قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 03 كانون1/ديسمبر 2015 08:10

التحديات الأسرية في زمن العولمة

كتبه  أمال السائحي.ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قال أفلاطون الفيلسوف الشهير: "إن التربية هي إعطاء الجسم و الروح ما يمكن من الجمال و الكمال"، و هي كلمات جميلة ذات دلالات عميقة، فالجمع بين الجمال و الكمال لكل من الجسم و الروح ليس أمرًا سهلا، و لعل تعريف التربية بطبيعة عملها و مجالاته يوضح مدى شموليتها، فهي: "تشكيل الشخصية السوية المتكاملة في جميع جوانبها روحيًا و عقليًا و وجدانيًا و خلقيًا و اجتماعيًا و جسميًا"

هي تساؤلات كثيرة اليوم يطرحها الآباء و الأمهات في ظل التربية بالطريقة المثلى التي يرجوها الوالدين لأبنائهم و السير في الاتجاه الصحيح، و الخوف من حدوث الكثير من الإشكالات أو الثغرات التي ليس لها أول من آخر ...

و هي في مجملها تساؤلات عن التربية المثالية ..التربية الحقة و هي ـ في نظرهم ـ التي تربى بها جيل الأب و الأم .....التربية التي تضمنت الكثير من الاحترام للصغير قبل الكبير، و التي تضمنت تربية الجد و الجدة، الخال و الخالة، العم و العمة، و حتى الجار المتخلق الطيب، التربية التي جعلت ذلك الجيل يرفض من الصغير الخوض في المسائل التي هي اكبر منه، و يلزمه باحترام الوالدين و برهما، و احترام الاخوة بعضهم بعضا، و عدم الجلوس مع الضيوف، و السمع و الطاعة في كل ما يرضي الله و يفيد في تربيته كإنسان سوي يتحلى بأخلاق عالية.

و اليوم أصبح أمامنا كمربين العديد من التحديات التي تجعل من موضوع التربية الأسرية بالنسبة للأسر المسلمة أمرا شائكا يحتاج إلى التفكر فيه حتى يتسنى لنا اتخاذُ القرار السليم. و تتمثل أهم التحديات في الانفجار المعرفي المذهل، الذي يحتاج منا إلى مواكبةً سريعةً، ضف إلى ذلك المتناقضات التربوية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية الخطيرة التي يعيشها مجتمعنا العربي و الإسلامي، و ما وصل إليه هذا المجتمع من ضعف شديد، و ما يحمله هذا الوهن من مضمون سيء يستشعره الشباب، فيزلزل كيانه، و يوهن عزيمته و ثقته.

يدل على ذلك أن كثيرا منا قد يتصادف أن يصطدم مع أبنائه، خاصة في سن المراهقة، حول مشاكل شتى منها، طريقة التفكير، و اختلاف الرؤية للمشكل؟ فنحن لا نرى الأمور المختلفة من زاوية واحدة، بل كثيرا ما نراها من زوايا مختلفة قد تكون متناقضة تماما؟

كيف يمكن للآباء و الأمهات اليوم، أن يضعوا واقيا، أو يكسبوا أولادهم مناعة أخلاقية و فكرية تحميهم من آفات كثيرة، و تحصنهم من الآفات التي تأتي في ركاب الانفتاح العشوائي على ثقافات العالم؟ و كيف لهم أن يحولوا دون اقتلاع ريح الغزو الثقافي لأبنائهم من هويتهم و استلابهم حضاريا؟
إذن فالتربية جد صعبة في وسط هذا الجو المشحون بثقافة غير ثقافتنا، و أفكار غير أفكارنا، و مجتمع غير مجتمعنا، و تقاليد و أعراف، غير أعرافنا ...

ان آثار المضامين التي تقدم عبر الإعلام أو غيره، جعلت من جيل اليوم ...إنسانا آخر ...جيل الفايسبوك، و جيل الهواتف الذكية، و جيل سرعة المعلومة، جيل الهلوسة بكل ما هو مادي محض....

و لهذا كان الإسلام حريصا جدا في قضية التربية، حيث بين أن المؤمن الحق هو الذي يوازن بين متطلباته الجسدية و متطلباته الروحية، و وضع الأساسيات الممكنة التي تعتبر الدرع الواقي الذي يحول دون الانجذاب إلى هذا دون ذاك، أولها عند ولادته و التأذين في أذنه اليمنى و الإقامة في اليسرى، و أن يبدأ تطبيق المفهوم العقدي منذ الصغر أي منذ أن يبدأ الطفل بنطق بعض الحروف و الكلمات يحاول الوالدان أن يلقناه الشهادة باستمرار، و أن يتجنبا الكذب عليه حتى لا يتعلم هذا الخلق الذميم، لأن التعليم بالفعل مقدم على التعليم بالقول، و أمره بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، و ضربه عليها إذا بلغ العاشرة و لم يحافظ عليها، و التفريق بين الأبناء في المضاجع، و آداب الاستئذان، و تعليم أساسيات العقيدة (من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟)، و اتباع منهج التدرج بالطفل في التعليم، و اعتبار قدرات المتعلم على الاكتساب و التحصيل و عدم تكليفه ما لا يطيق من الأمور، و لعل الناظر في سيرة الرسول -صلى الله عليه و سلم – يستطيع أن يتبين بوضوح المبادئ الكبرى التي كان يقيم عليها النبي صلوات الله و سلامه عليه منهجه التربوي الذي خرج لنا جيل الصحابة ذلك المنهج الذي مكنة أسامة بن زيد رضي الله عنه، أن يتولى إمرة الجيش و هو بعد لم يتجاوز السابعة عشر من العمر... ذلك المنهج الذي مكن جيل الصحابة من الثبات في وجه المكر اليهودي و الكيد الفارسي و التهديد الروماني ... أليس ذلك المنهج هو الكفيل بتمكيننا من اكتساب الحصانة التي تقينا من كل الشرور التي تتهددنا بها عواصف العولمة و زوابعها مهما كان عتوها ...؟

قراءة 1657 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 31 أيار 2017 16:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث