قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 07 آب/أغسطس 2014 20:22

خاطرة عن الظاهر و الباطن

كتبه  الأستاذ بلخير بن جدو
قيم الموضوع
(1 تصويت)

قدّر الله أنْ جعل بعضَ الشَّيء بريدًا إلى شيء آخر، يوصل إليه، أو يُنبئ عنه فجعل الابتسامة سبيلا للألفة، و جعل الهدية وسيلة لاستحكام العلاقة، و زيادة في الحب، و الأمثلة على هذا كثيرة لو جَال بصرك في نصوص الوحي و أرجاء الحياة.

و حديثي إليك أيها المُحب عن شيء يخفى عن الكثير و لا يكاد يُبِينْ إلا لخاصةٍ من الناس، سواء عن أصله و سببه، أو عن أثره دون ذلك. و سأتحدث عنه بشيء من الإبانة علّني أرسم طريقا إليه لنبلغه و من وصل إليه لا يحتاج إلى علامات، بل هو أمر يَنتُج لكل أحد اتخذ السبب إليه: يشعر به و يعيش به و لا يملك له بوحا و لا وصفا!

إنها صفحة الوجه إذْ تُنبِئُ عمَّا في القلب، و زكاة النفس و خلوص النية إذ يفوح عَبقها و يبلغ ثناء المرء مَسمَع الناس و الدنيا، فلا تجد إلا مُثنيًا و داعيا لك و راضيا عنك.

إنها دعوة لإصلاح الباطن و تطهير القلب، و كلما اجتهدتَ في ذلك كفاك الله هَمَّ الظاهر، و عجّل الله لك بثمار ذلك، فلا تجد إلا وَجهًا كوجهِ مصباحٍ يضيء ، فيحس به البغيض قبل الحبيب.

 إن ربي شكور يجازي على الحسنة بمثلها، إلى عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف و قد يزيد ، و يعاقب على السيئة بمثلها، و قد يعفو، و حَقيقٌ بمن أصلح باطنه و صفَّى نفسه، و طهّر قلبه، أن يظهر هذا على جوارحه، و الكلام على النقيض من ذلك واقعٌ أيضا، فمن أهمل زكاة نفسه حتى دَرَنَتْ، و أغفل قلبَه حتى غطَّاه الران، أن يجد من أثر ذلك على ظاهره بمقداره ، يقول بن عباس رضي الله عنه : إن للحسنة ضياءً في الوجه، و نورا في القلب، و سَعَةً في الرزق، و قوة في البدن،  و محبة في قلوب الخلق، و إن للسيئة سوادًا في الوجه، و ظلمة في القلب، و وَهَنًا في البدن ، و نقصًا في الرزق، و بَغَضَةً في قلوب الخلق.

فمن أهمّه حسن الظاهر و القوة له، فعليه بباطنه إصلاحا و تطهيرا، و كلما تعاهد المؤمن سريرته بالذكرى و الموعظة و العمل الخفي النقي، كلما كانت سيرته على كل لسان منشورة بالثناء، عالية بالمدح، عطرة على الأفواه ..

 أيها المحب : "الظاهر مرتبطٌ بالباطن أتمّ ارتباط ؛ فإذا استحكمت الصفات المذمومة بالنفس قويت على قلب الصورة الظاهرة" .كما يقول طبيب القلوب ابن القيم. 

باطنك منه المصدر و إليه المورد, و ما الجوارح إلا مترجمة لِما انطوى عليه هذا الباطن ..

ألست ترى أن من صلّى بالليل و قامه  خفية كان جزاؤه النورَ يُشرِقُ به وجهُه :

قال سعيد بن المسيب رحمه الله: إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحبُ هذا الرجل !!

هؤلاء قوم أخلصوا لله فأجرى على لسانهم الحكمة

و لك أن تقرأ قول الله العظيم: ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ﴾ فجعل كفاء ايمانك الباطني و عملك الظاهري مودةً تُلقى في قلوب العباد و كيفما قلّبت الفكر في معاني "الود" أتتك المحبة في أرقى معانيها فيجعل الله لك الأَوِدَّاء () من الملائكة تقرّ بهم عينك و تأنس بهم نفسك حين دخولك الجنة فلا تدخلها وحيدا  فيمايز شأنُك شأنَ الكافر يدخل جهنم فذًّا (و كلهم آتيهم يوم القيامة فردا) ، و إن شئت جاءك المعنى في زرع الله المودة بين المؤمنين و نزع ما في قلوبهم من غل، و إن شئت رأيت تأويل الآية في حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلّم

((إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ))

كل ذلك إعجاز من الله في الإتيان بالمصدر (الود) ليجمع ما تفرق من معانيه.

و أما من عمّر باطنه بمعصية الله و الإساءة للخلق من حقد و حسد و ما إليهما كان له من آثار ذلك على ظاهره بمقدار ما امتلأ قلبه، و ما أسرّ أحد سريرة إلا و أبداها الله على صفحات وجهه و فلتات لسانه كما في بعض الآثار، و هذا شيخ المعرة يوجز العبارة في بيان بديع إذ يقول:

و قلّما تسكن الأضغان في خَلَدٍ إلا *** و في وَجْهِ من يسعى بها كَلَفُ..

و بعدُ :

فهذا مقام صلاح الباطن، و دونك جزاؤه، و هذه آثاره، فمن شاء اتَّخذ إلى ربِّه سبيلا ...و السَّلامْ

قراءة 2131 مرات آخر تعديل على الأحد, 12 تموز/يوليو 2015 15:57

التعليقات   

0 #1 الأستاذة :قوادري 2014-08-25 18:28
جزاك الله خيراعلى هذه الكلمات الطيبات .اللهم إنفعنابها وكل من قرأها .آمين.
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث