة أو يزيد، و الأمن و الجيش و القضاء و الاقتصاد و الإعلام و النيل [بقناته المائية و قنواته الفضائية]في أيديهم و هي أقوى أسلحة الطغاة، و المداراة لا تعني أبدا التخلي عن المبادئ و القيم الأساسية و لكن لكل شيء أوانه، أم تراه كان يريد أن يعيدها خلافة راشدة في شهرين؟ أو ظن بأنه بمجرد أن يرفع الشعار المستفز "الإسلام هو الحل" أن يهرعوا لمبايعته زرافات و وحدانا ؟ أما علم أن ذاك الشعار وحده كاف لجعلهم لا ينامون للتخطيط للإطاحة به ! و إذا كان من الحزم سوء الظن بالناس فمن الكياسة ذلك و هم أعداء ألداء أشداء ! متى نتعلم من سيرة رسولنا r القائل لعائشة t:[ لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ] وقوله :[ إِنِّي أُعْطِي قُرَيْشًا أَتَأَلَّفُهُمْ لأَنَّهُمْ حَدِيثُوا عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ] .أتمنى أن أسمع إسلاميا واحدا لديه خطة إستراتيجية لمدة 30 سنة ! فأمة الإسلام والرسول الأكرم قائدها استغرقت 23 سنة،13 منها في تثبيت العقيدة وتعليم الأخلاق فقط؟ و" لكنكم تستعجلون " ([2] ) هل صبرت الأمة راضية أو مكرهة عن عدم تطبيق الشرع عشرات السنين و تريد تطبيقه اليوم بين عشية و ضحاها، ألم يكن الأولى حل مشاكل الناس الاقتصادية وهو أمر يتفق فيه مع خصومه، فإن " الفقر كاد أن يكون كفرا"ولخطورته قال الفاروق" لو كان الفقر رجلا لقتلته "، فإن الإنسان إذا جاع و كان ذا عيال لم يستقم له عيش  و لم يسلم له فكر أو دين أو خلق، لذلك امتن الله على قريش بنعمتي "الإطعام من الجوع " و "التأمين من الخوف" و تقديم الإطعام لم يأت اعتباطا، فإذا قاموا بذلك بدءوا بتهيئة النفوس لقبول الشرع، من دون أن يأبهوا لعامل الوقت طال أو قصُر، و لكنهم يستعجلون.

و لقد كان و الله أولى بخصومه بالعمل بقاعدتي " دفع المضرة أولى من جلب المنفعة " و" ارتكاب أخف الضررين " و هو يمثل المشروع الإسلامي  و في كلامه آثار القرآن و السنّة ! و الإخوان الآن " في سبيل التاج " مضطرون إلى الخطة الإبليسية " أنا و بعدي الطوفان" ويصبح الضحية متهما " و هو مراد خصومهم.

و إن العزة و مقت الظلم لا تعني أبدا أن ترمي غيرك بالحجارة و أنت تسكن الزجاج، و لا تعني أبدا أن تسعى إلى الهيجا بغير سلاح ! و لا تعني أبدا اتخاذ القرارات المتسرعة و التراجع عنها ... و لأن الساحة لم تتشرب قيم الديمقراطية فكان عفوه عن خصومة خطأ، كما أن عقابه لهم – لو حصل – كان ليكون خطأ أكبر.

و نظرة فاحصة على خصوم الرئيس تعرف منها أن الأمر دبّر بليل و أنه لم يكن وليد اللحظة ونتيجة ظروف متساوقة، فمِن خصومه من يناصبه العداء لإسلاميته كبعض الأقباط و العلمانيين و الشيوعيين و القوميين و عملاء إسرائيل و الغرب، و هناك من يعاديه من إخوانه العرب وجيرانه أصحاب زعامة "يا حبذا الإمارة ولو على الحجارة" لما تمثله مصر من دور في المنطقة يكون على حسابهم، و منهم أزلام النظام السابق من عسكر و مدنيين، و منهم أصحاب المصالح الذين تتضرر مصالحهم بمجيئه، ثم نجد الإسلاميين بمتشدديهم و معتدليهم و الذين لم يقصروا في التنفير منه، و تبقى فئة من مبغضيه و حاسديه لشخصه،  كما نرى تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى، لكنهم بفضل الدهاء و التدبير اجتمعوا على رأي واحد لخلاص مصر و هو رحيل الرئيس ! و ما أخشاه أن ينزلقوا لما جر إليه إخوانهم في الجزائر سابقا إلى السلاح و هو ميدان يريدهم إليه خصومهم لأنهم يتقنوه ؟

و إذا كنت بصدد ترميم بيتك و قد شبت النيران في جوانب منه، أليست الأولوية حينها تكون الحفاظ على أصل البيت بدل التفكير في زيادة شرفاته أو تزيينه ! لكن الذي حصل أن مرسي رأيناه تجاهل تلك النيران لا بل نجده يصبّ عليها زيوت قراراته الاستفزازية و المتسرعة حتى وصلت في الأخير إلى ثيابه ! و الناس عند الكوارث لا يتبعون التفكير المتأني بل ينقادون لمن يوجههم إلى المخرج و كان باب المخرج الذي رسموه له في حائط المجانين هو تنحية الرئيس ؟

ومن أخطائهم الكبرى خطؤهم في عدم تقاسم أعباء السلطة مع خصومهم، خاصة في هذه المرحلة بما تحمله من تركة ثقيلة، فإن الحمل الذي تتوزعه الأكف يهون على الرقاب، فإن أرادوا غُنمها فلا غرو أن يتقاسموا غرمها، وهذا من شأنه أيضا التقريب بين الخصوم، و خلق أرضية مشتركة بينهم، بل و تفتيت صفهم، خاصة و البيئة ليست متشبعة بقيم الديمقراطية التي للأسف تترجم عندنا على أنها الحرية في الكفر و العهر و السب  و الشتم فقط، بينما هي في الحقيقة مسؤولية و التزام كما يقول بن نبي رحمه الله. ولكانت ستكون فترة لهم يتعلموا فيها من أخطائهم و أخطاء غيرهم و يتمرسوا أكثر في الحياة الواقعية و تزول عنهم تأثيرات الإبعاد و الإقصاء و التي ولّدت لديهم " الشعور بالاضطهاد" و"خلقت لديهم عقدة الانتقام" كما يقول عنهم خصومهم، بالمختصر كان الأولى أن تكون مرحلة إصلاح لما فسد....فلا يمكن أن تبني على دار متهدمة !

فإن قيل إن المرحلة حاسمة ولا ينبغي أن تترك الساحة خلوا للأعداء ؟ أقول إنهم لم و لن يطفئوا نور الله, و ماذا سيفعلوا أكثر مما فعلوا لأكثر من 50 سنة ؟ فالقتل و السجون و تغييب الشرع لا جديد فيها، و كان الأولى لهم التعاون مع الخصوم و الأعداء في رسم ساحة معركة بقواعد الديمقراطية حتى تتهيأ الساحة للبناء، لكن لأن خصومهم يعلمون أن الديمقراطية ستكون لصالح الإسلام و الإسلاميين لذلك ما يفتئون يثيرون الغبار و يمددون حالة الغموض و الفوضى. فلو جلس ملك و راعي إلى رقعة الشطرنج فلا فرق بينهما إذا طبقت قوانينها و يفوز الأمهر حينها، بينما إذا طبق قانون الأقوى فلا شك في خسارة الراعي.

و ما أجمل قول شهيد العزة و الحرية سيّد قطب: ...فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها  وطاعتها وانقيادها، وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة و لا سلطاناً، و إنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب ! و تمد له أعناقها فيجر، و تحني له رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة و الكرامة فيطغى! و الجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة، و خائفة من جهة أخرى، و هذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم، فالطاغية - و هو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف و الملايين، لو أنها شعرت بإنسانيتها، و كرامتها، و عزتها، و حريتها. [ومعذرة فقد تشعب الموضوع و طال ]

عماد سعد. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته." target="_blank">Saadعنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.



([1])- ودهاؤهم ومكرهم لا يظهر إلا على الإسلام ومن يمثله فهم " أسد علي وفي الحروب نعامة " .

([2])-روى البخاري في صحيحه عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ قَال َشَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r بمكة قُلْنَا لَهُ :أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا !أَلا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا! فقال:....وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ"

 *بعض ما جاء في هذه المقالة، لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

قراءة 2937 مرات آخر تعديل على السبت, 17 تشرين2/نوفمبر 2018 14:54

التعليقات   

0 #2 عماد سعد 2013-07-27 10:35
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته وبعد : اشكر الأستاذتين بيطام والسائحي على تعليقيهما وأقول:إن قناعتي بأن المناقشة أفضل في إيصال الفكرة من الكلام المرسل،فأستسمحه ما في تعقيب لطيف يفسّر بعض الشدّة وبضع نقاط في المقال،وهو أن "حركة الإسلام السياسي "في مصر هي المحك لأخواتها أو بناتها في سائر الأقطار الإسلامية،ولأن "أمن دولة صهيون" في المعادلة ؛ كان التكالب على إفشالها عربيا وغربيا،ووجب أن تدعم حتى يشتد عودها،لأنها القاطرة الأمامية للبقية ،هذه واحدة.
ثم أستاذتاي إن وضع الأمة لا يقبل المجاملة،وحالنا لا تستدعي"التصفيق" ،بل إننا في حاجة إلى النقد والمحاسبة محاسبة الشريك الشحيح شريكه،ولو أخذت شكل "نيران صديقة " بعض الأحيان،فالأمر كما قال ابن تيمية رحمه الله :".إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْيَدَيْنِ تَغْسِلُ إحْدَاهُمَا الأُخْرَى ،وَقَدْ لا يَنْقَلِعُ الْوَسَخُ إلاّ بِنَوْعِ مِنْ الْخُشُونَةِ ؛ لَكِنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ مِنْ النَّظَافَةِ وَالنُّعُومَةِ مَا نَحْمَدُ مَعَهُ ذَلِكَ التَّخْشِينَ ."،وقمين بمن تصدى لحمل الأمانة أن يكون مستعدا لا أن يرتجل وهو يمشي على حد السيف،وحتى لا تكون السموات والأرض والجبال أعقل منه" فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا "،فالأمانة "تكليف لا تشريف "وليست مجرد " بطولة شخصية " هذه ثانية .
أنا معك أن مصر ليست تركيا،ومن السذاجة الاعتقاد بإمكانية استنساخ نموذجها،لكنهما تتماثلان في هذه الحال؛وهي أن خصمهما هو العسكر الذي استأثر بالسلطة بعد أن قضى على نظام آخر.وعسكر تركيا أشرس لأنه يحارب الإسلام والقانون معه جهارا،ومن ثمة لا يكون ترويض المصري عسيرا،وقد تعرَض إسلاميو تركيا لانقلاب مشابه سنة 1997م سمي " أبيضا "،رغم أنهم كانوا الأغلبية ولم يستأثروا بالسلطة ! ففهم أردوغان الدرس حينها،وفي سنة 2002م أنشأ حزبه وترك عقلية المواجهة التي كان يتبناها أستاذه أربكان رحمه الله.والنتيجة نراها جميعا،نعم أكبر درس ظهر الآن هو" حالة الوضوح " ومعرفة العدو من الصديق،وهناك دروس أخر ،لكن ما هو الثمن ؟دماء تراق وشعب يقسّم وبلد ينهار! هذه ثالثة .
يا أساتذتي إنهما معا:"نقص التجربة" و "امتحان من الله " لعباده الذي لا ينفك عنهم في كل حيواتهم،فـ" مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ "و"َلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ". سئل ابن القيم مرّة :لماذا يُدال على الحقّ ؟ فقال:"حتى لا يتعلّق به غير أهله"،أتمنى فقط أن يتعلّموا الدرس وألا ينسوا في هذه الأوضاع أن السلطة مجرد وسيلة لغاية أسمى،وأن خسارة المعركة لا تعني خسارة الحرب،وأن التراجع لا يعني الاستسلام،نقول هذا ونحن نتكئ على وثير الأرائك ونشاهد المعركة خلف الشاشات فيما هم يخوضون غمارها "وليس من رأى كمن سمع " وهذه رابعة (ليست العدوية ).أعانهم الله وهداهم لما فيه صلاح البلاد والعباد،وبصّرنا وإياهم وإياكم بسننه. والسلام .عماد.سعد .
اقتباس
0 #1 أمال السائحي 2013-07-24 11:56
السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ الفاضل
موضوع قيم وفيه نقاط اتفق فيها مع الكاتب،
تمنيت فقط أنك أعطيت شيئا من الديمقراطية الغائبة - دائما - في ما دبجت..
أنا لا أتحيز لفريق دون آخر...والكل له أخطاءه كما ذكرت ولكن لماذا كل هذه الانتقادات للمشروع الإسلامي، صدقني يا أخي فوز مرسي وكتلته بالرئاسة، كان سيسقط لا محالة، لأنه جاء بثوب إسلامي، وهذا لا يخدم المنطقة بأكملها....
هذه تغربدة من ضمن التغريدات التي تنشر في الصحف اليومية عنه المغرد طامح في تغريدته الأخيرة في تويتر فيما نقلته عنه جريدة الشروق يوم 19-07-2013 من أن إسرائيل أوعزت إلى أحدهم بتنفيذ خارطة طريق في مصر تتألف من ستة نقاط من أبرزها إحباط تطوير أي أسلحة غير تقليدية في مصر، وهذا معناه أن هناك معلومات سربت إلى إسرائيل تفيد بأن مرسي كان عازما على تطوير الصناعات الحربية في بلاده، وليس ذلك بمستغرب منه، وقد نقلوا عنه أنه تواق إلى تطوير البحث العلمي، وهذا التوجه يعارض المصالح الأمريكية في المنطقة ويعرض أمن إسرائيل إلى خطر أكيد، أما السبب الثالث فهو تخوف السعودية ودول الخليج تمكن مصر من العودة إلى القدرة على التأثير في المنطقة مما يقلص من دورهم الإقليمي فيها ويحد من هيمنتهم عليها يدل على ذلك الأموال التي أغدقوها على الانقلابيين، حتى يمكنوهم من إدارة عجلة الاقتصاد ليشعر الناس بالراحة ويرضون ، ويقبلون بالانقلاب كأمر واقع تلك هي بعض الأسباب الفعلية لإقالة الرجل والأيام كفيلة بتأكيد ذلك، وهكذا إذا عرف السبب بطل العجب....
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث