(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 20 كانون2/يناير 2014 08:24

الجهاد المدني و الثقافي...كيف و لماذا؟؟؟

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أمرنا الله عز و جل بالجهاد و التضحية في سبيل علوّ ديننا و حرية أوطاننا و استرداد حقوقنا و تحقيق كرامتنا في هذه الدنيا حاملين شعار " نعيش كرماء أو نموت شهداء "، و قد ذكر القرآن الكريم الجهاد في عدة مواضع من بينها قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون، و جاهدوا في الله حقّ جهاده..." و لكن المتأمل يسقط الأمر في يده و يقف مشدوها...هل كل المسلمين واجب عليهم بأعيانهم الجهاد بالسلاح...أين يجاهدون ؟؟؟ و من يجاهدون إذا لم يكن هناك سبب لذلك في أوطانهم؟؟؟ و هل وجب على جميع المسلمين أن يجاهدوا حتى لا يبقى منهم أحد على ظهر البسيطة؟؟؟ أم أن للجهاد مفهوما أوسع مما نحصره نحن فيه دائما ؟؟؟.

إن الجهاد – أحبابي القرّاء – ليس مفهوما واحدا و لا معنى أوحدا، كيف ذلك و قد أوصله الإمام ابن قيّم الجوزية إلى ثلاث عشرة مرتبة، و ألفت فيه الرسائل و الكتب و قدمت حول مفهومه الرسائل و الأطروحات و بُنِي حوله فقه كامل له شروط و أسباب و موانع و عزائم و رخص و تكاليف.

و إن الجهاد بالنفس أو القتال لهو مرتبة واحدة من مراتب الجهاد الكثيرة و التي أغفل معظمنا معظمها اتكالا على الغير و انتظارا للمهديّ الذي سيحكم العالم و يقيم العدل في أرجائه، غباء منا و استعباطا.

و إن المرتبة التي نتحدث عنها في مقالنا هذا من الجهاد في متناول الجميع خاصة و نحن في عصر المعلوماتية و فشوّ القلم و كثرة التواصل بين بني البشر جميعا على كافة الأصعدة.

إن الجهاد الثقافي لا يحتاج إلا إلى نيّة صادقة و قلب بالله معلق الأوصال، و إلى فكر يفرّق الإنسان به بين خير الشرّين و شرّ الخيرين، و إلى نفس رحبة تحب الخير لكل بني البشر و تأمل أن يسود العدل و المحبة أرجاء المعمورة تحت راية محمدية صحيحة معتدلة.

و قد يتساءل أحد و يستعظم الأمر و يقول بأن البون بيننا و بين الجهاد بعيد، و لا يوقن أن الجهاد له معنى غير معنى القتال، فنجيب عن هذا و نقول لهذا السائل الكريم:

  • تأمل قول الله عز و جل: " و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل "... أليس رباط الخيل هو القوة الحربية ؟؟، فما بال لفظ القوة الذي سبقه...ألا يعني ذلك وجوب الإعداد للقوة الثقافية و القوة الأخلاقية و القوة الجسمانية و القوة الإعلامية و القوة الحضارية، و إذا وجب علينا ذلك ألا يعدّ هذا الإعداد من أبواب الجهاد و مفاصله الرئيسية.
  • ثمّ...ألم تسمع قول الله تعالى " و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة و اعلموا أن الله مع المتقين "...ألا يقاتلنا المشركون و أذنابهم في بلاد الأرض بالتشويه الثقافي و التضليل الإعلامي و الغزو الفكري و العراء الأخلاقي و الإفساد السياسي و التخبط التشريعي و الخواء الروحي و الإفلاس الاقتصادي؟؟؟...أوليس مواجهة هذا بالإصلاح و الحسنى و العودة إلى الرشد و المنابع الصافية و الأصول العذبة من باب ردّ الكيد و إحباط المحاولات الماكرة و تحقيق الخير و الفضل و إفشاء السلام و العدل و القيام بالجهاد المستطاع؟؟.

ألا تعلم - أيها القارئ المفضال - أن رفع معنويات إنسان و إعطائه أملا في الحياة و مساعدته على تخطي مصيبته و لو بالكلمة الطيبة من الجهاد.

ألا تعلم أن مساعدة طالب في دراسته حتى يتميز و يتفوق و يحصل على درجات و يلج تخصصات ينفع بها دينه و وطنه من الجهاد.

ألا تعلم أن زرع الأمل في الأنفس بأن الإسلام سيعود و أن الحق سيظهر فلنعدّ العدة لنكون من جنده و في قاطرته الأمامية من الجهاد.

ألا تعلم أن اليقين في نصر الله و التمكين لعباده الصالحين و أن دولة الظلم ساعة و دولة الحق و العدل إلى قيام الساعة و نفث هذه الروح المتيقنة في الناس من الجهاد.

ألا تعلم أن تعليم الناس تاريخ المسجد الأقصى المبارك و موقعه الصحيح و أنه يشمل كلاّ من قبة الصخرة و المصلى المرواني و المسجد القبلي و به أكثر من مائة موقع تاريخي من الجهاد.

ألا تعلم أن مقارعة الظلم و النضال من أجل تحقيق الخير للناس و رفع الغبن عنهم بأي وسيلة كانت من جمعيات و أحزاب و روابط و نوادي و منظمات من الجهاد.

ألا تعلم أن كلمة الحق حين يتخاذل الجميع عنها، و موقف الصدق و الثبات حين يهرب الكل منه من الجهاد.

ألا تعلم أن العمل بإخلاص في الإدارة أو المتجر أو المزرعة و تقديم الخدمات للناس و إعطاء المثل الحسن عن الإنسان الخلوق الملتزم من الجهاد.

ألا تعلم أن الاجتهاد في الدراسة و تحصيل العلم و المثابرة على الاجتهاد و إعطاء المثل أن الدين لا يمنع عن العلم بل يحث عليه ولا يفرق في ذلك بين امرأة و رجل من الجهاد.

ألا تعلم أن الابتسامة في وجه الناس و البشاشة في وجوههم و تقديم المثال أن الذي تزوج الدين لم يطلق الاستمتاع بالحياة و أن الأسنان ليست من العورات من الجهاد.

كل هذه أمثلة بسيطة عن مرتبة الجهاد التي أردنا تسليط ضوء التحليل عليها الآن لنعلم أن الحق أبلج و الباطل لجلج و أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قراءة 1519 مرات آخر تعديل على الأحد, 05 تموز/يوليو 2015 09:18