في 2017، كنت جالسة أستمع إلي كلمة القتها زوجة السفير الفلسطيني في مناسبة وطنية و قالت ما معناه أن السلطة الفلسطينية تفاوض العدو كما فعلت جبهة التحرير الوطني أيام ثورة 1954.
لم ألاحظ للسيدة الكريمة أن الفارق شاسع بين القضيتين :
كنا نفاوض اليد علي زناد و الرصاص يلعلع بينما المفاوض الفلسطيني يفاوض من فراغ، لا مقاومة مسلحة و لا ضغط عسكري في الميدان...
نطالب الغير بمراعاة مصالحنا، اضحوكة حقا!! وحده منطق القوة الإقتصادية القاهرة من يفرض مراعاة المصالح أما حديث الصالونات لا يقدم و لا يؤخر...
في يوم الهجرة، أهملنا معطي هام نحن المسلمون... ماذا نفعل كمهاجرين في بلاد غربية لادينية لن تتقبل مواطنينا المهاجرين مهما فعلوا ؟
لماذا نحن دائما في حالة تبرير ما هو غير قابل للتبرير ؟
لا نكف من إتهام الشمال بكل التهم و نضمر له حقد لا نهائي لكن سرعان ما يتبدد كل شيء لنطلب العلم منه و نتزلف إليه بشتي الوسائل ؟
إلي متي و نحن ننافق و نري في الآخر كل مصائبنا مبرئين ساحتنا و هكذا لا إنطلاقة و لا مراجعة ذاتية و لا إصلاح إلا للواجهة ؟
نتظاهر بما ليس فينا و الشعور بالدونية يقتلنا و نشهر سيف الحجاج في وجه المتميزين لنطأطا رؤوسنا أمام سلطة الرداءة ....
كلها مفارقات سممت علاقاتنا ببعضنا البعض و بالآخر، الحائر في أمرنا....