يشهد الغرب حاليا موجة صعود كبيرة لليمين القومي المحافظ...
الناخب الإيطالي الرجل مثلا يريد إمرأة مثل جورجيا ميلوني تردد علي مسامعه "الرب، الأسرة و الوطن" و يحذر كل الحذر من يسار إيطالي يدعو لتدمير العائلة و تحرر المرأة و إباحة بيع المخدرات و إستقبال من هب و دب إلي إيطاليا معقل المسيحية العالمية...
نجحت حركة "إخوة إيطاليا" في إستقطاب جماهير إيطالية كاثولكية جد قومية و جد محافظة لا تؤمن باللبيرالية و الإنفتاح اللامحدود و تبدي رفض لمباديء الإتحاد الأوروبي الجد المتسامحة مع التيارات الهدامة...
ماذا يفعل المسلمون في ارض يهودية مسيحية اوروبا و امريكا ؟
الآن حان الوقت لتصفية الحسابات مع الطابور الخامس في أوروبا : المسلمون.
دولة مثل الجزائر ليست متحمسة للتعامل المباشر مع ورثة موسليني و هتلر...
فالنازية عائدة و بقوة و اول من تعادي مسلمي اوروبا الذين تعتبرهم جسم غريب عن مجتمعاتها...تفضل الدولة الجزائرية التعامل مع يسار غربي متهالك، متناسية وصايا القرآن الكريم و رسول الحق عليه الصلاة و السلام لا أمان لأعداء الله و لا هجرة للغرب اللاديني المحارب لنا....
صعود التيار اليميني القومي الغربي نتيجة طبيعية لحرية التحلل و الإنحلال في الغرب و فشل أنظمة سياسية و إقتصادية في إنقاذ حضارة البيض من أزماتها المتتالية و المتداخلة...
صعود اليمين القومي الغربي إعلان موت العولمة....
يرفض اليمين القومي الغربي حدود مفتوحة بل يعمل علي حماية حدوده و يسعي إلي نهج سياسة الإنعزال في عالم متناطح...
في إيطاليا حيث هجرة الجنوب كثيفة جدا، و جزيرة لمبادوزا المثال الحي علي ذلك، علت أصوات منددة بهجوم الجنوب علي الشمال...
شعارات كثيرة رفعها "إخوة يطاليا" مثل :"ليست إيطاليا مسؤولة علي فشل إفريقيا في إدارة شؤونها" "إيطاليا للإيطالين" "لا بد لنا من إسترجاع سيادة القرار الإيطالي" و هذه الشعارات هي نفسها في فرنسا و بريطانيا و السويد و أمريكا و إسبانيا و روسيا...
هناك اسباب كثيرة لبروز اليمين المحافظ القومي الغربي بشكل عام اهمها :
فشل العولمة علي حماية الشعوب الغربية و ضمان ديمومتها و إستمراريتها
إستفحال الأزمات الإقتصادية من جراء رأسمالية صناعية وحشية...و إرتفاع نسبة المديونية و العجز و التضخم...
فشل الطبقة السياسية الغربية التقليدية في تقديم حلول ناجعة و نهائية لمجتمعاتها المأزومة
عودة شعوب الغرب إلي الدين و إلي القيم الروحية أمام الفراغ الهائل الروحي و طغيان الفلسفة المادية التي شيئت الإنسان...
رفض العنصر الغير الغربي الذي يهدد بحسبهم ديمومة الجنس الأبيض و سيطرته علي المشهد العالمي و محو تاريخ القومية الغربية
تأسس حزب حركة إخوة إيطاليا علي ايدي إغناسيو لا روسا و موريزيو غاسبارا و ضم 11 سيناتور 11 نائب و 2 نائبين اوربيين، رئيسه إغنازيو لاروسا و نائبته جورجيا ميلوني و غيدو كروسيتو.
و هكذا بدأت مسيرة "إخوة إيطاليا" عبر حكومات ليتا و رنزي و الجميع إتفق علي تميز المرأة السيدة جورجيا ميلوني بإعتبار أنها الوجه النسوي المحافظ للحزب جلبت إليها رجال و نساء بقوة
لاحظوا المرأة المستقيمة سياسيا تصبح عامل جذب كبير جدا للناخبين و مسؤولي الحزب...
شيئا فشيئا مثل التجمع الوطني الفرنسي و مارين لوبان فرض "إخوة إيطاليا" وجودهم و هكذا خطوة خطوة يتقدم المد القومي الغربي نحو إسترجاع السلطة السياسية في الغرب...
ماذا حضرنا كمسلمين ؟
دولة الجزائر متخوفة من إستقبال ملايين من المواطنين الجزائرين المهاجرين في الغرب المطرودين و تخوفها يدفعها للمراهنة علي اليسار الغربي و رهانها هذا خاسر...لا مجال للعودة بعجلة التاريخ إلي الخلف..