قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 23 حزيران/يونيو 2016 09:33

ظاهرة الغش وارتداداتها على مستقبل شبابنا...

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الغش ظاهرة من الظواهر التي تعتبر غير طبيعية على الاطلاق ...و هي الظاهرة التي استفحلت فأنهكت البلاد و العباد ...

في زمن مضى كانت ظاهرة الغش حين تنسب إلى صاحبها، تجعله منبوذا، مذموما، مدحورا...فلماذا في السنوات الأخيرة أصبحت ظاهرة الغش من الظواهر التي يفتخر بها الإنسان، و يعتبر نفسه من الفئات الفطنة التي لا تفوتهم فائتة ...و هم الأدهى في التفكير و التدبير و التخطيط للسطو على حقوق ناس أبرياء، و سلبهم إياها بغير حق...

كنا و ما زلنا نتحدث عن ظاهرة الغش في طبقة بائعي الخضار، و التجار بصفة عامة، إلا من رحم ربك...

أما اليوم فماذا نقول و قد باتت ظاهرة الغش تضرب أطنابها في مجال التعليم ...و النسبة تتزايد كل عام، و هذا معناه اننا لن نجد مستقبلا مهندسا، أو طبيبا، أو صيدلانيا، أو معلما يوثق به و يعول عليه...فإذن كيف سيبنى الصرح؟ كيف سيشيد العمران؟ و تشيد المستشفيات، و تشق الطرقات، و تبنى السدود، أليس كل ذلك يعتمد على العلوم التي يكتسبها التلميذ منذ التعليم الابتدائي إلى أن يصل إلى الدرجات العليا إن شاء الله له أن يصل إليها؟

لقد تأثرت النفس البشرية بكل ما هو مادي، من مناصب، و مال، و جاه، و وجاهة في المجتمع، فأصبح اليوم الشاب أو الشابة، لا يهمه كيف يصل و من أي طريق يصل منه، و بأي السبل التي يمكن أن تجعل منه وجيها، ذا مكانة عالية في مجتمعه، و الذي يريد أن يغدو فيه رمزا من رموزه...

إذن هي قضية أزمة أخلاق بامتياز، أزمة أخلاق ضربت الأسس التي وضعتها الأسرة لتنشئة أفرادها، و أطاحت بالمؤسسات التربوية التي يفترض أن لها الدور الكبير في قضية التصدي للغش، إذا بالمعلم الذي يفترض فيه أن يكون هو القدوة أولا و أخيرا، إذا به اليوم أصبح هو من يسرب الأسئلة، لاجتياز امتحان هو الفاصل بين من كان تلميذا و من سيصبح أو تصبح رجل أو امرأة الغد، و يسلم لهم المشعل حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه مثل ما قاموا به أجدادهم...كيف سوغت له نفسه ذلك؟ ألم يدرك أنه بذلك يشجعهم على اللجوء إلى الغش في مستويات أعلى؟ و بذلك ليكن الطبيب طبيبا على وجه الحقيقة و لا المهندس مهندسا ...و لا ...و لا... و لا... 

أجدادنا و آباؤنا كانوا لا يقرأون و لا يكتبون و لكن كانوا بربهم يؤمنون و بكتابه مصدقون و به عاملون، فأكرمهم الله بالصحة و العافية، و السعة في الرزق و الولد، و أمنهم في أوطانهم، و أغدق عليهم الرزق الوافر...

بقول العلماء أن الغش في الاصطلاح الشرعي، هو ما يُخلَط من الرَّدِيء بالجيِّد، أو نشرُ السوء و بثُّه على حساب الخير،  و في الاصطِلاح التربوي: عمليَّةُ تزييف لنتائج التقويم، أو هو محاولة غير سويَّة لحصول الطالب على الإجابة من الأسئلة، باستِخدام طريقةٍ غير مشروعة، و هو في اصطِلاح علم الاجتماع الإسلامي: ظاهرة اجتماعيَّة منحرفة؛ لخروجها عن المعايير و القِيَم الشرعية، و لما تتركه من آثار سلبيَّة تنعَكِس بصورة واضحة على مظاهر الحياة الاجتماعيَّة في المجتمع، و بالجملة: الغشُّ يُعتَبر سلوكًا غيرَ أخلاقي و غيرَ تربوي، ينمُّ عن شخصية غير سويَّة، و ليست ناضجة، و هي تعكس الخللَ التربوي و ضعفَ الأثر الشرعي في نفسية صاحبه.

إذن اليوم ما دورك أيها الأب؟ أيتها الأم؟ أيتها الأسرة؟ ...أيتها المدرسة، إن ما جرى لم يكن ليجري إلا بتواطؤ كل هذه المؤسسات التربوية ...

فليتق الله كل مربي على مستواه، و ليعلم أن كل من بذَر بذرة حسنة، فإنها تعود عليه و على مجتمعه بالنفع... قال ابن القيم: (و كم ممن أشقى ولده و فلذة كبده في الدنيا و الآخرة بإهماله، و ترك تأديبه، و إعانته على شهواته، و يزعم أنه يكرمه و قد أهانه، و أنه يرحمه و قد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده و فوَّت عليه حظه في الدنيا و الآخرة، و إذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء).

إذن علينا أن نحارب الغش بكل قوانا، و في كل المجالات، و من باب أولى في قطاع التربية و التعليم، لأنه إذا تسرب إليه الغش تطرق منه إلى سائر مناحي الحياة الاجتماعية، و في ذلك ضياع البلاد و هلاك العباد... 

قراءة 1812 مرات آخر تعديل على السبت, 25 آذار/مارس 2017 21:18

أضف تعليق


كود امني
تحديث