قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 02 كانون1/ديسمبر 2015 09:17

تحرير المفاهيم!

كتبه  الأستاذة مريم بنت حسن تيجاني
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من المعلوم أن العولمة الثقافية و المادية المعاصرة التي نحياها اليوم، تسببتا في جملةِ تشويهاتٍ فكرية أسهمت في طمس معالم الهوية الفكرية للمجتمع المسلم - إلا من رحم الله -و ساهم غياب الثقافة الشرعية و ما يتصل بها من مفاهيم بشكلٍ كبير في تلك اللوثة الفِكرية الشوهاء، التي هيمن عليها الإعلام المعاصر بكل أنواعه، و أجلَبَ عليها بخَيْلهِ و رَجْلِه، فبات أهم روافد التشويه الذي وصل إليه الكثيرون.

و أما سبب كتابة الموضوع، فقد كنت في وقتٍ سابق أتصفحُ نتائج دراسات إحدى المراكز البحثية المتعلقة بقضايا المرأة!.تلك الموضوعات التي ابتدعها الغرب و غذّى وجوه الانحراف فيها لخدمةِ أغراضهِ و شهواته، ثم طَمَحَ لإعادة تدويرها و تصديرها لشعوب الأرض سيما المسلمة منها، و إن كان على حساب الشريعة الغرّاء. فنشأت حربٌ فكرية من لا شيء، بل و الحالةُ سِلْم!.

و نجحوا في استعداءِ الأطراف المفطورة على المودة و الرحمة – إلا من رحم الله -.

و أما لوثة تغيير الأشياء عن مسمياتها فالأمثلة في هذا كثيرة، و لا عجب؛ فقد أخبر صلى الله عليه و سلم بذلك، فقال: "إنَّ ناسًا من أمتي يشربون الخمرَ يسمُّونها بغيرِ اسمِها" [1].

فالعلاقة التكاملية بين الزوجين التي يفترض أن تسودها المودة و الرحمة، تحولت بسبب مفاهيم الحياة المادية المعاصرة إلى علاقة نفعية و مطالبات حقوقية يرعاها الأنا عند الكثيرين للأسف، مما أدى لتشوُّه المفهوم السامي للحياة الزوجية.

و على سبيل المثال؛ حدَّثتْ إحدى الأخوات - و هي تعمل خطَّابة -، عن أحدهم، تقول: لا ينفكُّ يطلب يد معلمات عديدات. ثم هو فوق ذلك مِزواجٌ مِطلاق!.

و استطردت تحكي: "يقول أريد معلمةً تتحمل أعباء النفقة و تعمل على تلبية متطلبات الحياة المعاصرة، و لستُ أحيفُ في ذلك، فإن المرأة تُنكح لأربع!".

هذا واحدٌ من الأسباب التي تُفقدُ الحياة الزوجية روحها و رونقها و جمالها، و هو طمع الزوجين أو أحدهما في مال الآخر أو شيءٍ مما يملك!،  و الحياة بنظرة مادية محضة على حساب القيم العليا السامية و المباديء الإنسانية الفاضلة.

و أما على نطاق الممارسات المجتمعية الخاطئة التي عززها الإعلامُ الجانح، فهي خروج المطلقة الرجعية من بيتِ الزوجية فور تلفظ الزوج بيمين الطلاق!. فتحملُ ما استطاعت من المتاع ميممةً وجهها شطر منزل ذويها!، و الحكمُ الشرعي في هذه الحالة ألا تبرح منزل الزوجية حتى انقضاء عِدتها، قال تعالى: ﴿ وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَ لا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ﴾ [الطلاق: 1]

و فيما يتعلق بتسمية الأشياء بغير مسمياتها؛ فالضحية الأولى في ذلك هي الأجيال الناشئة، ثم المجتمع الصغير المحيط بها، يليه المجتمع الكبير الذي يتعايشون ضمن أفراده.

تقول إحدى الأخوات: "رأيتُ فتاةً حديثة السن مسترجلة المظهر في أحدِ المحافل، فناديتها لأسدي إليها بعض النصح و كلماتٍ حانيات. و بلا مقدمات تغيّر وجه الفتاة و انتهجت موقفاً هجومياً!. فقلتُ لها: أتدركين أنَّك تروحين و تجيئين في لعنةِ الله - و العياذُ بالله-، فهدأت سورة غضب الفتاة و فَتَرَ هجومها لتتساءل: كيف؟! و الدهشة تملؤها!.

فأجابتها المرأة: لا يغرنَّكِ ما أنتِ عليه من المظهر الذي يُسمى بالـ (boy girl) أو (البوية)، فإن التسمية الشرعية هي (الاسترجال)، و قد "لعن النبي صلى الله عليه و سلم المترجلات من النساء"[2]. عزيزتي؛ إنَّكِ إن مِتِّ على ما أنتِ عليه ما أفلحتِ!.

تقول الأخت: فأجهشتِ الفتاة بالبكاء و قالت: كنتُ أظنها حرية شخصية، لماذا لم نتعلم هذا في مدارسنا؟!".

و أما المثال الثاني؛ فاعتياد البعض للعلاقات المحرمة تحت مسميات معاصرة بدعوى الانفتاح و التقدم، فمن ذلك: تسمية العلاقة بين الولد و الفتاة بالصداقة و الحب البريء!. و ربما تخللها وعدٌ بالزواج لاحقاً!، إنهُ الـ (Boy friend).

و التسمية الشرعية هاهنا هي (الخَدِين)، و قد بيَّن الله تعالى أن من صفات المؤمنات العفيفات عدم اتخاذ الأخدان، فقال تعالى: ﴿ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَ لَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ﴾ [النساء: 25]

قال الطبري – رحمهُ الله- في تفسيره للآية: "يعني بقوله: (محصنات) عفيفات، (غير مسافحات) غير مزانيات، (و لا متخذات أخدان)، يقول: و لا متخذات أصدقاء على السفاح"[3].

و أما لوثة الشذوذ و تبرير الفاحشة التي كانت في قومِ لوط عليه السلام بزعم الجنس الثالث!؛ فالحقيقة القرآنية تخبرنا أن الله عز و جل خلق من كل شيء زوجين، قال تعالى: ﴿ وَ مِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49]

فلا حقيقة لوجود ما يُزعمُ أنهُ جنسٌ ثالث!، و إنما الحقيقة الشرعية هي المذكورة في هذا الحديث الشريف: "لعن النبي صلى الله عليه و سلم المخنثين من الرجال، و المترجلات من النساء"[4]. فما هو إلا تشويهٌ للمفاهيم و قلبٌ للحقائق - نسأل الله السلامة و العافية-.

و غير تلك المسميات التي سيطول مقام استعراضها، و لكن أكتفي بما ذكرت على سبيل التبيين و تجلية الحقيقة الشرعية لمن جهلها من أولئك الناشئة الذين نسأل الله تعالى أن يردهم إلى دينهِ ردَّاً جميلاً و يحميهم من لوثة المفاهيم المادية المعاصرة التي شوَّهت الفكر و الحياة!.


[1]السلسلة الصحيحة.

 [2]رواهُ البخاري.

[3]تفسير الطبري، ج8، ص193.

[4]رواهُ البخاري.


رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/social/0/95268/#ixzz3t6QswShI

قراءة 1683 مرات آخر تعديل على الجمعة, 04 كانون1/ديسمبر 2015 06:04

أضف تعليق


كود امني
تحديث