قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 31 آذار/مارس 2016 07:40

قضية فلسطين جوهر اهتمام أعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

كتبه  الأستاذ عبد المالك حداد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن قضية فلسطين هي قضية العرب و المسلمين قاطبة، و من المعلوم أن لفلسطين مكانةً مميزةً، فإليها تهفو النفوس و تُشَدُّ إليها الرِّحَالُ، ففيها المَسْجِدِ الأقْصَى المبارك مسرى النّبيّ صلى الله عليه و سلم و معراجه، و أولى القبلتين و ثاني المسجدين، و فيها التّاريخ العريق الماثل في أزقتها و حواريها و أسواقها، بل في كل أثر من آثارها.. و لهذه الميزات التي حبها الله بها، حرص العلماء و القادة و الرجال على الدفاع عن قضية العرب و المسلمين الأولى، و كان من بين أولئك علماء الجزائر الذين تابعوا تطوراتها المختلفة منذ أيامها الأولى، على الرغم من أن الجزائر وقتئذ كانت تحت الاستعمار الفرنسي.

و من أعلام الجزائر الذين سخروا أقلامهم و جندوا أنفسهم للدفاع عن قضية فلسطين، رجال جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين الذين كتبوا و أرشدوا الرأي العام إلى الاهتمام بها، و تعميق صلة الجزائريين بالقدس و المسجد الأقصى، كما نبّهوا مبكراً إلى الأطماع الصهيونية و بيّنوا مؤامرات تقسيم فلسطين، و ساهموا في جمع المساعدات لإعانة الفلسطينيين.

فهذا الرئيس الأوّل لجمعية العلماء، العلاّمة الشّيخ عبد الحميد بن باديس (1889-1940 م) رفع صوته عاليا بالاحتجاج منذ أوائل الثلاثينات حيث وجه في نوفمبر 1933 م احتجاجًا إلى وزارة الخارجية الفرنسية استنكر فيه و تألم على الحوادث الدامية الواقعة بفلسطين، أعقبه ببرقية تألم إلى مفتي القدس. و في أوت 1937 م رفع احتجاجًا شديدًا باسم الأمة الإسلامية الجزائرية ضد مشروع تقسيم فلسطين إلى وزير الخارجية الفرنسية و اعتبر المشروع ضربة قاضية على حياة شعب ضعيف دافع طيلة سنين عديدة دفاع الأبطال عن شرفه و حريته، و اعتداء شنيعا على جميع الشعوب العربية الإسلامية، و انتهاكا لحرمة الأماكن المقدسة عند سائر المسلمين، و تمنى تدخل الحكومة الفرنسية بكل سرعة لمنع هذا التقسيم.

ثم نبه مبكراً (أوت 1938 م) لأبعاد ما يُبيّت لفلسطين و أهلها من تزاوج الاستعمار الإنكليزي الغاشم بالصهيونية الشرهة، فأحالوها جحيما لا يُطاق و جرحوا قلب الإسلام و العرب جرحاً لا يندمل، فسمها "فلسطين الشهيدة". و دعا إلى إدراك خطورة ما كان يحاك ضد فلسطين الآمنة و الرحاب المقدسة و حذر من عواقبها، و شدد على المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس الشريف فرحابه مثلُ رحاب مكة و المدينة، قائلاً: «..كل مسلم مسؤول أعظمَ المسؤولية عند الله تعالى على كل ما يجري هنالك من أرواح تُزهق، و صغارٍ تُيتم و نساء تُرمل، و أموال تُهلك، و ديار تُخرَّبُ، و حُرماتٍ تُنتهكُ، كما لو كان ذلك كله واقعًا بمكة أو المدينة، إن لم يعمل لرفع ذلك الظلم الفظيع بما استطاع! ». و لما هب رجالات الإسلام في الشرق للقيام بهذا الواجب، أبرق برقية إلى المؤتمر البرلماني العام الذي عقدته اللجنة البرلمانية المصرية للدفاع عن فلسطين بالقاهرة في 17 أكتوبر 1938م، أبد فيها باسم المسلمين الجزائريين الموافقة على ما يستقر عليه الرأي و التأييد بكل ما يستطيعون في سبيل قضية فلسطين التي هي قضية الحق و الإنسانية و السلم العام.

هذا و سار أعلام جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريين على نهج المصلح الشّيخ ابن باديس، و حظيت قضية فلسطين باهتمام جمع من علمائها أبرزهم:

الشّيخ مُحَمَّد البشير الإبراهيمي (1889-1965 م): أخذت قضية فلسطين حيزا كبيرا في مواقفه و بياناته، و في كتاباته بجريدة البصائر و مجلَّة الأخوة الإسلاميّة العراقيّة، و بعض ما عُثِرَ عليه في أوراقه الشّخصيّة (جمعت في آثاره و في كتاب فلسطين الذي أصدره مركز الإعلام العربي بالقاهرة) حيث تناول القضيّة من مختلف جوانبها السّياسيّة و الدّينيّة و التّاريخيّة، و أبرز أهميتها و مكانتها لدى العرب و المسلمين، و ضرورة مواجهة المشروع الصّهيوني في فلسطينو في عهدة رئاسته للجمعية تأسست الهيئة العليا لإعانة فلسطين في 14 جوان 1948 م برئاسته و عضوية الشّيخ الطيب العقبي و الشّيخ إبراهيم بيوض و المناضل فرحات عباس، ثمّ تكوّنت لجنة تنفيذيّة للهيئة من أهل العلم و الفضل و الجاه الجزائريين. و من أعمالها إرسال برقية إلى الحكومة الفرنسية تندد فيها باعتراف المجلس الوطني الفرنسي بالكيان الصهيوني، و اعتبرت ذلك عملا عدائيا ضد العالم الإسلامي و جرحا لعواطف مسلمي المغرب العربي، كما أرسلت الهيئة برقية مماثلة إلى جامعة الدول العربية تبرز فيها تضامنها الدائم لمكافحة الإمبريالية الصهيونية متهمة الأمم المتحدة بالتواطؤ مع الحركة الصهيونية، و التناقض مع ميثاقها و تهديد السلام العالمي. و تمكنت الهيئة من جمع ثمانية ملايين فرنك كتبرعات، و جندت حوالي 100 متطوع للجهاد في فلسطين.

و من مواقفه الشّيخ الإبراهيمي المستوحاة من فكره العميق و رأيه الدقيق، تسميته للوفد الذي شكله المؤتمر الإسلامي المنعقد بالقدس في 03 ديسمبر 1953 م بـ"الوفد الصخري" نسبة إلى قبة الصخرة، و خاطب الذي كلفوا هذا الوفد بالطواف حول البلدان الإسلامية لجمع المال لترميم مسجد الصخرة و زخرفته، قائلا: « أيها الإخوان الصخريون، إنكم و من أعانكم على مشروع الصخرة بالمال، أو نشطكم عليه بالرأي، لم تزيدوا على أن أحييتم في الإسلام سُنّة من سُنن المصريين القدماء في قصة عروس النيل: كانوا يُزيّنون فتاة للموت، و أنتم تُزيّنون مسجدا للهدم »، و قد صدق تنبؤ الشّيخ الإبراهيمي، حيث احتل الصهاينة القدس و أقصاها و صخرتها في 06 جوان 1967 م.

الشّيخ الطيب العقبي (1890-1961 م): اعتبر مأساة فلسطين كارثة عظمى، و وجه انتقادات شديدة من خلال كتابته عبر جريدته الإصلاح و صحف جمعية العلماء لسياسة انكلترا في تشجيع الهجرة اليهودية، و إلى عصبة الأمم حين أوكلت مصير فلسطين إلى لجنة التحقيق الانجليزية المنحازة للصهاينة، و التي أوصت في تقريرها بالتقسيم. كما أبرق باسم الشعب الجزائري إلى الجامعة العربية برقية يعبر فيها عن رفضهم لمشروع تقسيم فلسطين الذي تقدمت به هيئة الأمم المتحدة و عن استعدادهم لحمل راية الجهاد لحماية مقدسات المسلمين. و في سنة 1947 م تأسست في نادي الترقي لجنة الدفاع عن فلسطين برئاسته، و تولى كتابتها العامة مُحَمَّد الأمين العمودي، و اقترح الشّيخ العقبي أن يؤسس على رأس كل مدينة أو قرية لجنة للدفاع عن فلسطين، تتولى جمع التبرعات و تسجيل أسماء المجاهدين الذين يرغبون في التطوع لدفاع عن فلسطين، و قد أسند هذه المهمة لمصالي الحاج. و قد شهد له الشّيخ الإبراهيمي بأنه الروح المدبرة لتأسيس الهيئة العليا لإعانة فلسطين التي تولى فيها أمانة المال.

الشّيخ إبراهيم أبو اليقظان (1888-1973 م): تصدرت قضية فلسطين أخبار صحفه و كان من أبرز مراسله مُحَمَّد علي الطاهر رئيس اللجنة الفلسطينية العربية، كما نالت حظا وافرا في مقالاته و قصائده الشعرية منها قصيدة تجاوزت الثلاثمائة بيت، و يشهد له بالعمل الدؤوب لصالح القضية حيث جمع وحده من التبرعات ما يساوي نصف ما جمعه الأعضاء الباقون في الهيئة العليا لإعانة فلسطين.

الشّيخ أبو يعلى الزواوي (1862-1952 م): سخر قلمه للدفاع عن فلسطين و رأى في الانتداب البريطاني اعتداءا و جورا، لا يحوز شرعا و لا قانونا عند جميع الأمم الدائنة بالشرائع السماوية أو المتحاكمة للقوانين الوضعية، و دعا اليهود إلى رفض قرار تقسيم فلسطين باعتباره قرارا جائرا و غير شرعي و قائم على باطل، و حثهم على البقاء في دولة فلسطينية عربية تصون حقوقهم كما صانت مختلف الدول الإسلامية حقوق أجدادهم عبر التّاريخ.

الشّيخ العربي التبسي (1895-1957 م): له فتوى بوجوب الجهاد في فلسطين و نصرة أهلها لما اندلعت حرب 1948 م حيث لقيت صدى كبيرا لدى الشباب الذي تحمس لنصرة القدس، و منهم ثلة من شباب مدينة تبسة الذين اجتمعوا ليلة 27 ماي 1948 م، و وقف فيهم قائدهم عبد الحفيظ قصري يقرأ عليهم فتوى الشّيخ، و قد ذهبوا للجهاد سيراً على الأقدام و شاركوا في الحرب ضمن المتطوعين المغاربة الذين بلغ عددهم 200 عنصر تقريبا.

الشّيخ الفضيل الورتيلاني (1900-1959 م): له المئات من المقالات و الرسائل و البرقيات و الخواطر الثائرة عن قضية فلسطين، لعل أبرزها مقال له سنة 1954 م، جاء في صيغة نداء و ندبة و تحسر تحت عنوان "هل يعرف العرب هذه الحقائق عن فلسطين - أنقذوا الممكن منها قبل نزول الغضب"، كتبه بعد أن كلفه المؤتمر الإسلامي العام بزيارة الأماكن المقدسة و معايشة الفلسطينيين عن كثب لمدة ثلاثة شهور. و قد نبه فيه إلى أهمية اضطلاع الفلسطينيين بعبء العمل الجهادي، و الحفاظ على الجزء المتبقي من الأراضي فلسطين و مقاومة العدو الصهيوني من الداخل.

هذا جانب من اهتمامات علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقضية فلسطين التي كان لها أيضا اهتمام فريدا لدى شعراء الجمعية كمحمد العيد آل خليفة، و أحمد سحنون و مُحَمَّد جريدي و العباس بن الحسين و غيرهم.. نشرت قصائدهم في صحف الجمعية خاصة البصائر التي عرضت في أعدادها المختلفة واقع فلسطين و تتبعت الأحداث و دعت إلى نجدتها و نصرتها و خصت صفحاتها لنشر مقالات مفتي القدس مُحَمَّد أمين الحسيني و كذلك البيانات و النداءات التي كانت تصلها من داخل فلسطين و الجمعيات الفلسطينية في الخارج.

المراجع:

- آثار العلاّمة مُحَمَّد البشير الإبراهيمي، ج 4.

- أ.د.أحمد عيساوي: إلى فلسطين سيراً على الأقدام : صورة من جهاد الجزائريين في فلسطين سنة 1948 م، مجلة الوعي الإسلامي، ع46،22 أوت 2004 م.

- البصائر، س2، ع79، 12 جمادى الثانية 1356 ﻫ/20 أوت 1938 م، ص:6.

- البصائر، س3، ع135، 20 شعبان 1357 ﻫ/14 أكتوبر 1938 م، ص: 7.

- الشهاب، ج6، م14، غرة جمادي الثانية 1357 ﻫ/أوت 1938 م، ص:307-310.

- الصراط السوي، س1، ع11، يوم الاثنين 9 شعبان 1352 ﻫ/27 نوفمبر 1933م، ص:8.

- د.مولود عويمر: المفتي مُحَمَّد أمين الحسيني و صلته بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين (www.binbadis.net).

- الهادي الحسيني: فخر علماء الجزائر (www.binbadis.net).

قراءة 3208 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 نيسان/أبريل 2016 05:54

أضف تعليق


كود امني
تحديث