منذ 7 أكتوبر الماضي تبنيت خطة و تتمثل في منع نفسي من رؤية علي اليوتوب أو الإعلام الإلكتروني جرحي و جثامين الشهداء في فلسطين. فظاهرة عرض ضحايا الحروب جعل مأساة الحرب أمر عادي في نظر المواطن الغافل عن كنه الصراع بيننا و بين بنو صهيون.

و رغما من ذلك و كوني اتابع كل جديد في ملف فلسطين، أصبت بإرهاق نفسي هذا و أنا جالسة في مكاني بعيدة كل البعد عن مسرح العدوان الصهيوني و الحمد لله أعيش سالمة معافاة. السبب الأول للإرهاق النفسي رؤية جبن و خذلان و خيانة من يسمون أنفسهم بقادة العالم العربي و لا أحدثكم عن تطبيل إعلام عربي إنتهازي لمواقفهم البطولية بين قوسين و كيف أن إعلام معين يمجد جدية و حزم سيسي ناحية حلفاءه المقدسين تل أبيب و واشنطن.

فعلا كل هذه المهازل التي نشاهدها علي المباشر، تضغط ضغط رهيب علي أعصابنا.

لجئت إلي اسلوب آخر في التعايش مع حرب مفروضة علينا فرض.

إبتعدت عن الحاسوب ...أمضي وقت اكبر في تنظيف الحديقة و تأمل تجاوب النبات و الأزهار مع زخات المطر و لسعات البرد.  أطالع يوميا بضع صفحات من كتب جديدة إقتنيتها مؤخرا، و أتصفح بنهم مجلة واحدة مختصة في علم البستنة. و لا أنسي طبعا إخواننا في دعاء الصلاة و هذا بالنسبة لي أضعف الإيمان. في لحظة ما يحتاج المرء إلي مسافة بينه و بين محيط عربي محبط و بين أحداث لا يد له فيها و كي يستطيع الإستمرار في الحفاظ علي معنويات عالية و همة أعلي و خاصة كي يتمكن من الترفع عن كل هذه الرداءة و الدناءة ليجتهد وفق الرؤية الربانية للصراع و إيجاد مفاتيح تتيح لنا النصر.