قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 22 كانون2/يناير 2015 08:06

قررت أن أكون رقم (1)....!!

كتبه  الأستاذة أمال السائحي,ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ان ما نلمسه في جانب المعاملات، مع الأهل و الاخوة و الأصدقاء و الجيران، من قساوة أفكار، و تبلد حس، و دماثة أخلاق، تجعلنا نفيق على حياة غير حياتنا، و قيم و مبادئ غير مبادئنا، و على عادات و تقاليد غير تقاليدنا التي ألفناها، و على دين غير ديننا الذي هو منهاج حياتنا ككل، و الذي ننهل منه فقه المعاملات الدينية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية، و كم يحز في نفوسنا عندما نسمع كلمة " قد تغير الزمن" ، الزمن لم يتغير و لكن الإنسان هو الذي تغير فالشجر و الحجر كل في مكانه، و انما نَمطية العيش للإنسان، و ما طرأ عليها من تعقيدات في أبسط شؤون حياته اليومية جعلته ينادي نفسي أولا و بعدي الطوفان..

كما جاء في قصة الدكتور المختص في علم الاجتماع، عندما اشتكت له امرأة عن مشكلتها، حيث دخلت تبكي بكاء مرا وتقول له : لقد غيرت نمط حياتي بعد حضوري إحدى الدورات التدريبية، فقررت أن تكون نفسي هي رقم (1) في حياتي ، فغيرت صديقاتي و تركت تربية أبنائي، و أهملت زوجي، و مع هذا كله لم أشعر بالسعادة التي كنت أنشدها ، فتعلق أبنائي بغيري، و صار زوجي يبحث عن امرأة أخرى، و مع ذلك استمريت أجعل نفسي أولا، و لكني ما زلت لا أشعر بالراحة و السعادة ، وبعدها دخلت دورة ثانية لأعالج مشكلتي، و أغير نفسيتي لأكون سعيدة ، فتعلمت في الدورة أن أثيب نفسي، و أشرب القهوة لوحدي، و أعمل مساجا لجسدي، و أسافر لبلد لم أزرها من قبل ، و قد عملت كل هذا، و على الرغم من ذلك كله ما زلت غير سعيدة، فلا أعرف ماذا أفعل ؟ 

و يوجد الكثير من الأمثلة، فيما يخص المعاملات بين الأفراد، تجدهم يتعاملون وفق ما يعاملهم غيرهم، فمثلا تقول لك أختك أو إحدى قريباتك، انا لا أسأل عن فلانة لأنها لا تسأل عني، أو لا أذهب لزيارة تلك المريضة، لأنها لم تزرني و أنا مريضة، و لا أفعل هذا لأن تلك الأخت لم تفعل ما فعلته معها من خير....و هكذا كأننا في حلبة من الغالب و من المغلوب....و كأن الإنسان يتعامل مع العباد، و ليس مع رب العباد...مما جعل هذه الفكرة تنزوي في أعمق أعماقنا، و ذلك هو ما جعل فتح هوة كبيرة في المعاملات الإنسانية، و نسف ذلك المعيار الحقيقي للعلاقة بين الزوج و زوجته، الوالدين و أبناءهم، الأسرة و ما يجمعها من علاقات بالأسر الأخرى، الصديق و أصدقائه، و نسينا أن المنهاج الرباني قد خلد هذه العلاقات الجميلة، لكونها تعود على المجتمع ككل بالنفع، و ذلك ما نوه به الدكتور راغب السرجاني مستدلا بما جاء في قول الرسول صلى الله عليه و سلم وفي سيرته العطرة مع أصحابه حيث قال: (( مدح الرسول صلى الله عليه و سلم المتحابين في الله، و كشف عن عظيم ثمار هذا الحب في الآخرة، فقال صلى الله عليه و سلم:" سبعة يظلهم الله في ظله....فذكر منهم :"رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه".

كما ذم رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم، التناحر و التخاصم بين الأصحاب ، فقال صلى الله عليه و سلم "لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَ يُعْرِضُ هَذَا، وَ خَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ صاحبه بِالسَّلاَمِ".

و في سيرته نجده يعامل أصحابه معاملة تدلُّ على حُبِّه لهم جميعًا؛ و كأنه يخصُّ كل صحابي بحبٍّ خاصٍّ يختلف عن باقي أصحابه؛ حيث نجد رسول الله صلى الله عليه و سلم يصف أصحابه بصفات تُعَزِّز من الألفة و التقارب بينه و بينهم، فيصف الزُّبير بن العوام بأنه حواريه، و يصفُ أبا بكر و عمر بأنهما وزيراه، و جعل حذيفة بن اليمان كاتم سرِّه، و لقَّب أبا عبيدة عامر بن الجرَّاح بأنه أمين الأُمَّة.

و كما نجده يشارك أصحابه في مأكلهم و مشربهم؛ تقوية لأواصر الصحبة و المحبَّة، فعن جابر بن عبد الله قال: كنت جالسًا في داري فمرَّ بي رسول الله فأشار إليَّ، فقمتُ إليه، فأخذ بيدي فانطلقنا، حتى أتى بعض حُجَرِ نسائه فدخل، ثم أذن لي فدخلتُ و الحجاب عليها، فقال: "هَلْ مِنْ غَدَاءٍ؟" فقالوا: نعم. فأتي بثلاثة أَقْرِصَةٍ فوضعن على نَبِيٍّ، فأخذ رسول الله قرصًا فوضعه بين يديه، و أخذ قرصًا آخر فوضعه بين يديَّ، ثم أخذ الثالث فكسره باثنين، فجعل نصفه بين يديه و نصفه بين يدي، ثم قال: "هَلْ مِنْ أُدُمٍ؟" قالوا: لا، إلاَّ شيء من خلٍّ. قال: "هَاتُوهُ، فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ." صلى الله عليه و سلم.

إن ديننا الكريم يشجعنا على ثلاثية رائعة جدا و هي (إن لربك عليك حقا، و لنفسك عليك حقا، ول أهلك عليك حقا )، فالأصل أن نحقق المعادلة بين العلاقات الثلاث علاقتنا بخالقنا، و هذا يستلزم منا فقه ((و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون))، فعلاقتنا بخالقنا تقتضي فيها العبادة و المعاملات و التزامات كثيرة مبينة في الفرائض و السنن، ثم تأتي علاقتنا مع أهلنا و اصدقاءنا، منها الأهل و الأقرباء و الزوج و الأبناء، و فيها كذلك التزامات أخرى، و زيارة و إعانة، و بعدها نعطي لأنفسنا الثلث الباقي من الوقت، و نستمتع بما أحله الله لنا ....و هكذا يكون لحياتنا معنى، و لوجودنا بصمة، و نكون رقم واحد في أعيننا، و في أعين غيرنا.....

قراءة 1493 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 14:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث