قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 08 تموز/يوليو 2023 04:32

*فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ*

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 من روح الله نستمد الكرامة والعزة والإباء، ومن هدي النبي نستمد الطهر والأخلاق والحب والعطاء.
إن ما يهم في الحقيقة ليست القشور التي نراها .. بل ذلك اللب الذي يكمن وراء تلك القشور ، وممارسة الحرية -كما يدعون- بصورة تقيد او تؤذي حرية الاخرين .. لهو تصرف مناف لهدف وجود الانسان في هذه الحياة ، أي منطق هذا؟!
الحماقة هي عادة ما تكون تفسيراً كافياً للاخطاء البشرية ، لذا لا ضرورة لنظريات المؤامرات التي تتطلب مهارة كبيرة و هي بصفة عامة غير محتملة .. نحن نتسم بالسذاجة التي جعلتنا ننقاد لاناس مثل اقطاب الاعلام الغربي ومن يدور في فلكهم الذين تآمروا لخلق نوع من البشر  يمكن استغلاله و الذين يمكن حتى أن يشعروا بفخر زائف في عبوديتهم لسلع الاعلام .إن القصة في جوهرها بسيطة تتضمن الخطوة الاولى خداع الناس بالاعتقاد أن وفرة من كانوا ومن يكونوا و ما ملكوا هو شيء واحد والخطوة الثانية حرمان الناس من الوسائل البديلة و هي غالبا الوسائل التعاونية التي قد يحققون عن طريقها الحاجات الاساسية مثل الندوات والمحاضرات التي تحمل عناوينا منمقة براقة والتي في مضمونها تحمل ترويجا للانحلال الخلقي الذي ينافي الفطرة السليمة مثل الترويج للنسوية والمثلية، و الخطوة الثالثة جعل اكبر عدد ممكن من الناس مستهلكين على الرغم منهم بمعنى آخر جعلهم مدمنين وذلك بمطاردتهم يوميا بالاعلانات و الخطوة الرابعة تتطلب ان يضفى على النظام كله صبغة قانونية عن طريق شراء عدة اجيال من السياسيين و المحامين و الخطوة الاخيرة هي الحصول على مباركة رجال الاقتصاد والدين ، و اعلانهم ان الجشع و السعي وراء المصالح الشخصية هما في الواقع اشياء منطقية و هذا يعني ضمنيا ان عدم التبذير و الاهتمام بالآخرين و بعد النظر و انكار الذات هي افكار قديمة و غير منطقية..
الناس يغرقون اكثر فاكثر في متاهة الشك الشخصي و في ارجاعه لاسباب شخصية  لا يتوقفون عن الحاجة للتاكد من ذواتهم . و النكوص اللامحدود من سؤال إلى آخر : هل انا سعيد ؟ هل حقاً كونت نفسي ؟ من هو بالضبط من يقول انا و يطرح الأسئلة ؟ و كل هذا يقود الى طرق من التساؤلات المتجددة دائما و التي تشكل اسواقاً جديدة للخبراء و المصانع والحركات الدينية ، وهي اللبنات الأساسية لطرح الأفكار الهدامة للمجتمع وخاصة المسلم مثل فكر النسوية والمثلية والمساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء ،ووصف الحجاب بأنه تقييدا لحرية المرأة وأنه تصرف رجعي.
اننا مهتمون بالمساواة اكثر من اهتمامنا بالحرية ولكن عندما نسعى في الوقت نفسه للانفصال عن بعضنا البعض فان كل ما تحققه هذه الحرية هو العزلة، أليست الحرية غير المقننة هي درب من الغوغائية ؟! ثم عن أي مساواة يتحدثون ؟!
إن حريتنا تعتمد بشكل واضح على تحلينا بالقدرة على التفكير العمليالفطري السليم. وتحلي المرء بتحكم حقيقي في أفعاله يتطلب، على أقل تقدير، أن يكون قادرًا على منح أفعاله إرشادًا وتوجيهًا مقصودًا. ويعني هذا أيضًا أن يكون المرء قادرًا على التصرف على أساس إدراكه أن أفعاله تحتاج إلى هذا التوجيه. فإذا كان المرء يرغب في التحكم في كيفية تصرفه، فعليه أن ينظر إلى أفعاله على أنها بحاجة إلى تبرير، وأنها يجب أن يتم تبريرها طبقًا لقوانين الهية بالدرجة الأولى ، خاضعة لدستور إلهي لا ريب فيه ، ثم تحكيم الفطرة الإنسانية لبعض الظروف دون غيرها. وتتطلب الحرية أن يكون المرء قادرًا على أن يفكر في أفضل طريقة يتصرف بها، وأن يقرر ويؤدي أفعاله على أساس هذا التفكير.
في الأمس القريب ، حيكت المؤامرت في شكل محاضرات ومهرجانات لها بريق مزيف ، حيث دعي العديد من المشاهير في العالم الغربي ليتحدثوا عن المثلية والنسوية والترويج لحرية المرأة تحت شعار " على المرأة أن تصنع ذاتها بذاتها" وهي دعوة للتمرد وتفكيك المجتمعات وخاصة المجتمع المسلم. والغريب أن الكثير من المفكرين العرب والمسلمين استسلم لهذا الفكر المسموم.
مرت فترة غزا فيها فكر النسوية المجتمع المسلم والآن جاء دور المثلية "قوم لوط في هذا القرن" ومن ثم محاولة إقناع البشر أن القرآن هو كتاب احباط البشر بقيوده وأحكامه ، كان هناك ظواهر عدة لحرق القرآن ، فهل يجرؤ أحد منهم على حرق علم المثليين ؟!
ان النساء في حالة تنازع في وجودهن الانثوي بين الأقطاب المتناقضة للتحرر و العودة الى النعوت القديمة و قد انعكست الحقيقة أيضا على الوعي باوضاعهن
و سلوكياتهن، فحبسن انفسهن في العمل للهرب من العمل المنزلي وبالعكس
وحاولن الجمع نوعا ما لهذه الأجزاء المتناقضة في مختلف مراحل سيرتهن باتخاذهن لقرارات متناقضة و أتت التناقضات من العالم المحيط بهن لتدعم تناقضاتهن.
عودة إلى التعافي بالحجاب ، لقد أصبح الآن ما ترتدي و ما لا ترتدي يحدد هوية المرأة ، و المكان الذي تحتله على الخريطة الاجتماعية ، و حيث أن اللقاءات وجها لوجه قد حلت محلها قضاء ساعات أمام جهاز التلفزيون الذي يقدم صورة الانحراف في أنماط الانحلال ، فاتسعت الفجوة بين ما ترغب فيه النسوة و بين داخلهم الفعلي الفطري " فجوة الطموح " الطموح إلى التحرر. وهن لا يدرين أنهن يتجهن بالتجربة نحو فشل عميق في قلب العالم المتحرر من كل القيم والأخلاق، فإن لم يتمكن  من السيطرة على انفسهن فهن يهرولن نحو الهاوية .
ليس هذا كل شيء، إنه لا شيء، ولا أستطيع أن أشرح . ليست المسألة مسألة منطق أو عقل؛ وإنما هي شعور يشبه شعور المقيم تحت الأرض في محبس رطب؛ كشعور من يعلم أنه لن يخرج أبدًا، لا يَجِدُّ شيء، ولا يتكرر شيء، لا شيء
الامر الأهم هنا هو ان نرى بوضوح و نفكر بوضوح و نسمع برزانة و نجيب بوضوح على السؤال الاولي : ما هو المبدأ الذي تقوم على أساسه الفطرة السليمة ؟ وأن المحاولات الجارية لتفكيك الأسرة بتمرد ركنها الأساسي  ليس ابدأ للتبشير بالسعادة و لا محبة بالبشر ولا إرادة في اقصاء الجهل او المرض او الطغيان و لا هو لنشر روح الله و لا لتصدير الحق . ان البادرة الحاسمة هنا هي للمغامر والقرصان وتاجر التوابل ومجهز السفن والباحث عن الذهب والتاجر . كما ينشا عن الشهوة و القوة تلازمهما الروح الشريرة لنوع من حضارة تجد نفسها في فترة من تاريخها مجبرة من الداخل على توسيع النطاق للسيطرة على تلك المجتمعات .
في كل زمان و في كل مكان شكل تدمير الثقافة و الهوية المميزة والذاكرة و الروابط العاطفية للمقهور هاجسا عند الغربيين. فبدا لهم أن العيش داخل عائلة يعني من الان و صاعداً محاولة التغلب باستمرار على العقبات مع طموحات متباعدة بين الموجبات المهنية و الواجبات المرتبطة بالأطفال و العمل والمنزل  .. لذلك نرى ظهور نمط العائلة المفاوضة لأمد طويل ، حيث الأفراد في داخلها يستقلون ذاتيا و يبرمون عقداً للخضوع الملتبس مقابل بدل عاطفي منظم جداً و قابل دائما للمراجعة.
صحيح ان ثمة اختلاف بين عقلانية علمية و عقلانية اجتماعية الا انهما يظلان على ارتباط فيما بينهما و في العدد من الأوجه كما تتضمن الواحدة منهما الأخرى، و اذا توخينا الكلام بدقة نقول انه سيصعب علينا شيئاً فشيئاً إقامة هذا التمايز.
إن الحرية والتفكير لا يمكن أن يكونا متماثلين. والسبب هو أن القرار والفعل ليسا مجال الحياة الوحيد الذي نمارس فيه القدرة على العقلانية. فنحن نمارسها أيضًا في تشكيل معتقداتنا ورغباتنا، التي قد تكون منطقية أو غير منطقية كما يمكن أن تكون قراراتنا وتصرفاتنا. ولكن في حالة المعتقد، على سبيل المثال، فإننا بشكل عام لا نعتبر ممارسة عقلانيتنا ممارسةً للحرية؛ لأنه لا يمكننا أن نتحكم عامة بأي المعتقدات نشكل كما نتحكم بأي الأفعال نؤدي.
إن العالم كما نَخْبُره نحن هو في الواقع عالم مكوَّن من أحداث محددة سببيٍّا. والأفعال من واقع خبرتنا نحن ما هي إلا تحركات اختيارية ناتجة عن الشهوات أو الرغبات
باتخاذ المرء قرارًا بأنه سوف يقوم بفعلٍ ما، يعلم الله يقينًا بما لا يرقى إليه الخطأ أنه سوف يفعله، ولكن هذا لا يمثل تهديدًا لحريته  فهو مخير في حالات ومسير في أخرى، لأن الله خلقه كائنًا حرٍّا بطبيعته التي تتماشى مع فطرته .كذلك فإن تأثير الله فيه باعتباره خالقه لن يهدد طبيعته بل يصقلها، ولكن على العكس، فإن هذا التأثير سوف يدفعه إلى إدراكها. لذا، فإنه من خلال قضاء الله بأنه سوف يقوم  بالفعل لا الإفتعال ، وأن الله يعلم يقينًا أنه لن يقوم بالفعل ، وليس هذا  فحسب، بل يعلم أيضًا أنه سوف يقوم به بما يتفق وطبيعته؛ وهو ما يعني أنه سوف يقوم بالفعل  بحرية.
في هذه الأيام الحالكة على المسلمين من ضعف وهوان أرى البشرى، فقد غرقت المجتمعات الغربية في الرذيلة من مثلية والحاد، والله يمهل ولا يهمل وسيمحقهم الله * فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (الزخرف (55))*
ماهر باكيردلاش

قراءة 358 مرات آخر تعديل على السبت, 08 تموز/يوليو 2023 05:11

أضف تعليق


كود امني
تحديث