قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 16 أيلول/سبتمبر 2015 08:22

عنف الظروف

كتبه  د.عبد الكريم بكار
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في داخل كل واحد منا سلسلة لا تنتهي من المعارك الصامتة بين رغباته و الظروف التي تضغط عليه من جهة و بين إرادته و واجباته، و ما يشعر أنه الصواب من جهة أخرى .

و قد أثبت الإنسان في مواقف لا تُحصى أنه قادر على التأبي و التمنُّع على المغريات و المفاتن و الظروف الصعبة ، لكن ذلك يظل في حاجة إلى شيئين اثنين : وعي جيد بما ينبغي عمله و وقود روحي للقيام به .

و بما أن معظم الناس معوزون في أحد  هذين الشيئين, أو فيهما معاً, فقد صار من المألوف خضوع الناس للظروف التي يجدون أنفسهم فيها, و على امتداد التاريخ كانت الظروف الصعبة المتمثلة في الضعف و الفقر و المرض و التهميش الاجتماعي... تمارس درجة عالية من العنف ضد الإنسان في كل مكان من الأرض.

و ليس هذا فحسب، بل إن الظروف المحبوبة من الغنى و القوة و الصحة و النفوذ و النسب الرفيع و الجاه و الجمال، ظلت هي الأخرى تدفع الناس في اتجاهات سيئة، بل مدمرة.

و قد يستغرب القارئ الكريم من تقرير هذا المعنى، حيث إن الناس يشعرون بالكثير من السرور و الامتنان حين يمتلكون أسباب القوة و الرفاهية، بل إنهم يبذلون الكثير من الجهد و الوقت في سبيل الحصول على ذلك، و لا لوم عليهم في هذا.

لكن علينا أيضاً أن نقول: إن الأشياء المحيطة بنا لا تكون جيدة بسبب خصائصها الذاتية فحسب، و إنما بمدى قدرتها على دفعنا في الاتجاه الصحيح و مدى ملاءمتها لتركيبنا الروحي و العقلي و الاجتماعي.

و قد نجد هذا المعنى في قوله صلى الله عليه و سلم : ( نعم المال الصالح للرجل الصالح ) حيث نجد التركيز هنا على نوع عميق من الملاءمة بين المال و الإنسان.

المؤرخ البريطاني الكبير " أرنولد توينبي " أشار إلى ما سماه " المحيط الذهبي " و هو المحيط الذي يتحدى الناس، و لا يعجزهم، و ذلك لأن المحيط حين يكون صعباً جداً يكسر إرادة الإنسان، و يجعله يتقولب معه، حين يفقد إرادة التغيير، و إرادة الممانعة.

و هذا ما نجده لدى معظم الناس الذين يظلون عاطلين عن العمل مدداً طويلة، و أولئك الذين يعيشون في مناطق مكتظة و فقيرة بالخدمات الأساسية : الماء و الكهرباء و الصرف الصحي و المستشفيات.. و إن مدن الصفيح المنتشرة في الكثير من دول العالم تقدم نموذجاً لما نقوله.

فأنت ترى في تلك المدن هوانَ الإنسان و تجليات ضعفه و غرائزه في آن واحد حيث المخدرات و الدعارة و الشعور بالخذلان و انسداد الآفاق..

الإنسان أيضاً حين يعيش في بحبوحة من العيش، و حين يكسب الرزق الوفير بسهولة بالغة، فإنه يجد نفسه معرَّضاً لممارسة نوع آخر من عنف الظروف، و هو ما أطلق عليه بعض علماء الحضارة اسم: " خيانة الرخاء".

إن الإنسان يحتاج إلى أن يشعر بالتعب و التحدي حتى يمارس الإبداع و حتى ينهض إلى تطوير مهاراته و رفع مستوى كفاءته الشخصية، كما يحتاج إلى الإحساس بشيء من السدود و الموانع التي تعوقه عن العدوان على حقوق الآخرين.

و قد قرر القرآن الكريم هذه الحقيقة تقريراً لا لبس فيه حيث قال – جل شأنه- : ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) و قال أيضاً: ( و لو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض و لكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير ).

 إن (فرعون) يقدم نموذجاً لما يمكن أن يفعله الإنسان حين يجد نفسه مستغنياً، و حين يجد نفسه  فوق المساءلة و المعارضة, و يتحدث بعض مؤرخي الحضارة عن نموذج كبير لخيانة الرخاء, هو ( إسبانيا) فقد كانت هذه الدولة في القرن الخامس عشر الدولةَ الصناعية الأولى في أوربا، و حين غزت أمريكا الجنوبية في القرنين السادس عشر و السابع عشر عثرت هناك على الكثير من مناجم الذهب.

و حين بدأ الأسبان يستمتعون بما استولوا عليه تراجع إحساسهم بالحاجة إلى التطوير و بذل الجهد, و هذا جعل الريادة الصناعية تنتقل إلى دول أوربية أخرى, و صارت ( إسبانيا) فيما بعد في ذيل الأمم الأوربية في المجال الصناعي، و ما زالت.

إن الدنيا دار ابتلاء بامتياز، و لهذا فنحن نحتاج إلى الوعي و الإرادة و العزيمة في حالة الرخاء و السعة و المكنة، و نحتاج إليها في حالة الكرب و الشدة و العوز, و صدق الله – تعالى- إذ يقول: ( و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون) .

يحتاج توفير " الوسط الذهبي " إلى الكثير من القوانين و الكثير من التثقيف و الكثير الكثير من النزاهة و النيات الطيبة.

http://www.denana.com/main/articles.aspx?article_no=14000&pgtyp=66

قراءة 1582 مرات آخر تعديل على السبت, 19 أيلول/سبتمبر 2015 16:59

أضف تعليق


كود امني
تحديث