قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 03 آذار/مارس 2024 09:36

عليكم بالصدق... (3)

كتبه  الأستاذ محمد سبرطعي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تواصلنا في الحلقتين السابقتين و قد تحدثنا عن نوعي الصدق المرتبطين بضمير الإنسان و ربه، و كذا فكر الإنسان و نفسه، و سنتحدث هنا عن النوع الثالث المتعلق بسلوك الإنسان و واقعه، و هو الصدق مع الناس.

و قبل بدء الحديث أود الإشارة إلى شيء تربوي، و هو أن سلوك الإنسان بصفة مجملة ثلاثة أثلاث، اثنان منها مرتبطان بعقيدة الإنسان و تربية النفس، و الثلث الثالث هو ما يرتسم على واقع الحياة، و في حالتنا هذه فإن سلوك الصدق في الواقع يسبقه صدق مع الله و صدق مع النفس، و هذا ملمح وجب على الآباء و الأمهات و كل من يتصدى للتربية و التوعية أن يدركه و هو أنه إذا أردت تغيير أي سلوك لأي إنسان فابدأ في ربط السلوك بالله تعالى و بدّل إدراك الإنسان في نفسه حول السلوك تكون النتيجة تلقائية بإذن الله ترضي الله سبحانه و يسعد به الإنسان في الآخرة و الأولى.

ثالثا: الصدق مع الناس

هو النوع الذي يترجم النوعين السابقين و يكون تابعا لهما، فإذا وجدت إنسانا غير صادق مع الناس فمكمن الخلل – لا محالة – إما في صدقه مع الله أو صدقه مع نفسه أو منهما معا.

الصدق مع الناس مطابقة الأقوال و العناوين للأفعال و المضامين، فلا يقول الإنسان قولا و يكون فعله عكسه، بسم الله الرحمن الرحيم " كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون "

الصدق مع الناس هو علامة المؤمن الحق فقد أنكر النبي صلى الله عليه و سلم و اشتد نكيره أن يكون المؤمن كذابا ، كلاّ... أتعلم لماذا؟

لأن الكاذب يستبيح كل شيء و لا يتورع عن أي فعل مهما كانت شناعته ثم ينكر اقترافه إياه، فهو يزني و يسرق و يشرب الخمر...

أما المؤمن فإن أقواله صادقة على طول الخط و لو على نفسه أو والديه، بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين ".

و هو يفعل هذا امتثالا لأمر الله سبحانه و كذا اعتقادا منه أن الصدق منجاة و الكذب مخيّب، بسم الله الرحمن الرحيم " ...فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم " و أن عاقبة الصدق دوما إلى فلاح و حسنى و الكذب إلى خسران و بلوى.

و المؤمن يصدق في أقواله و مواقفه لأنه متيقن من كلام ربه أن تأشيرة النجاة يوم العرض الأكبر هي الصدق "قال الله هذا يومَ ينفع الصادقين صدقهم... " و إذا فُقدت هذه العملة فقد صعٌب على الإنسان مصيره - نسأل الله السلامة -.

و يتجنب المؤمن الكذب لأنه علامة المنافق قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " آية المنافق ثلاث:... و إذا حدّث كذب ... " و هو باب الشر و مفتاح الخسارة و عبّارة الندامة و مرسى الخطيئة و موئل المنحرفين.

و المؤمن يصدق لأن دوام الصدق يورث مرتبة عظيمة عند الخالق و المخلوق هي مرتبة الصدّيقيّة و هذه لا ينالها إلا من تحلى بالصدق و عمل به و عُرف عنه.

و إن من الصدق أيضا الوفاء بالعهد و إنجاز الوعد " و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون ". لأن من لم ينجز ما وعد به و لا يفي بما عاهد عليه فقد خيّب الناس الذين وضعوا عليه آمالهم و كان حقا على الله أن يخيّبه فيه – نسأل الله العافية -.

فاللهمّ إنا نسألك تمسكا بالصدق و أهداب الصادقين، و أن تقِيَنا الكذب و سوء منقلب الكاذبين، و أن تطهر قلوبنا من النفاق و أعمالنا من الرياء و ألسنتنا من الكذب و أعيننا من الخيانة، إنك تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور.

  

قراءة 134 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 06 آذار/مارس 2024 09:01

أضف تعليق


كود امني
تحديث