قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 17 أيلول/سبتمبر 2014 19:01

أمريكا في خطر.. و نحن في خطل ...

كتبه  الأستاذة رغداء زيدان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليس يخفى على أحد في العالم اليوم، أن أمريكا هي قائدة العالم، و أنها القوة الأكبر فيه اقتصادياً و عسكرياً و علمياً و تكنولوجياً. و من موقع قيادتها هذه باتت أمريكا المتدخلة الأولى في شؤون معظم الدول الأخرى، تحالف هذه الدولة و تعادي تلك، و الهدف هو إبقاء قيادتها للعالم، ضماناً لمصلحتها الخاصة، و أمنها القومي.

       طبعاً، فإن أمريكا لم تنل هذه القيادة صدفة أو دون عناء، و لكن هناك أسباباً جعلت من هذه الدولة هي الأقوى بين دول الأرض على الرغم من حداثتها نسبياً، إذ لم يتم توقيع استقلال بعض ولاياتها عن إنكلترا إلا في عام 1776م.

و لعل أبرز مصادر قوة أمريكا هي العلم و المكتشفات و الأبحاث العلمية، و التي غيرت وجه العالم كله.  

قوة أمريكا في العلم:

       يعتبر التعليم الحديث و المتطور هو المصدر الأبرز من مصادر قوة أمريكا، فبفضل البحوث العلمية و الدراسات و المكتشفات صارت أمريكا أكثر البلاد تقدماً على كافة المستويات: الاقتصادية و العسكرية و المعلوماتية. و مازال نظامها التعليمي مرجع و نموذج لدول العالم الأخرى، و ماتزال أمريكا تحتفظ بأسرارها العلمية و التكنولوجية، و التي تعد أمضى أسلحتها على الإطلاق. و تشير التقديرات أن الولايات المتحدة ستحتفظ بقيادة العالم على مدى ثلاثين عاماً قادمة على الأقل قبل أن تظهر قوة أخرى تنافسها على هذه الزعامة.

       إلا أن زعامة الولايات المتحدة الأمريكية للعالم مهددة بالتراجع، بل إنها مهددة بالزوال، و السبب هو النظام التعليمي الأمريكي نفسه، و الذي يقول عنه الخبراء إنه في خطر حقيقي، فهناك أكثر من 25 مليون من أصل 300 مليون أمريكي لا يحسنون القراءة و الكتابة، و هناك 40 مليون يقرؤون بصعوبة و لا يعرفون الكتابة، و احتلت أمريكا المرتبة رقم 17 بين الدول الصناعية الكبرى من حيث الإنفاق على التعليم، بالإضافة إلى مشاكل أخرى لا تقل خطورة، مثل انتشار العنف و المخدرات في المدارس، فهناك مثلاً واحدة من كل عشر مدارس رسمية أمريكية شهدت أعمال عنف خطرة عام 1997م، مما انعكس على تقدم الطلاب، حيث تراجع مستواهم في اتقان الرياضيات و العلوم الطبيعية إلى مراحل متأخرة، و احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأخيرة بين الدول الصناعية من حيث الاستثمار الفاعل في التعليم( ).

كل هذا دفع القائمين على إدارة التعليم في أمريكا إلى التنبه إلى هذا الخطر، فعملوا على دراسة الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الخطير، في محاولة لتلافي الخلل من أجل المحافظة على مكانة أمريكا الريادية عالمياً.

أمة في خطر

       بدأت الدراسات التي تنبه إلى خطر التراجع الأمريكي علمياً في وقت مبكر نسبياً، حيث صدر التقرير الشهير " أمة في خطر"  “A nation At Risk” في الولايات المتحدة عام 1983م، و كان بمثابة صرخة مدوية، أظهرت مدى الخطر الذي يتهدد التعليم في أمريكا، و مدى تدني نوعية التدريس، و الذي نتج عنه انخفاض في المستويات التحصيلية و الأكاديمية للطلاب الأمريكيين. و مما جاء في التقرير " أنه لأول مرة في مسيرة التعليم العام بأمريكا سيتخرج جيل لا يتفوق على آبائه، و حتى لا يساويهم أو يدانيهم في المهارات و المعارف و القدرات". و يقول التقرير أيضاً:" لو كان التعليم بحالته في بداية الثمانينات بأمريكا مفروضاً عليها من قوى خارجية كان الأمريكيون سينظرون إليه كعمل حربي ضدهم، و لكن ما حدث أنهم سمحوا بأن يفعلوا ذلك بأنفسهم".

و على إثر هذا التقرير انطلقت الخطوات العاجلة لإصلاح التعليم في الولايات المتحدة، و التي وضعت نصب عينيها الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع الخطير في التعليم، فكان المعلم هو السبب الرئيس فيما وصلت إليه الأمة الأمريكية من ضعف تعليمي، فكان لا بد من العمل على الارتقاء بمستوى تأهيل المعلمين لديها، و لم يأتِ عام 1988م إلا و قد طبقت 44 ولاية أمريكية نظام امتحان الكفاية، و الذي يتحدد بموجبه مدى كفاءة المعلم المتقدم لشغل هذه الوظيفة.

و لم يكتفِ المسؤولون عن إصلاح التعليم في أمريكا بمسألة كفاءة المعلم فقط، بل عمدوا إلى العمل على إعطاءه مزيداً من المكانة المهنية و الحرية و الثقة، بما يمنحه استقلالية و مكانة اجتماعية مميزة، تعيده كقدوة لها احترامها و مكانتها في النفوس.

       و في عام 1991م، في عهد الرئيس جورج بوش الأب نُشر مشروع بعنوان (أمريكا عام 2000ـ استراتيجية للتعليم) ، تضمّن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها نظام التعليم الأمريكي ، و منها : " أن يحتل الطالب الأمريكي المرتبة الأولى عالمياً بين دول العالم في مادتي العلوم و الرياضيات" . و من أجل تحقيق هذه الغاية قدّم الباحثون الأمريكيون تقارير حول أفضل الطرق التي تمكّن الطلاب من التفوق في هذه المواد الأساسية، منها وثيقة "معايير منهج و تقويم الرياضيات المدرسية"Standards for Curriculum and Evaluation for School Mathematics. التي اعتمدتها معظم الولايات الأمريكية في كثير من خطواتها لتطوير تعليم الرياضيات فيها.

و وثيقة "مبادئ ومعايير الرياضيات المدرسية" Principle and Standards for School Mathematics. التي أصدرها المجلس القومي لمعلمي الرياضيات في آذار مارس من عام  2000م، بعد دراسة متأنية و جادة لواقع تعليم الرياضيات في أمريكا.

       و اليوم قدّم العلماء وثيقة بعنوان " الارتفاع فوق العاصفة القادمة" ، تعكس مدى خوفهم من تراجع الهجرة العلمية إلى أمريكا، و ذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مما سينعكس على تراجع القدرات العلمية الأمريكية، و التي يُخشى إن هي استمرت أن تفقد أمريكا بسببها تفوقها العلمي على العالم خلال عقد واحد من الزمن فقط.

و يقول العالم ستيفن شو مدير مختبر لورنس بيركلي الذي شارك في وضع هذا التقرير: "بعد الحادي عشر من سبتمبر أصبحنا أقل ترحيباً و علينا أن نوقف هذا فوراً"، و وصف شو  أمريكا بأنها "كضفدعة سقطت في ماء يغلي ببطء فهي لا تقفز من الماء لأنها لا تدرك أنها في طريقها إلى الموت".

       إن القائمين على رأس الإدارة التعليمية في الولايات المتحدة لمسوا سوء الحالة التي وصل إليها الطلاب هناك حيث بيّنت الدراسات ازدياد حالات العنف و تعاطي المخدرات بين التلاميذ، مما أدى إلى تدني مستوى تحصيلهم العلمي، فكان لابد من تلافي هذا الخطر و محاولة تدارك الأمر قبل استفحاله بصورة تنعكس على مكانة الولايات المتحدة و قيادتها للعالم. و منذ شهر يونيو عام 1999م، عمل قسم التربية و مكتب الخدمة السرية في الولايات المتحدة الأمريكية كفريق واحد لفهم قضية العنف في المدارس، و لإيجاد الوسائل التي تمنعه، فصدر دليل العنف في المدارس الأمريكية الذي طبع عام 2002م، ليبحث في هذه المشكلة الخطيرة، سعياً لإيجاد الحلول الناجعة لها( ).

بعد الحادي عشر من سبتمبر

       لسنا بحاجة إلى بيان مدى التأثير الكبير الذي تركته أحداث الحادي عشر من سبتمبر على العالم ككل، و خصوصاً في أمريكا نفسها، فقد أصبح الهاجس الأمني عند الحكومة الأمريكية موجّهاً لسياساتها الداخلية و الخارجية على حد سواء.

       فعندما أعلنت أمريكا حربها على الإرهاب، ضخّت الأموال الضخمة من أجل القيام بحرب شاملة و كاملة على الإرهاب و منابعه، وفق وجهة النظر الأمريكية، مما أوقع السياسة الأمريكية الداخلية بمطبات كثيرة، انعكست على الحياة الأمريكية عموماً، و منها قطاع التعليم. و بدأت أصوات العلماء و الباحثين ترتفع مطالبة بزيادة الإنفاق على التعليم، و زيادة الاستثمار في البحث العلمي بين 5 و 7 بلايين دولار سنوياً، من أجل تلافي التقصير و التدهور الحاصل في نظام التعليم و البحث العلمي في أمريكا.

و كما قال مايكل لوبيل مدير الجمعية الفيزيائية الأمريكية " هذا ليس مبلغاً كبيراً مقارنة بثمانية بلايين دولار ننفقها شهرياً في العراق و أفغانستان" .

       إلا إن الإدارة الأمريكية مازالت مستمرة في سياستها المعلنة في حربها على الإرهاب لذلك فقد اهتمت الولايات المتحدة بنظم التعليم في العالم الإسلامي، بعد أن اُتهمت المناهج التربوية الإسلامية بزرع مفهوم الإرهاب في عقول و نفوس الطلاب المسلمين في العالم، فكانت بنظر أمريكا منبعاً لتخريج الإرهابيين. و بالفعل فقد بدأت البلاد الإسلامية عموماً و العربية منها خصوصاً بتغيير مناهجها التعليمية، استجابة للضغوط الأمريكية غالباً.

أمة في خطل

       إن العرض الماضي لحال التعليم الأمريكي يرسم صورة قد تسر كثيراً من الأمم في الأرض، هذه الأمم التي عانت من جبروت أمريكا و تدخلها المستمر في شؤون العالم، و أعتقد أنها تسرنا كأمة عربية و مسلمة كانت و مازالت الهدف الأول لسياسات أمريكا الخارجية و تدخلاتها، بصورة ألحقت ظلماً كبيراً بأمتنا و قضايانا الوطنية.

و لكنني أقول إن هذا السرور يعكس مدى الخطل الذي نعيش فيه، لأننا نأخذ بظواهر الأمور، و نتمنى زوال نفوذ أمريكا، حتى لو رسمنا في مخيلتنا صوراً خادعة عن تدهور القوة الأمريكية. فنحن مازلنا ننتظر النصر من الله بمعجزة، لا تكلفنا أي جهد، لاتكائنا على فهم خاطئ لمبدأ صعود الأمم و هبوطها، و تخاذل و تكاسل فظيع أسميناه ظلماً توكل على الله، و إلا ما الفرق بيننا و بين قريش عندما هاجم أبرهة الحبشي الكعبة يريد هدمها، فقابلوا ذلك بقولهم إن للبيت رباً يحميه؟!. لقد حمى الله بيته صحيح، و لكن قريشاً كان لا بد من ذهابها، لأنها أمة لا تصلح لحفظ البيت و صونه، و هذا ما سيحدث لأمة الإسلام إذا لم تحسن تمثيل هذا الدين العظيم و تقديمه للعالم، و صدق تعالى بقوله:" وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ "(محمد: من الآية38)

       العرض الماضي لمشاكل التعليم في أمريكا يعكس لنا مسألة على غاية من الأهمية، و هي أن ريادة أي دولة و تفوقها العلمي العالمي يحتاج إلى متابعة دائمة و تقويم مستمر، متابعة للنتائج، و تقويم للأداء، لمعرفة مدى ملائمة النظام التعليمي، لخدمة الأهداف المرسومة. و هذا ما يقوم به القائمون على الإدارة التربوية العامة في أمريكا. لذلك فقد وجدنا هذا الكم الكبير من الدراسات و المتابعات لواقع التعليم الأمريكي و مشاكله، بغية اتخاذ التدابير المناسبة في الوقت المناسب لتلافي أي خلل أو تقصير.

بينما نحن كأمة عربية إسلامية مازلنا نتلقى الأوامر بتغيير المناهج التعليمية، دون أن ندرك بعد مدى الانحطاط في نظام التعليم عندنا.

نغيّر وفق الطلب الأمريكي، و لكننا لم ندرس مشاكلنا لأننا لم نستوعب بعد أننا في الدرك الأسفل تعليمياً على مستوى العالم كله، فالأمية تصل في بعض الدول العربية إلى 60% في الوقت الذي لا تزيد فيه عن 3% فقط في بعض الدول الصناعية، و استخدام الوسائل التكنولوجية عندنا محدود جداً بصورة مخجلة، و هناك مشاكل كبيرة في الإدارات التربوية، و سوء كبير في إعداد المعلمين، و قصور كبير في المناهج التي تعتمد على الشكل النظري و لا تقترب من التطبيق العملي حتى في الجامعات و الأقسام العلمية.....و طبعاً فإن هذه المشاكل لا تقتصر فقط على قطاع التعليم، و لكنها تنسحب على كافة المجالات الأخرى.( )

        لذلك كانت مهمتنا الأساسية اليوم هي في إصلاح العقول، و لن يتم ذلك قبل إصلاح التربية و التعليم، إصلاحاً ينبع من حاجاتنا، بعد درس و استيعاب لحجم المشاكل التي يعاني منها التعليم عندنا، و ليس استجابة لإملاءات خارجية تهدف إلى تحقيق مصالحها الخاصة فقط.

http://syria-news.com/readnews.php?sy_seq=25621

قراءة 1703 مرات آخر تعديل على الإثنين, 10 آب/أغسطس 2015 17:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث